شرح دعاء الإفتتاح
 

(وهو من أروع الأدعية التي توضّح دور الإمام عند الظهور ودور شيعته عند الغيبة وقد نسب الى الامام المهدي في الاقبال ص٥٨ ومصباح المتهجد ص٥٧٧)


بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
 

اللَّهُمَّ إِنِّي أَفتَتِحُ الثَّنَاءَ بِحَمدِكَ، وَأَنتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوَابِ بِمَنِّكَ (أي مرشد وملهم للتفكير الصحيح والعمل الصائب السليم)،

وَأَيقَنتُ أَنَّكَ أَنتَ أَرحَمُ الرَّاحِمِينَ، فِي مَوضِعِ العَفوِ وَالرَّحمَةِ، وَأَشَدُّ المُعَاقِبِينَ فِي مَوضِعِ النَّكَالِ وَالنَّقِمَةِ (النكال: إنزال العذاب والعقاب فالله غفور رحيم ولكنه شديد العقاب)،

وَأَعظَمُ المُتَجَبِّرِينَ فِي مَوضِعِ الكِبرِيَاءِ وَالعَظَمَةِ،  

اللَّهُمَّ أَذِنتَ لِي فِي دُعَائِكَ وَمَسأَلَتِكَ، فَاسمَعْ يَا سَمِيعُ مِدحَتِي، وَأَجِبْ يَا رَحِيمُ دَعوَتِي، وَأَقِلْ يَا غَفُورُ عَثرَتِي (الإقالة هو الإنهاض من السقوط في المعاصي)،

فَكَمْ يَا إِلَهِي مِنْ كُربَةٍ قَد فَرَّجتَها، وَهُمُومٍ قَد كَشَفتَها (فلولا لطف الله وفضله لما انفرجت تلك الكربات ولما انكشفت تلك الهموم)،

وَعَثرَةٍ قَد أَقَلتَهَا، وَرَحمَةٍ قَد نَشَرتَهَا، وَحَلقَةِ بَلَاءٍ قَد فَكَكتَهَا (هل لاحظت كم من لطفٍ غمرك الله به وكم من رحمة وعناية خاصة أولاك بها الله حين عجزت عن التصدي للمشاكل والصعاب والبلاء حتى أصبحت كالحلقة أو السجن عليك فكشفها الله عنك فكأنها لم تكن ولم تحدث، فكيف كان شكرك لله وطاعتك له؟)،

الحَمدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرهُ تَكبِيراً، (اي ان لله سبحانه لم يكن له ولي أو معين يحتاج إليه فالحاجة نقص وذلّ، والله عزيز بذاته لا يحتاج إلى عون من أحد كما قوله تعالى (الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد)

الحَمدُ للهِ بِجَمِيعِ مَحَامِدِهِ كُلِّهَا (محامد الله لا تحصى لأن نعمه لا تحصـى ففي كل لحظة له نعم متجددة على عباده من سلامة العقل والعافية والمعافاة من البلاء والأمن والسعة والرزق وما إلى ذلك من النعم الكثيرة التي يديم بها الإنسان حياته ووجوده)،

عَلَى جَمِيعِ نِعَمِهِ كُلِّهَا، الحَمدُ للهِ الَّذِي لَا مُضَادَّ لَهُ فِي مُلكِهِ (أي ليس له منازع في الخلق والملك ليعارضه في السلطة والحكم)،

وَلَا مُنَازِعَ لَهُ فِي أَمرِهِ، الحَمدُ للهِ الَّذِي لَا شَرِيكَ لَهُ فِي خَلقِهِ، وَلَا شَبِيهَ لَهُ فِي عَظَمَتِهِ (فالله ليس كمثله شيء ولا يرتقي العقل إلى إدراك عظمته، ناهيك عن إدراك ذاته المقدسة)،

الحَمدُ للهِ الفَاشِي فِي الخَلقِ أَمرُه وَحَمدُهُ (الفاشي اي المنتشر بمعنى الظاهر تدبيره للأمور وفضله على العباد)

الظَّاهِرِ بِالكَرَمِ مَجدُهُ (فكـل عطاء لله هو فضـل إبتدائي منه من دون استحقاق للمخلوق بذلك وهـو عطاء يتميز بالكثرة والجودة، والفضل المتجدد بلا انقطاع)،

البَاسِطِ بِالجُودِ يَدَهُ، الَّذِي لَا تَنقُصُ خَزَائِنُهُ (فخزائن الله كماء البحر كلما أخذت منه شيئاً حلّ محله ماء آخر)،

وَلَا يَزِيـدُهُ كَثرَةُ العَـطَاءِ إِلَّا جُوداً وكَـرَماً، إِنَّهُ هُوَ العَزِيزُ الوَهَّابُ.  

