من هم أصحاب الأيكة التي ورد ذكرها في القران؟
اصحاب الأيكة هم قوم نسبوا إلى
عبادة الأيكة وهي شجرة ملتفة في اغصانها كانوا يعبدونها، وهؤلاء قوم ابتلاهم
الله بنقص في المكيال والميزان، وكانوا تحت حكم ملك مستبد فأرسل الله لهم نبي
منهم وهو شعيب ع حيث طلب منهم ان يعبدوا الله وحده وأن لا ينقصوا المكيال
والميزان لأن ذلك يعد غشاً وكذباً وخداعاً والله لا يرضى بذلك، وقد وردت هذه
القصة في القرآن الكريم في أربع سور هي : الأعراف وهود والشعراء والعنكبوت.
وقد عرف عن شعيب بانه
خطيب الانبياء لما أعطي من منطق حسن وأسلوب لين، وقد بعثه الله إلى مدين، وهم
المعروفون بأصحاب الأيكة لأنهم نسبوا إلى عبادة الأيكة او الشجرة التي خدعهم
الشيطان بعبادتها فساد الظلم بينهم والبخس لحقوق الناس في معاملاتهم،
قال تعالى: (وَإِلَى مَدْيَنَ
أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ
إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا
الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا
تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ
كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (سورة الأعراف:٨٥ ).
- وقال تعالى : (كَذَّبَ
أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا
تَتَّقُونَ ) (سورة الشعراء الآيات رقم :١٧٦ -١٧٧)
وكان نبي الله شعيب من
أنفسهم، ولكن لم يصفه الله في " سورة الشعراء " بانه أخوهم شعيب لأنهم نسبوا
إلى عبادة الأيكة، فلهذا لما قال:( كذب أصحاب الأيكة المرسلين ) لم يقل
الله عز وجل: ( إذ قال لهم أخوهم شعيب) إنما قال:( إذ قال لهم شعيب )
فقطع نسب الأخوة بينهم للمعنى الذي نسبوا إليه من عبادة غير الله او الايكة مع
انه كان أخوهم نسباً، لكن حين ذكر الله عز وجل اسم القبيلة ( مدين ) في سورة: (
الأعراف – هود – العنكبوت ) قال: ( وإلى مدين أخاهم شعيباً )،
فأصحاب الأيكة هم اهل
مدين ، وشعيب أخوهم في النسب وقد بعثه الله نبيا لهم ليدعوهم الى عبادة الله
ولكن لم يطيعوه، ويذكر إنهم عاشوا في بلدة مليئة بالماء والأشجار بين الحجاز
والشام وكانت حياتهم مرفهة ثرية فأُصيبوا بالغرور والغفلة، فأدى ذلك إلى
الاحتكار والفساد في الأرض، وبعد أن يئس نبي الله شعيب من إِصلاحهم أنزل الله
عليهم عقوبته فأصابهم حر شديد لا يروي ظمأهم ماء ولا تقيهم ظلال ولا تمنعهم
جبال ففروا هاربين، ورأوا سحابة مظلة لهم من وهج الشمس وحسبوها ستارا من شدة
الحر فاجتمعوا تحتها، ولكن ما أن اكتمل عددهم حتى بدأت الغمامة ترميهم بالشرر،
وجاءتهم الصيحة وعذاب الظلة من السماء، وزلزلت الأرض من تحت أقدامهم فأهلكهم
الله وصاروا من الغابرين عندئذ قال نبي الله شعيب بعد أن تولى عنهم ما ذكره في
كتابه: (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ
رِسَالاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ)
(سورة لأعراف:٩٣)
الشيخ نبيل شعبان