نبذة عن سيرة
السيدة فاطمة بنت الامام موسى بن جعفر عليه السلام
مقدمة
هي السيّدة الجليلة فاطمة بنت موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ
بن أبي طالب عليهم السلام فهي الأخت الشقيقة للإمام الرضا عليه السلام تشترك
معه في أمّ واحدة فأمها أم ولد تكنّى بأمّ البنين وقد ذكر لها العديد من
الأسماء كنجمة وأروى وسكن وسمان وتكتم وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها.
ولادتها
ولدت السيدة فاطمة في المدينة المنوّرة في غرّة شهر ذي القعدة الحرام سنة 371
للهجرة
لقد نشأت وترعرعت في أحضان الإيمان والطهارة. برعاية أخيها الإمام الرضا عليه
السلام لأنّ أباها الإمام الكاظم عليه السلام قد سجن بأمر الرشيد، ولهذه
الرعاية أثر كبير في حياتها حيث غدت عالمة فقيهة وأستاذة مرشدة وقدوة للنساء
والرجال في العلم والمعرفة. والطهارة والعفة والشرف . والزهد والتقوى والفضيلة
والكمال.
مكانتها
إنّ هذه العقيلة هي من الدوحة العلويّة النقيّة الطاهرة المطهّرة، ومن حفيدات
الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله عليها وبناتها الطيّبات اللاتي
أودع الله تعالى فيهنّ العفّة والطهارة وبواعث
حسن التدين و جلال رداء التقوى.
عبادتها
تعرف هذه السيّدة بالعابدة، ومن وكريمات
أهل البيت عليهم
السلام لقد كانت فاطمة عليها السلام على دين قويم صادق وانقطاع متواصل إلى الله
وفي غاية الورع والتقوى والزهد كيف لا وأبوها الإمام الكبير القدر العظيم الشأن
الكبير المجتهد الجادّ في الاجتهاد المشهور بالعبادة والمواظب على الطاعات
المشهور بالكرامات يبيت الليل ساجداً وقائماً ويقضي النهار متصدّقاً وصائماً
ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دُعي كاظماً كان يجازي المسيء بإحسانه
إليه ويقابل الجاني بعفوه عنه ولكثرة عبادته كان يسمى بالعبد الصالح، ويعرف
بباب الحوائج إلى الله
وصفها بالمعصومة
وقد اشتهرت هذه السيّدة الجليلة بلقب المعصومة حتّى باتت تعرف
بهذا الوصف وقد أرجع بعضهم
ذلك لأحد سببين:
الأوّل
: أنّه لمّا كان عمرها رضوان الله عليها قصيراً
لم يتجاوز الثلاثين على أكثر الروايات (الارجح بين الخامسة
عشر واوائل العشرين) أطلق عليها اسم معصومة فاطمة أو
معصومة قمّ (وهنا اللفظ
فارسي وليس من لفظ العصمة في اللغة العربية) ، لأنّ معصوم بالفارسيّة بمعنى البريء ويوصف بها الطفل البريء
فيكون ذلك للإشارة إلى طهارتها وصفاء روحها.
الثاني
: أنّ ذلك يعود لطهارتها وعصمتها
عن الذنوب (من العصمة المكتسبة الجائزة) ،
فإنّ العصمة على قسمين، عصمة واجبة (وهبية) كالتي ثبتت
للانبياء وللأئمّة المعصومين عليهم السلام،
وعصمة جائزة (كسبية) تثبت لكبار أولياء الله تعالى
الذين بلغوا بجهدهم واجتهادهم مبلغ المقدّسين المطهّرين عن الذنوب.
وفاتها
توفيت السيدة فاطمة المعصومة في العاشر من ربيع الثاني سنة 102 للهجرة في قم
ودفنت فيها. ومزارها في قمّ المقدّسة ذو قبّة عالية وضريح
ذو صحون متعدّدة وخدم
وموقوفات كثيرة. ويقصد الناس مزارها طول
ايام السنة لاستحصال البركة واكتساب الأجر من زيارتها عليها
السلام.