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ قَلِيلاً مِنْ كَثِيرٍ مَعَ حَاجَةٍ بِي إِلَيهِ عَظِيمَةٍ (بمعنى أن ما يتضمنه الدعاء من مسائل سترد فيما بعد هي بعض من الحاجات الكثيرة والتي لا يقضيها غير الله تبارك وتعالى، فجميع حاجات الإنسان لا تتيسر ولا تقضى من دون إرادة الله ولطفه)،

وَغِنَاكَ عَنهُ قَدِيمٌ (فالله هو الغني بذاته، وهو المنعم والرازق، والواهب والمتفضّل، والقدير والقويّ، والمنّان بكلّ شيء، ابتداءً من نعمة الحياة إلى تدبير الأسباب لدوام الحياة واستمرارها لكلّ المخلوقات بلا استثناء)،

وَهُوَ عِندِي كَثِيرٌ، وَهُوَ عَلَيكَ سَهلٌ يَسِيرٌ.

اللَّهُمَّ إِنَّ عَفوَكَ عَنْ ذَنبِي، وَتَجَاوُزَكَ عَنْ خَطِيئَتِي (اي مسامحتك واعراضك عن معاجلة العقوبة وكان العبد لم يعـصي ربه بل هو مطيع له يستحق اللطف والاحسان)،

وَصَفحَكَ عَنْ ظُلمِي (الصفح: هو العفو والمسامحة وغفران الذنوب)،

وَسَترَكَ عَلَى قَبِيحِ عَمَلِي، وَحِلمَكَ عَنْ كَثِيرِ جُرمِي، عِندَمَا كَانَ مِنْ خطأي وَعَمدِي (فإن من حق الله أن يأخذ الإنسان بالعقوبة عند أول ذنب وعصيان لأنه قد عصـى جبار السماوات والأرض مع دوام الفضل والاحسان من الخالق ولكن الله يعفو ويستر ويحلم فلا يُعجِّل العقوبة ليرجع العبد المذنب إليه فيستغفره ويتوب اليه)

أَطمَعَنِي فِي أَنْ أَسأَلَكَ مَا لَا أَستَوجِبُهُ مِنكَ (فهذا العفو والمسامحة والفضل والرحمة هي التي تدفع الإنسان لسؤال ربّه ودعائه، وإلّا لما كان هناك من ماء وجه لسؤاله والطلب منه بعد عصيانه وارتكاب ما يسخطه)،

الَّذِي رَزَقتَنِي مِنْ رَحمَتِكَ (اي بعد الذي رزقتني من فضلك وعطائك الدائم والمراد أن رحمة الله في عفوه تطمع العباد بدعائه لأنه بدلاً من أن يأخذهم بالعذاب شملهم بالرحمة والعفو)

وَأَرَيتَنِي مِنْ قُدرَتِكَ، وَعَرَّفتَنِي مِنْ إِجَابَتِكَ، فَصِرتُ أَدعُوكَ آمِناً، وَأَسأَلُكَ مُستَأنِساً، لَا خَائِفاً وَلَا وَجِلاً، مُدِلّا عَلَيكَ فِيمَا قَصَدتُ فِيهِ إِلَيكَ (اي مدللّا عندك طالباً فيما اطلبه واريده منك فأين تجد مثل هذا الربّ الرحيم الغفور الودود؟)،

فَإِنْ أَبطَأَ عَنِّي عَتَبتُ بِجَهلِي عَلَيكَ، وَلَعَلَّ الَّذِي أَبطَأَ عَنِّي، هُوَ خَيرٌ لِي لِعِلمِكَ بِعَاقِبَةِ الأُمُورِ (وهو مصداق قوله تعالى: ﴿وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّـرَّ استِعْجَالَـهُمْ بِالخَيرِ لَقُضِـيَ إِلَيهِمْ أَجَلُهُمْ﴾ إذ ان بعض الدعاء لو استجيب لداعيه لكان فيه هلاكه أو هلاك دينه، فقد يدعو الإنسان بالغنى فيكون المال سبباً لطغيانه وارتكابه المعاصي، أو يدعو بولد ثم يكون هذا الولد مصدراً لعذاب وشقاء الوالدين، وهكذا في غير ذلك من الدعوات التي لا يقضيها الله لعبده الا ان من فضل الله ورحمته ان يستبدل الدعاء بعطاء آخر مكافئ في الدنيا أو يعوضه عن ذلك الدعاء في الآخرة حيث الحاجة أعظم هناك)،

فَلَمْ أَرَ مَولىً كَرِيماً أَصبَرَ عَلَى عَبدٍ لَئِيمٍ، مِنكَ عَلَيَّ يَا رَبِّ، إِنَّكَ تَدعُونِي فَأُوَلِّي عَنكَ، وَتَتَحَبَّبُ إِلَيَّ فأَتَبَغَّضُ إِلَيكَ (فالله يدعو عبده إلى قربه ومودته عبر عبادته وطاعته ليرزقه الجنّة والخلود فيها والمنزلة والكرامة لديه ولكنّ العبد يعرض عن ذلك متباعداً عن دعوة ربّه وكرمه ولطفه منه)،

