قصيدة في مَدحِ أهل البيت (عليهم السلام)

 

لي سـادةٌ أرجـو بهم نجاتي

 

يومَ اللّقـا وساعـةَ المَمـاتِ

المصطفى وصنـوُهُ حيـدرٌ

 

و بـنـتُـهُ سفينـةُ النّجـاةِ

مِـنْ أصلهـا ذريّـةٌ خيـرةٌُ

 

للعـالميـنَ أحسـنُ الحُمـاةِ

مُحبّـهـم فـازَ و لكنّـمـا

 

مُبغضهـم منْ أكبرِ العُصـاةِ

قد صرّحَ القرآنُ في فضلهـم

 

و نُبلهـم بمُحـكـم الآيـاتِ

مُحبُّهم ينجو ويرجـو غـداً

 

مـنْ ربنـا العطـاءَ والهِباتِ

 

_____

 

منْ لا يواليهـمْ عمـى قلبُـهُ

 

لم ينتفعْ بالصّـوم والصـلاةِ

فإنَّـه لخـاسـؤٌ خــاسـرٌ

 

وإنَّـهُ من أكبَـرِ العُصــاةِ

أخلاقُهـم أخـلاقُ طـه كما

 

صفاتُهـم مِنْ أجملِ الصفاتِ

فهُـم أحبّـاءُ إلـهِ السّـمـا

 

ونــورهُ وسـادةُ السّـاداتِ

بهم يُزيـلُ الخـالـقُ البلايا

 

ويـدفـعُ الأسقـامَ والآفـاتِ

لولاهُمُ لـم يخلُـقِ البرايـا

 

والكونَ والنِّيـرانَ والجنّـاتِ

 

_____

 

ويـلٌ لقومٍ مـا لهُـم ذمـةٌ

 

أردوا حسينَ السّبطَ في الفلاةِ

منْ بعد ذا قدْ قطعوا رأسَـهُ

 

وحـملـوهُ في ذُرى القنـاةِ

نفسي الفدا لمنْ قضى ضامئاً

 

في كربـلا بجانـبِ الفراتِ

قد قتلوهُ وغـداً فـي لظـىً

 

خـلودهـم فالويـلُ للطغـاةِ

وليتَ شعري هل مَحو ذكـرَهُ

 

لا بـلْ سيبقى للزمـانِ الآتِ

وجعفـرٌ خادمُـهُ لـم يـزلْ

 

مادِحَـهُ مـادامَ فـي الحيـاةِ

 

 

 

شاعر أهل البيت

الحاج جعفر الشيخ عباس حمندي

 

 

 

 

 

قصيدة في مَدحِ السيدة زينب عليها السلام

 

زينبٌ بنتُ الهواشـمْ

 

زينبُ بنـتُ الأعاظـمْ

زينبٌ بنـتُ علـيٍّ

 

وابنةُ الطُّهـرةِ فـاطـمْ

زينبٌ أمُّ المصائِـبْ

 

زينـبٌ بنـتُ الأكـارمْ

ولدتْ في خيرِ بيـتٍ

 

لصناديـدٍ ضـراغـمْ

فلها أعلـى مـقـامٍ

 

في البرايـا والعـوالـمْ

أنا أهواها وأهـوى

 

من يواليهـا المسـالـمْ

مَنْ يُضاهيها بصبـرٍ

 

وبفضـلٍ في المعـالـمْ

أسروهـا ظلموهـا

 

أشـقـيـاءٌ وشـراذِمْ

ومع السَّجاد سـارت

 

مَـعْ نسـاءٍ ومحـارمْ

ليزيـدِ ابـنِ دعـيٍّ

 

مُجرم رجسٍ وظـالـمْ

ويزيدُ الرِّجسُ بُغضاً

 

Text Box: لحسين

 

لعليٍّ الطّهـر شـاتـمْ

 

يالـهـا من نكبـاتٍ

 

لقيـتْ تلكَ الفـواطـمْ

فضحتهـم بخطـابٍ

 

بيَّنـتْ فيـهِ المَظـالـمْ

فأقيمـوا لعـلاهـا

Text Box: لبلاها

  

مـأتمـا يعلـو المآتـمْ

وعلى المختار صلّوا

 

Text Box: صحبي

 

صحبُ والآلِ الخضارمْ

 

 

 

 

شاعر أهل البيت

الحاج جعفر الشيخ عباس حمندي

 

 

 

 

قصيدة في مَدحِ أهل البيت (عليهم السلام)

 

طوبـى لمـنْْ قـد ودَّ آلَ مُحمَّدِ

 

