الكِبر


هو الركون إلى رؤية النفس فوق الغير، وبعبارة أوضح: هو عزة وتعظيم يوجب رؤية النفس فوق الغير واعتقاد الأمتياز و التفوق عليه، فهو يستدعى متكبَراً عليه.
وبه ينفصل عن العجب، إذ العجب مجرد استعظام النفس من دون اعتبار رؤيتها فوق الغير، فالعجب سبب الكبر والكبر من نتائجه.
ثم الكبر ـ أي العزة الموجبة لرؤية النفس فوق الغير ـ هو خلق الباطن يقتضي اعمالا في الظاهر هي ثمراته، وتسمى تلك الاعمال الظاهرة الصادرة منه تكبرأ، ولذا من تعزز ورأى نفسه باطناً فوق الغير، من دون صدور فعل على جوارحه، يقال له (كبر)، وإذا ظهرت الاعمال يقال له (تكبر) وهذه الاعمال الظاهرة التي هي ثمرات خلق الكبر أفعال وأقوال توجب تحقير الغير والازراء به، كالترفع عن مواكلته ومجالسته، والاستنكاف عن مرافقته ومصاحبته، وابعاده عن نفسه، وابائه عن الجلوس بجنبه، وانتظاره ان يسلم عليه، وتوقعه ان يقوم ماثلا بين يديه، والاستنكاف من قبول وعظه، وتعنيفه في ارشاده ونصحه، وتقدمه عليه في المحافل والطرقات، وعدم الالتفات إليه في المحاورات، وتوقع التقديم عليه في كل ما يدل على التعظيم عرفاً. وبالجملة: الاعمال الصادرة عن الكبر كثيرة، ولاحاجة إلى احصائها، لكونها مشهورة معروفة، ومن جملتها الاختيال في المشي وجر الثياب، إذ فاعلهما يرى نفسه فوق الاكثر ويقصد بهما استحقارهم، فهما يقتضيان متكبراً عليه، فيكونان من انواع التكبر

محرم الحرام 1432 هجرية - 2010 
huda-n.com