وَتَتَوَدَّدُ إِلَيَّ فَلَا أَقبَلُ مِنكَ، كَأَنَّ لِيَ التَّطَوُّلَ عَلَيكَ (اي التفضل أو السبق بالفضل فكأن الإنسان هو صاحب الفضل على الله وليس العكس)،

فلَـمْ يَمنَعكَ ذلِكَ مِنَ الـرَّحمَةِ لِي وَالإِحسَانِ إِلَيَّ، وَالتَّفَضُّلِ عَلَيَّ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، فَارحَمْ عَبدَكَ الـجَاهِلَ، وَجُدْ عَلَيهِ بِـفَضلِ إِحسَانِكَ، إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِيمٌ،

الحَمدُ للهِ مَالِكِ المُلكِ (فكل الـمُلك لله وهو المالك الحقيقي للوجود كله، وكل مالك ما سواه هو مالك نسبي، ومُلكه موقت يزول عما قريب ويعود الـمُلك لله وحده)،

مُجرِي الفُلـكِ (الفلك: السفن أو السفينة التي تجـري على الماء في الأنهار والبحار وان كان الفلك هو اشمل بلحاظ الكواكب والمجرات والمراد هو التأمل في حركة هذه الفلك وقوانينها الثابتة من الذي وضعها وأرساها ثم يزيلها ويفنيها؟)،

مُسَـخِّرِ الـرِّيَاحِ (هل تأملت في حركة الرياح وجريانها بإرادة الله فقط ووفق قوانينه ونظامه من دون أي مؤثر آخر سواه؟ فمَن يستطيع تغيير قوانينها وحرفها عن مسارها ومجراها؟)،

فَالِـقِ الإِصبَاحِ (الفلق هو الشق والمراد من فالق الاصباح أي شاق عمود الصباح من ظلمة الليل فمن يتأمل في هذه المعجزة التي تحدث باستمرار، يجد قدرة الخالق الذي أوجد حركة الأفلاك ودورانها ليتولد منها الليل والنهار)،

دَيَّـانِ الدِّينِ رَبِّ العَالَمِينَ (أي مُنشئ الدين أو المنهج أو القانون الإلهي الذي ينسجم فيه الإنسان مع نفسه ومع مخلوقات الله جميعاً ومن دونه يعيش الإنسان حياة الاضطراب والتوتر والتيه والضياع والذي توجزه الآية الكريمة ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾

الحَمدُ للهِ عَلَى حِلمِهِ بَعدَ عِلمِه، وَالحَمدُ للهِ عَلَى عَفوِهِ بَعدَ قُدرَتِهِ، وَالحَمدُ للهِ عَلَى طُولِ أَناتِهِ فِي غَضَبِهِ وَهُوَ القَادِرٌ عَلَى مَا يُرِيدُ، (الأناة هي الترفق والحلم، وعدم الغضب السـريع)،

الحَمدُ للهِ خَالِقِ الخَلقِ، بَاسِطِ الرِّزقِ، فَالِقِ الإِصبَاحِ، ذِي الجَلَالِ وَالإِكرَامِ، وَالفَضلِ وَالإِنعَامِ، الَّذِي بَعُدَ فَلَا يُرَى، (أي الذي بعد عن إدراك الـحواس فلا يمكن مشاهدته أو لمسه أو معرفة ذاته لأنه فوق قدرة المخلوقين وإدراكهم وهو الذي حدّدهم وقيّدهم بقيود الخلقة التي أعطاهم إيّاها، الا انه يراهم من حيث لا يروه)

وَقَرُبَ فَشَهِدَ النَّجوَى تَـبَـارَكَ وَتَعَالَى، (النجوى: حديث السّر بين اثنين أو أكثر فالله لا يخفى عليه شيء من الأسرار ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَينَ مَا كَانُوا﴾ فالله سبحاته يسمع ويرى)،

الحَمدُ للهِ الَّذِي لَـيـسَ لَهُ مُنَازِعٌ يُعَادِلُهُ (أي ليس له عديلٌ أو مساوٍ له في القدرة لكي ينافسه وينازعه مُلكه وخَلقه)

وَلَا شَبِيهٌ يُشَاكِلُهُ (اي لا يشبهه شيء في القدرة والقوّة والصفات الربوبيّة الاخرى)،

وَلَا ظَهِيرٌ يُعَاضِدُهُ (الظهير هو النصير او المساعد وحاشى لله سبحانه ان يكون له نصير يسانده ويساعده لضعف فيه أو احتياج منه لغيره)،

قَهَرَ بِعِزَّتِهِ الأَعِزَّاءَ (فالعزّة كلها لله لأنه غني عن العالمين وكل ما سواه محتاج إليه، فعزّته ذاتية دائمة وعزّة غيره نسبية زائلة)،

