لماذا ينعت الإمام علي (عليه السلام) بانه الأنزع البطين ؟

    من الناس من يمر على مسامعه لقبا الأنزع البطين ونسبتهما للإمام علي (عليه السلام) فيتصورون خطأ ان معنى الأنزع هو الأصلع والبطين هو صاحب البطن الكبيرة (الكرش الكبير) وهذا التصور غير صحيح ، وإلا ما هي المنقبة في الأصلع وكثير ممن أصيب الصلع نراهم يسعون في إخفائه .
    وأما الصفة الثانية وهي صفة البطين فلو كانت (البطن الكبيرة) منقبة لما سعى أصحابها عموما إلى إتباع قواعد صحية أو غذائية لتخفيف أو إزالة ما يمكن إزالته من الشحوم والوزن الزائد.

    والصحيح إن معنى الأنزع أي انه نزع من الشرك والكفر فالإمام علي (عليه السلام) لم يسجد لصنم قط ولذلك يُقال عنه (كرّم الله وجهه).
    وأما البطين فهي صفة الضد (أي انه نحيف البطن) فقد كان الإمام لا يشبع حتى يساوي نفسه بضعاف وفقراء الناس. وهو من قبيل القول (فلان بصير) أي انه أعمى. وهناك معنى آخر لكلمة بطين أي انه بطين بالعلم ويتدفق منه العلم تدفقاً . وبذا يكون كل من الوصفين كمال وشرف وكرامة للإمام علي عليه السلام .

__________________________________________________

 

تعقيب على موضوع الامام علي عليه السلام ومعنى الانزع البطين

 

اود ان الفت نظركم لمقال ورد في موقعكم يصف الامام علي بالانزع البطين ويفسر ذلك اعتمادا على مقولة او حديث، وفي نظري ان هذا التفسير لا يطابق الحقيقة بل هو يروج للمفهوم الاموي في الإساءة لأمير المؤمنين بهذه الصفة كما سياتي تبيانه في التفاصيل التالية:


جاء في لسان العرب في معنى البطين ما يلي:
البطين اي رجل عظيم البطن، ورجل بَطِن اي لاهم له الا بطنه، وقيل هو الرغيب الذي لا تنتهي نَفسُه من الاكل، وقيل هو الذي لا يزال عظيم البطن من كثرة الاكل، ورجل مبطان كثير الاكل لا يهمه الا بطنه، وبطين اي عظيم البطن .
 

وجاء في تاج العروس
البطين من همه بطنه، يقال رجل بطن اي لا هم له الا بطنه، او هو الرغيب الذي لا ينتهي نفسه من الاكل، وقيل هو الذي لا يزال عظيم البطن من كثرة الاكل كالمبطان وهو الذي لا يهمه الا بطنه، ورجل بطين عظيم البطن من كثرة الاكل.
 

وفي القاموس المحيط
ورد البطين في كثير من صفات الذم منها: المنفوخ البطين، والاكول البطين ،والسمين البطين ،والقصير البطين،
وفي عدد من المراجع اللغوية الكبرى تبين ان المراد بالبطين ما ذكرته لك من المعاني السابقة.

 


اما  الانزع ففي عموم المراجع المراد باللفظ عموما هو ما يتعلق بشعر الراس اساسا ، يقال النزع وبيّن النزع، اي الذي انحسر الشعر عن جانبي جبهته، والنزعة الموضع من راس الانزع وهما نزعتان ترتفعان في جانبي الناصية فتحاص الشعر عن موضعها.


اما ما ورد في الانزع البطين من الروايات فهي كالتالي:


ما ورد في البحار ج٣٥ عن ابن عباس عندما سئله رجل عن الانزع البطين فقد اختلف الناس فيه، فقال :ما وطيء الحصى بعد رسول الله افضل منه .. ثم قال :ولقد سمعت رسول الله يقول من اراد النجاة غدا فلياخذ بحجزة هذا الانزع يعني عليا.
ويلاحظ في حديث رسول الله انه لم يقل البطين. وهو ما عمل معاوية لاضافته للامام لاخفاء الذم الذي كان بحقه من رسول الله كما هو معلوم.
وما ورد كذلك في البحار ج ٣٥ عن الرضاع انه قال عن رسول الله: {يا علي ان الله قد غفر لك، ولشيعتك، ومحبي شيعتك، فابشر فانك الانزع البطين، منزوع من الشرك بطين من العلم}
ويلاحظ على الحديث بغض النظر عن ضعف سنده ان تعبير البطين مخالف لكل المعاني العربية السابقة في معنى البطين فان العلم لا يخزن في البطن كما انه لا يوجد اي استعمال قراني للبطن بانها بديلة عن العقل او القلب (وهو خلاف ما يقوله الجهال من المعممين الخطباء ان بطنه ملئت علما) فالايات كلها تشير الى القلب انه هو مستودع العلم (لهم قلوب لا يعقلون بها)ولم يقل لهم بطون لا يعقلون بها


اما تفسير انه منزوع من الشرك، فالامام لم يدخل الشرك قلبه لينزع منه بعد ذلك ! وواضح انه تعبير خلاف المعنى اللغوي وليس له محل حتى في الكناية او التعابير الادبية.


وانت تعلم وجميع اهل العلم كثرة الروايات المكذوبة والتي تنسب للنبي وللائمة ليصدقها الناس فلا ينبغي قبول اي رواية لانها منسوبة لاهل البيت او لانها تنسجم مع الاعراف والتقاليد السائدة والتي لا تشتمل كثير منها على الاصول الاسلامية الاصيلة وقد تحدثت حول هذا المفهوم في شرح احد احاديث الامام بعنوان انوار الولاية الذي كان يشير فيه الى الجياع والمساكين والاكباد الحرى التي غلب عليها الجوع.

الشيخ الجليل نبيل شعبان

 

 

 

محرم الحرام 1432 هجرية - 2010 
huda-n.com