أهلَ النّدى أهلَ الإبـا والسُّـؤددِ

الصـادقيـنَ القـانتيـنَ ومنبـعِ

 

العلمِ الرصينِ منَ الطِّرازِ الأوحدِ

هُـم ملجـأٌ للمسلميـنَ وسـادةٌ

 

للمؤمنينَ ومنهـلِ القلبِ الصّـدي

هُم خيرُ خلـقِ اللهِ هُـم أُمنـاؤهُ

 

هُـم عترةُ الهادي النبيّ المرشـدِ

لولاهـمُ مـا كانتِ الدّنيـا ومـا

 

كـانَ الوجـودُ فمثلهم لم يوجـدِ

نورُ الهدايـةِ ساطـعٌ بوجوهِهـم

 

ويشعُّ ضوءُ جبـاههم كـالفرقـدِ

لا تعجبـنَّ بما ذكــرتُ فأنّهـم

 

ورثوا المكارمَ كلّهـا من أحمـدِ

 

_____

 

وأبوهمُ أعنـي المطهّـرُ حيـدراً

 

بطلُ الأنامِ وصاحبَ الكفِّ النّـدي

بطلٌ لقد حازَ المعالـيَ وارتقـى

 

قممَ الفخارِ وبالفضائـلِ مُرتـدي

بغديـر خـمٍ قالَ فيـه مُحـمَّـدٌ

 

أعظم به وبـذي المقـالِ الجيِّـدِ

مـنْ كنـتُ مولاهُ فهـذا حيـدرٌ

 

مولىً له بعدي وأعظـمُ مُرشِـدِ

 

_____

 

يا فتيةَ الإسـلامِ هـاكِ نصيحـةً

 

تُسـدى إليـكِ مـنَ الأخِ المُتودَّدِ

سيـري على منهاجـهِ وتمسّكي

 

بهداهُ إنْ لم تفعلـي لـمْ تسعُـدي

فولاؤهُ يهدي القلـوبَ إلى التّقـى

 

كونـي علـى علمٍ بـذا وتأكَّدي

هـو قـدوةٌ للمسلميـنَ وسـيـدٌ

 

للمتقيـنَ وقـائـدٌ فبِـهِ اقتـدي

من لـم يكـنْ متمسِّكـاً بولائـهِ

 

يومَ القيامةِ مـا لـهُ مـنْ مُنجـدِ

و خُـذي نصائحـهُ العظـامَ فأنهُ

 

رمـزُ العدالـةِ وهوَ هادٍ مُهتدي

هوَ نفسُ سيِّدنا الرسولِ وزوجُ فا

 

طمةِ البتولِ هدايـةُ المستـرشـدِ

هو والدُ الحسنِ الزّكي المُجتبـى

 

هـوَ والـدُ البطلِ الحسينِ الأمجدِ

 

_____

 

وهو الصِّراطُ المستقيمُ وإنّه النَّـ

 

بـأُ العظيـمُ وقـدوةُ المتهـجِّـدِ

فعلـيُّ مولـى المتقيـنَ إمامُنـا

 

وعلـيُّ سيِّـدُنـا وأعظـمُ سيِّـدِ

قد كانَ مولدُه الشريفُ الفـذُّ فـي

 

بيـتِ الإلـهِ فيالـهُ منْ مـولـدِ

فأضائـت الدّنيا بطلعـةِ وجهـهِ

 

وتلألأتْ مـنْ نـورهِ المتـوقِّـدِ

وبهِ الغـريُّ زهـت بأنـورِ قبةٍ

 

وبهِ علت شرفـاً بأعظـمِ مرقـدِ

فـذٌّ لغـيـرِ الله جـلَّ جـلالُـهُ

 

لـم ينحـنِ ولغيـرهِ لـم يسجـدِ

هو ثاني أصحابِ الكساءِ وسيِّـدٌ

 

لـلأوصيـاءِ فمـنْ ينـاؤهُ ردي

 

_____

 

نفسُ النبـيِّ أخـو النبـيِّ وإنّـه

 

قـد كانَ أولُ مؤمـنٍ ومُـوحِّـدِ

فيـروه طورا في الكتيبةِ ضاحكاً

 

ويروهُ طوراً باكيـاً في المسجـدِ

يدعو ويعبدُ وهـو في محرابـهِ

 

أعظـم بـهِ منْ ناسـكٍ مُتعبِّـدِ

فلـهُ المقـامُ المستطـابُ بمقعـدٍ

 

عندَ المليـكِ وذاكَ أعظـمُ مقعـدِ

اللهُ ألـهـمـهُ وســدّدَ نهجَـهُ

 