وَتَوَاضَعَ لِعَظَمَتِهِ العُظَمَاءُ، فَبَلَغَ بِقُدرَتِهِ مَا يَشَاءُ،

الحَمدُ للهِ الَّذِي يُجِيبُنِي حِينَ أُنادِيهِ (فإن الإنسان إذا كان له شيء من القدرة والسُلطة والـمُلك نسـي أصدقاءه السابقين وكل من كان يرتبط بهم اذا لم يخضعوا له في سُلطانه ونفوذه، في حين ان خالق الخلق كله ورازقه ومدبره لا ينسى أحداً من خلقه، بل يستجيب لمن دعاه مهما كان شأنه ضعيفاً أو قوياً، صغيراً أم كبيراً سيّما عباده المطيعين والذاكرين)،

وَيَستُرُ عَلَيَّ كُلَّ عَورَةٍ وَأَنَا أَعصِيهِ، وَيُعَظِّـمُ النِّعمَةَ عَلَيَّ فَلَا أُجَازِيهِ (وهنا ينبغي لأهل الايمان ان يتأملوا في المواهب العقلية والبدنية الكثيـرة التي أعطاها الله لهم وما احاطهم به من نعمه الخفية او الظاهرة فكيف ينبغي أن يكون شكرها وجزاءها؟ هل بالطاعة والعصيان أم بالشكر والامتنان؟ فلو أساء لك شخص أحسنت إليه لوصفته بأسوء الصفات فكيف إذن تكون إساءة تعاملك مع ربك الذي لا تنقطع نعمه عليك لحظة واحدة!)،

فَكَمْ مِنْ مَوهِبَةٍ هَنِيئَةٍ قَد أَعطَانِي، وَعَظِيمَةٍ مَخُوفَةٍ قَد كَفَانِي، وَبَهجَةٍ مُونِقَةٍ قَد أَرَانِي (مونقة: اي مفرحة فكم من فرحة أدخلها الله على قلبك بعطائه وإحسانه فكيف كانت مجازاتك وشكرك له على لطفه وإحسانه؟)،

فَأُثنِي عَلَيهِ حَامِداً، وَأَذكُرُهُ مُسَـبِّحاً، الحَمـدُ للهِ الَّـذِي لَا يُهتَـكُ حِجَابُهُ (أي لا تعرف حقيقة ذاته وإنما يعرف بصفاته وأفعاله التي عرّفها لعباده)،

وَلَا يُغلَقُ بَابُهُ (فباب الله مفتوح بالكرم والعطاء حتى للجاحدين لربوبيته والعاصين لأمره، ولرحمة الله أبواب كثيرة جداً تناولتها الآيات والروايات ومنها فضله في استجابة الدعاء)،

وَلَا يُرَدُّ سَائِلُهُ (فهو القائل (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكم)، حيث جعل لكلّ دعاء جزاء إمّا في الدنيا أو في الآخرة)،

وَلَا يُخَيَّبُ آمِلُهُ (اي ان باب الله مفتوح بالكرم والعطاء في كل وقت وحين ولا تغلق ابواب التوبة قبل حلول الاجل ولذا ينبغي المبادرة الى التوبة واصلاح النفس قبل الفوات)،

الحمد لله الذي يؤمن الخائفين وَيُنَجِّي الصَّادِقِينَ (اي ان من يصدق في تعامله مع الله فإنه يوفقه لحسن العاقبة)

وَيَرفَعُ المُستَضعَفِينَ، وَيَضَعُ المُستَكبِرِينَ ( فهو الذي يذل الطغاة والمستكبرين ويرفع من كان مستضعفا في المجتمع)،

وَيُهلِكُ مُلُوكاً وَيَستَخلِفُ آخَرِينَ، وَالحَمدُ للهِ قَاصِمِ الجَبَّارِينَ، (القصم: هو الكـسر والمراد بقاصم الجبارين اي مهلكهم ومدمرهم)،

مُبِيرِ الظَّالِمِينَ (أي مهلك الظالمين ، فالظالم ينتقم الله منه عاجلاً أم آجلا في الدنيا قبل الاخرة)،

مُدرِكِ الهَارِبِينَ (اي لا يستطيع احد من الخلق الفرار من حكمه وعدله)،

نَكالِ الظَّالِمِينَ (النكال هو العذاب والعقاب والمراد منزل العقاب على الظالمين)،

صَرِيخِ المُستَصـرِخِينَ، مَوضِعِ حَاجَاتِ الطَّالِبِينَ، مُعتَمَدِ المُؤمِنِينَ (اي مغيث من لجأ ايه واستغاث به ومن وضع ثقته به وتوكل عليه من عباده المؤمنين كما في قوله تعالى: (اليس الله بكاف عبده)

الحَمدُ للهِ الَّذِي مِنْ خَشيَتِهِ تَرعُدُ السَّمَاءُ وَسُكَّانُهَا، وَتَرجُفُ الأَرضُ وَعُمَّارُهَا، وَتَمُوجُ البِحَارُ وَمَنْ يَسبَحُ فِي غَمَرَاتِهَا، الحَمدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهذَا، وَمَا كُنَّا لِنَهتَدِيَ لَولَا أَنْ هَدَانَا اللهُ،

الحَمدُ للهِ الَّذِي يَخلُقُ وَلَمْ يُخلَقْ (فهو الأول قبل الـخلق والآخر بعد فناء الخلق وهو الدائم الباقي الذي لا فناء لـه ولا زوال وهو الحيّ القيّوم الذي ليس كمثله شيء)،

وَيَرزُقُ وَلَا يُرزَقُ، وَيُطعِمُ وَلَا يُطعَمُ، وَيُمِيتُ الأَحيَاءَ وَيُحيِي المَوتَى، وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، (فالرزق والحياة والـموت وكل الأحوال التي تعرض على الإنسان هو مسببها، وهو موجدها لأنه هو الخالق والرازق والمدبّر والمحيي والمميت فالأولى التوجه له وطلب العون منه والسؤال له دون سواه فهو العلي القدير).

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ وَرَسُولِكَ، وَأَمِينِكَ وَصَفِيِّكَ، وَحَبِيبِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلقِكَ، وَحَافِظِ سِرِّكَ (سرّ الله: هو العلوم التي فتحها الله على أنبيائه ورسله كلٌ بحسب درجته ودوره الربّاني المرسوم له في الدنيا)،

وَمُبَلِّغِ رِسَالَاتِكَ، أَفضَلَ وَأَحسَنَ، وَأَجمَلَ وَأَكمَلَ وَأَزكَى وَأَنمَى، وَأَطيَبَ وَأَطهَرَ، وَأَسنَى وَأَكثَرَ مَا صَلَّيتَ وَبَارَكتَ وَتَرَحَّمتَ وَتَحَنَّنتَ، وَسَلَّمتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ عِبَادِكَ، وَأَنبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ وَصَفوَتِكَ، وَأَهلِ الكَرَامَةِ عَلَيكَ مِنْ خَلقِكَ،

اللَّهُمَّ وصَلِّ عَلَى عَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ العَالَمِينَ، عَبدِكَ وَوَلِيِّكَ، وَأَخِي رَسُولِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلَى خَلقِكَ، وَآيَتِكَ الكُبرَى، وَالنَّبَإِ العَظِيمِ،

وَصَلِّ عَلَى الصِّدِّيقَةِ الطَّاهِرَةِ فَاطِمَةَ الزَّهرَاءِ، سَيِّدَةِ نِسَاءِ العَالَمِينَ،
وَصَلِّ عَلَى سِبطَيِ الرَّحمَةِ (السبط: هو ابن البنت)، وَإِمَامَيِ الهُدَى، الحَسَنِ وَالحُسَينِ، سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهلِ الجَنَّةِ، وَصَلِّ عَلَى أَئِمَّةِ المُسلِمِينِّ، عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، وَجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَمُوسَى بنِ جَعفَرٍ، وَعَلِيِّ بنِ مُوسَى، وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ (اي الامام الجواد)، وَعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ، وَالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ، وَالخَلَفِ الهَادِي المَهدِيِّ، حُجَجِكَ عَلَى عِبَادِكَ، وَأُمَنَائِكَ فِي بِلَادِكَ، صَلَاةً كَثِيرَةً دَائِمَةً،

اللَّهُـمَّ وَصَلِّ عَلَـى وَليِّ أَمرِكَ القَائِمِ المُؤَمَّلِ (أي القائم بالمسؤولية والولاية والخلافة في الأرض والمؤمّل في بناء دولة العدل الإلهي التي تنعم بها جميع الإنسانية بالعدل والرخاء والسعادة من دون لحاظ جنس أو عرق أو لون أو أي تمييز عنصري أو قومي)،

وَالعَدلِ المُنتَظَرِ، وَحُفَّهُ بِمَلَائِكَتِكَ الـمُقَرَّبِينَ، وَأَيِّـدهُ بِرُوحِ القُدُسِ يَا رَبَّ العَالَمِينَ،

اللَّهُمَّ اجعَلهُ الدَّاعِيَ إِلَى كِتَابِكَ، وَالقَائِـمَ بِدِينِكَ، اسـتَخلِفهُ فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفتَ الَّذِينَ مِنْ قَبلِهِ، مَكِّنْ لَـهُ دِينَـهُ الَّذِي ارتَضَيتَـهُ لَـهُ، أَبدِلهُ مِنْ بَعدِ خَوفِـهِ أَمناً، يَعبُدُكَ لَا يُشـرِكُ بِكَ شَيئاً، اللَّهُمَّ أَعِـزَّهُ وَأَعـزِزْ بِهِ، وَانصُـرهُ وَانتَصِـر بِهِ، وَانصُـرهُ نَصـراً عَـزِيـزاً، وَافـتَـحْ لَـهُ فَتحاً يَسِيـراً، وَاجـعَـلْ لَـهُ مِـنْ لَـدُنكَ سُـلطَاناً نَصِيـراً،