أكـرمْ بـهِ منْ مُلهَـمٍ ومُـسـدَّدِ

يا ليتـنـا كنّـا نعيـشُ زمانـه

 

يا ليتنـا معـهُ نـروحُ ونغتـدي

 

______

 

وعليـكِ بالقـرآنِ فاعتصمي بهِ

 

وتدبَّـري آياتـهِ وبـهِ اهـتـدي

فيـهِ تنالي العـزَّ والعَليـا معـاً

 

وإذا بـهِ لم تهتدي لـم تصعَـدي

وتمسّكـي بـالآلِ آلِ المُصطفى

 

أهلِ الوفـا أهلِ المقـامِ المفـردِ

لا تذهبي شرقـاً ولا غربـاً ولا

 

جهةَ الشمـالِ أو اليمينِ فتعتـدي

فإذا استمعتِ لما أقولُ ستُحمـدي

 

وإذا عملتُ بما أقـولُ سترشـدي

ولترتوي من شربِ منبـعِ حُبّهـم

 

إن تشربي منْ ذا العين ستخلـدي

 

______

 

يا فتيـةَ الإسلامِ تُوبـي واقتـدي

 

بهـم وإلاّ لـم تفـوزي في غـدِ

فتمسَّـكـي بـولائِهـم ورشادِهم

 

وَتمسَّكي بهـدى التّقـاةِ السُّجَّـدِ

لا تخـدعنَّـكِ هـذهِ الدّنيـا كما

 

خدعتْ سِواكِ منْ الورى فتجلّدي

وتدرَّعـي بالصّبـر وادّثري بـهِ

 

عندَ الشدائدِ والنوائبِ واصمُـدي

وتعلّمـي علـمَ الشريعةِ واجهدي

 

مادُمـتِ في الدّنيـا ومنهُ تزوّدي

فالعلمُ فرضٌ ليسَ يُنكَـرُ فضلُـه

 

قد جاءَ هذا في الحديـثِ المُسنـدِ

هذا  اعتقادي قـد كشفتُ غطاءَه

 

وأبنتهُ لذوي البصائِـرِ فاشهـدي

هذا هوَ الحقُّ الصّريـحُ وإننـي

 

أدعو إليه بكلّ مـا ملكـت يـدي

 

______

 

سيري على نهجِ الرشـادِ وجانبي

 

أهـلَ العنـادِ وكـلُّ جمعٍ مُفسدِ

سيري على نهجِ الهُدى وتباعـدي

 

عن كلِّ مسلـوب الحيـا مُتمـردِ

لاتبتغي من ضلَّ عن سُبُلِ الهُدى

 

مـنْ كافـرٍ أو جاحـدٍ ومُلحـدِ

إن كانَ عنـدكِ مطلـبٌ تبغينَـه

 

فالتطلُبيهِ من العظيـمِ السّـرمـدِ

ولتعبُـدي اللهَ العظيـمَ وتشكري

 

نعمـاءَهُ وتوسّـلـي وتهـجَّـدي

ليردَّ عنـكِ الإلـهُ كـلَّ رزيّـةٍ

 

وبليَّـةٍ ويـردَّ عنـكِ المُعتـدي

 

______

 

آلُ النبيُِّ سفينـةُ المنـجـا التي

 

منْ ناءَ عنها خابَ يومَ المـوعـدِ

قد فازَ راكبُها وقد نـالَ الرّضـا

 

من ربِّـه الباري بيـومِ المـوردِ

إنَّ الذيـنَ جفـوهُـمُ لا تُرتجـى

 

لهمُ النّجاةُ منَ المصيـرِ الأسـودِ

لهفي على سبطِ النبيِّ المُصطفـى

 

قد ماتَ ملتهبَ الحشى لـم يبـردِ

فاللهُ ليـسَ بغافـلٍ عنْ جُرمهـم

 

بـل إنَّـهُ للمجرميـنَ بمرصـدِ

صلّى الإلـهُ على الأئمـةِ كلّهـم

 

مـن قاعـدٍ أو قائـمٍ مُستشهـدِ

صلّى عليهـم في الأماكنِ كلّهـا

 

في محفَـلٍ أو مجمَـعٍ أو مشهَـدِ

 

______

 

 

 

 

 

 

شاعر أهل البيت

الحاج جعفر الشيخ عباس حمندي

قصيدة في مَدحِ أهل البيت عليهم السلام

 

سأبـدأ باسمِ اللهِ ذي العفـوِ والعـدلِ

 

بمدح النبيِّ المصطفى سيِّدِ الرُّسـلِ

رسولُ الهُدى بالحقِّ اُرسـلَ رحمـةً

 