اللَّهُمَّ أَظهِر بِهِ دِينَكَ وَسُنَّـةَ نَبِيِّكَ، حَتَّـى لَا يَستَخفِـيَ بِشَـيءٍ مِنَ الـحَقِّ، مَـخَـافَةَ أَحَدٍ مِنَ الـخَلـقِ (أي أظهر به دين الله الخالص النقي الخالي من التشويهات والتحريفات التي لحقت به من حكام الجور وعلماء السوء تماماً كما أنزلته على نبيك بكل أحكامه وقيمه وموازينه وبصورة لا يحتاج بها الى استعمال التقية أو التستر في شيء من أمور الدين مراعاة للوضع السياسي والاجتماعي المعادي للدين وأهله)،

اللَّهُمَّ إِنَّـا نَرغَبُ إِلَيكَ فِـي دَولَـةٍ كَرِيمَـةٍ (أي الدولة الإسلامية الكريمة، الخالية من المسميات المستحدثة من عناوين التحرر والعلمانية والديمقراطية والقومية وأمثال ذلك من المصطلحات والتي تحتوي مضامينها على فلسفات ومفاهيم تتعارض مع أحكام الله ودينه)،

تُعِـزُّ بِهَا الإِسلَامَ وَأَهلَهُ (بمعنى تعزّ جميع أهل الإسلام من دون لحاظ لقومية معينة أو استعمال عنصـرية بغيضة أو أي مقياس جاهلي في التفريق بين الشعوب والأمم وانما المقياس هو التقوى والتدين ﴿إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾

وَتُذِلُّ بِهَا النِّفَاقَ وَأَهـلَـهُ (أي مهما كان شكل هذا النفاق وعنوانه ومؤسساته وما يشتمل عليه من أسماء براقة أو عناوين لامعة يراد بها تضليل الناس وخداعهم وحرفهم عن دين الله الخالص باسم التطور وحقوق الإنسان وحرية المرأة وما شابه ذلك)،

وَتَـجعَلُـنَا فِيهَا مِنَ الدُّعَـاةِ إِلَى طَاعَتِـكَ (فالدعوة لله ينبغي أن تكون خالصة له قبل أن تكون لجماعة أو حزب أو عشيرة أو أي عنوان مستحدث يجمع بعض الناس تحته سياسياً واجتماعياً فالوسيلة لا ترقى لمستوى الغاية، والإخلاص لله هو شرط القبول)،

وَالقَـادَةِ إِلَى سَبِيلِكَ (أي من المبادرين والمسارعين إلى طاعة الله والمتحملين لمسؤولياتهم الإجتماعية أو السياسية بجدارة وأحقية وكفاءة)،

وَتَرزُقُنَا بِهَا كَرَامَةَ الدُّنيَا وَالآخِرَةِ،

اللَّهُـمَّ مَـا عَـرَّفـتَنَا مِنَ الحَقِّ فَحَمِّلنَاهُ (أي اجعلنا من الملتزمين والمتمسكين بما أنعمت علينا من معرفة الحقّ وأهله)،

وَمَا قَصُـرنَا عَنهُ فَبَلِّغنَاهُ (قصرنا: اي لم نبلغه ولم نصله بسبب العجز والنقص، والمراد أوصلنا إلى المعرفة التي لم نصلها بعد، وإلى العمل بما وفقتنا إليه من المعرفة بدينك وكتابك وحججك)،

اللَّهُمَّ الـمُمْ بِه شَعَثَـنَا (شعثنا: تفرق امرنا، الشعث تفرق الامر وانتشار الفتنة والمراد أن تكون المعرفة بالإمام المهدي ومقامه عند الله سبباً للتوسل به إلى الله في جمع الشمل وسدّ الحاجات، والموارد الاخرى التي يتناولها الدعاء تباعاً)،

وَاشعَـبْ بِهِ صَدعَنَا (الصدع هو الشق والشعب هو الجمع بين المتفرق أي اجعل اختلافنا زائلا وصدعنا ملتئما ببركة وجود المهدي ع حيث تزال به كل ما يؤدي إلى الفرقة والاختلاف بين المسلمين)،

وَارتُقْ بِهِ فَتقَنَا (الرتق ضد الفتق وهو الالتئام والمراد به سدّ الحاجة والنقص لأمة الإسلام ولأفرادها الصالحين، والمقصود بالفتق او الشق هو التعبير عن موارد الضعف والحاجة في الامة)،

وَكَثِّر بِهِ قِـلَّتَـنَا (أي قلة عدد المؤمنين والرساليين والمجاهدين في سبيل الله)،

وَأَعزِز بِهِ ذِلَّـتَنَا (أي اجعلنا أعزاء بظهور المهدي وبرفعه الحيف والظلم عـن الأمـة جميعاً وعن مواليه ومحبيه خاصة)،

وَأَغنِ بِهِ عَائِلَنـَا (العائل هو الفقير المحتاج، فلن يبقى محتاج ولا فقير في حكم الإمام المهدي كما في الروايات الصحيحة)،

وَاقضِ بِهِ عَنْ مُغرَمِنَا (المغرم هو المدين الذي يعجز عن سداد دينه)،

وَاجبُر بِهِ فَقرَنَا، (الجبر هو اصلاح ومعالجة الكسـر والمراد استبدال الفقر بالسعة والغنى ومعالجة كل فقرٍ مادي أو معنوي بما يزيل أسباب وجوده)

وَسُدَّ بِهِ خَلَّتَنَا (اي حاجتنا ومن توفيقات الله لعباده الأخيار هو احساسهم واهتمامهم بشؤون الأمّة واحتياجاتها بشكل عامّ سيما في الموارد الاجتماعية التي ترتبط بالفقراء والمعوزين والأيتام وكبار السن والمرضى وأهل البلاء والشدّة لما في ذلك من أثر على سلامة المجتمع وأمنه وبنائه الأخلاقي والديني)،

وَيَسِّـر بِهِ عُسـرَنَا (أي ببركة وجود الإمام المهدي أزل به ما تعسر علينا من الأمور الشخصية أو الشرعية)،

وَبَيِّضْ بِهِ وُجُوهَنَا (بمعنى أرزقنا بوجود المهدي وطاعته والامتثال لأوامرك ونواهيك النورانية في الوجه والقلب والورع والتقوى وكل حال يقربنا منك في الدنيا والآخرة)،

وَفُكَّ بِهِ أَسرَنَا (اي أسـر الذنوب والمعاصـي واتباع الهوى وهيمنة الشيطان على القلب والفكر)،

وَأَنجِحْ بِهِ طَلِبَتَنَا (أي مطالبنا أو مسائلنا ودعائنا، بمعنى التوسل بمنزلة المهدي عند الله في قضاء حاجاتنا)،

وَأَنجِزْ بِهِ مَوَاعِيدَنَا (أي استجب لنا ما وعدتنا به من مواعيدك الصادقة التي اشتمل عليها القرآن والسنّة الشريفة سيّما تلك التي ستكون في عهد الإمام المهدي وحكومته الإنسانية من العدل والانصاف والأمن والرخاء الاقتصادي والاجتماعي)،

وَاسـتَـجِـبْ بِـهِ دَعوَتَـنَـا، وَأَعطِنَا بِهِ سُؤلَـنَا، وَبَلِّغنَا بِهِ مِـنَ الدُّنيَـا وَالآخِـرَةِ آمَالَـنَا، وَأَعـطِـنَا بِهِ فَوقَ رَغبَتِنَا (ي أعطنا بالإمام المهدي وحكومته فوق ما نتصور من العدل والإنصاف والهدى والرشاد والعلم والإيمان والسعادة وكل ما تريده لعبادك الأخيار)،

يَـا خَيـرَ الـمَسـؤُولِينَ، وَأَوسَعَ المُعطِينَ، اشفِ بِهِ صُدُورَنَا (أي اجعل الإمام المهدي عند ظهوره شفاءً للصدور المتألمة ممّا لـحقها من خلال ظلم الظالمين لهم بتصديه لإزالة الطغاة والمستكبرين واجتثاث كلّ أنواع الفساد والظلم الفردي والاجتماعي)،

وَأَذهِبْ بِهِ غَيظَ قُلُوبِنَا (اي أذى وألم قلوبنا المتولد من ظلم الظالمين واستبداد الطغاة والمتكبرين واستهتار الفاسقين وانتهاكهم لحرمات الله وأوامره وحدوده)،

وَاهدِنَا بِهِ لِمَا اختُلِفَ فِيهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذنِكَ (فعند ظهور الإمام سيكون له القول الفصل في جميع الأمور العقائدية والفقهية والاجتماعية وكل شأن من شؤون الأمة الذي فيه اختلاف أو انحراف عن الطريق)،

إِنَّكَ تَهدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ، وَانصُرنَا بِهِ عَلَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّنَا، إِلهَ الحَقِّ آمِينَ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَشكُو إِلَيكَ فَقْدَ نَبِيِّنَا (صَلَوَاتُكَ عَلَيهِ وَآلِهِ)، وَغَيبَـةَ وَلِيِّـنَا، وَكَثرَةَ عَـدُوِّنَا، وَقِلَّةَ عَدَدِنَا، وَشِدَّةَ الفِتَنِ بِنَـا، وَتَظَاهُرَ الزَّمَانِ عَلَينَا (اي تعاونه علينا والمراد به تعاون الطغاة والظالـمين والمستكبرين في الحرب على الإسلام وأهله سراً وعلانية في مخطّطاتهم وإعلامهم ومؤتمراتهم الدولية وتصـريحاتهم الرسمية وإعدادهم للمؤامرات في السـر والخفاء لتحقيق أهدافهم الشيطانية)،

فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَعِنَّا عَلَى ذلِكَ كُلِّهِ، بِفَتحٍ مِنكَ تُعَجِّلُهُ، وَضُرٍّ تَكشِفُهُ، وَنَصـرٍ تُعِزُّهُ، وَسُلطَانِ حَقٍّ تُظهِرُهُ، وَرَحمَـةٍ مِنكَ تُجَلِّلُنَاهَا (اي تعمّنا وتغمرنا بها)،

وَعَافِيَةٍ مِنكَ تُلبِسُنَاهَا، بِرَحمَتِكَ يَا أَرحَمَ الرَّاحِمِينَ.

 

ثم ادع بما روي عن أهل البيت :

اللَّهُمَّ بِرَحمَتِكَ فِي الصَّالِـحِينَ فَأَدخِلنَا، وَفِي عِلِّيِّينَ فَارفَعنَا (عليين: اسم لأعلى الجنة أو الدرجات العلى في الجنة)

وَبِكَأسٍ مِنْ مَعِينٍ (معين: ظاهر للعيون (ذو شفافية عالية أرق من الزجاج الكرستيال) وكذلك المعين هو الماء الجاري الذي يكون هنيئاً وصالحاً للشرب قال تعالى: ﴿يُطَافُ عَلَيهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ﴾،

مِنْ عَينٍ سَلسَبِيلٍ فَاسقِنَا (سلسبيل: شراب طيب لذيذ الطعم سهل الانزلاق في الحلق)،

وَمِنَ الحُورِ العِينِ بِرَحمَتِكَ فَزَوِّجنَا (هذا الدعاء للمؤمنين فقط، أمّا الـمؤمنات فإنّ منزلتهنّ أعلى من الحور العيـن لذا يمكنهنّ القول: ومع الحور العين فآنسنا)،

وَمِنَ الوِلدَانِ الـمُخَلَّدِينَ كَأَنَّهُمْ لُؤلُؤٌ مَكنُـونٌ فَأَخدِمنَا، وَمِنْ ثِمَـارِ الـجَنَّةِ وَلُـحُومِ الطَّيرِ فَأَطعِمنَا، وَمِنْ ثِيَابِ السُّندُسِ وَالحَرِيرِ وَالإِستَبـرَقِ فَأَلبِسـنَـا (السندس: الرقيق من الديباج الناعم الترف والإستبرق: الديباج الغليظ أي اغلظ من الحرير والإبرسيم مع ذات النعومة)،

وَلَيلَـةَ القَدرِ، وَحَجَّ بَـيـتِـكَ الـحَرَامِ، وَقَتلاً فِي سَبِيلِكَ مَعَ وَلِيِّـكَ فَـوَفِّقْ لَـنَا (إذ كان لابدّ من الموت فخير الموت هو الشهادة في سبيل الله وتحت لواء إمام معصوم مسدد من الله في افعاله واقواله)،

وَصَالِحَ الدُّعاءِ وَالـمَسـأَلَةِ فَاسـتَـجِـبْ لَـنَـا (أي ما كان من الدعاء فيه صلاح لنا فأستجب لنا أما إذا كان فيه أذى أو سوء يعود علينا بتحقيقه فلا تقضه لنا، فقد يدعو الإنسان بهلاكه أو هلاك دينه وهو لا يدري ولذا يطلب الإنسان من ربه أن يستجيب الصالح من الدعاء)،

وَإِذَا جَـمَعتَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ يَومَ القِيَامَةِ فَارحَمنَا، وَبَـرَاءَةً مِنَ النَّارِ فَاكتُبْ لَـنَا، وَفِـي جَهَنَّـمَ فَـلَا تَـغُلَّنَا، وَفِـي عَذَابِكَ وَهَوَانِكَ فَلَا تَبتَلِنَا، وَمِنَ الزَّقُّومِ وَالضَّـرِيعِ فَـلَا تُطعِمنَا، وَمَعَ الشَّياطِينِ فَلَا تَجمَعنَا، وَفِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِنَا فَلَا تَكبُبنَا، وَمِنْ ثِيَابِ النَّارِ وَسَرَابِيلِ القَطِرَانِ فَلَا تُلبِسنَا (القطران: مادة تطلى بها أجسام أهل جهنم وتتميز بسـرعة الاحتراق ونتانة الرائحة وشدة اللذع وسواد اللون حتى تكون لهم كاللباس او السروال)،

وَمِنْ كُلِّ سُوءٍ يَا لَا إِلـهَ إِلَّا أَنتَ، بِحَقِّ لَا إِلـهَ إِلَّا أَنتَ فَنَجِّنَا، آمِينَ آمِينَ وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ.

 مع اطيب التحيات من
     نبيل شعبان

 

محرم الحرام 1432 هجرية - 2010 
huda-n.com