إلى الناسِ يهديهـم إلى سنن العقـلِ

فجـاءَ بـديـنٍ قيِّـمٍ مُتكـامِــلٍ

 

فأنقَذَهُم من حَيـرةِ الكُفـرِ والجهـلِ

ومـن بعـد ذا ادّى رسـالـةَ ربِّـهِ

 

وقالَ وصيِّ المُرتضى خاصفَ النّعلِ

اطيعوه لاتعصـوه فهـوَ امـامُكـم

 

ومُرشدُكم للحقِّ والخيـرِ والفَضـلِ

هوَ الحُجّةُ الكُبرى ونورُ من اهتـدى

 

وأفضلُ خلقِ اللهِ في الجـودِ والنُّبـلِ

واشجعُـم قلبـاً واكـرمُهـم يَـداً

 

وأكثرُهم عِلمَـاً وحِلمـاً بلا فصـلِ

 

____

 

فلِمْ أخّـروهُ في الخِلافـةِ واعتـدوا

 

بكربِ بلا ظلماً على شبلـهِ الفَحـلِ

رمـوهُ بسهم صابَ لبَّـةَ قـلـبِـهِ

 

ألا بئسما يجنونَ مـن سـئِ الفِعـلِ

ألا أبلغـوا الـزّهـراءَ أنَّ حبيبهـا

 

قضى بينَ أهلِ الجَورِ والغدر والختلِ

ألا أبـلغـوهـا أنَّ سِبـطَ محـمَّـدٍ

 

ثلاثاً على الرَّمضاءِ مُلقىً بلا غُسـلِ

وأصحابُهُ الغُرُّ الكِرامُ قضـوا معـاً

 

ألا أبلغوها عن مصابِ أبي الفضـلِ

ألا أبلغوها عن نسـاءٍ لهـا غـدت

 

إلى الشام في قهـرٍ وسبـيٍ وفي ذُلِ

 

____

 

لقد قطعـوا رحـم النَّبـيِّ وحيـدرٍ

 

وقد أمروا بالقرب منهـم وبالوصلِ

فمِنْ آلهِ مَنْ قد سُقي السُّـمَّ غيـلـةً

 

ومن ماتَ في سجنٍ ومن ماتَ بالقتلِ

فإنـي أواليـهـم وإنّـي أحبُّـهـم

 

أصلي عليهم في الفريضـةِ والنفـلِ

فأدعـوك ياربِّـي بحـقِّ مُـحمَّـدٍ

 

وحقِّ بنيهِ الغُرِّ ترشـد لـي سُبلـي

فـأنَّ على ظهـري ذنوبـاً كثيـرةً

 

فياذا العلى والعفوِ والرّحمةِ اغفر لي

فأرجوكَ يارحمـان ياغايـةَ المُنـى

 

تخفّفُ لي من موبقاتـي ومن ثقلـي

وصلِّ عليهـم كـلَّ حيـنٍ وساعـةٍ

 

وفي كـلِّ يـومٍ بالنهـارِ وباللّيـلِ

 

____

 

 

 

 

                                                                                        شاعر أهل البيت

الحاج جعفر الشيخ عباس حمندي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نظمت بمناسبة مولد الرسول الأكرم (ص)

 

محمّـدٌ هـوَ النّبـيُّ الأكـرمُ

 

محمَّدٌ هوَ الرّسـولُ الأعـظـمُ

محمَّـدٌ هوَ التّقـى هـوَ النّقى

 

محمَّدٌ هـوَ النّـدى والـكـرَمُ

محـمَّـدٌ مَفخـرةٌ لا تُرتقـى

 

وقمـةٌ وأينَ مِنـهـا القِـمـمُ

هوَ الجَمـالُ والكمـالُ كـلّـهُ

 

هوَ البَهـاءُ والعُلـى والعَـلـمُ

هوَ الفصيـحُ والصَّبيحُ وجهـهُ

 

هوَ الكمـيُّ والشّجاعُ الضّيغـمُ

هوَ الرّشيدُ والسَّعيـدُ مـن بـهِ

 

قد اقتدى هوَ الإبـا والشـمـمُ

بهِ خِصالُ الخيرِ قـد تجمَّعـتْ

 

والرُّسلُ الغُرُّ بهِ قـد خُتـمـوا

قد جاء يدعوهـم لديـنٍ خالـدٍ

 

ووجهُهُ تُضيءُ منـهُ الظُـلـمُ

أكرِمْ بوجهٍ مثـلَ بدرٍ طـالـعٍ

 

ومن فمٍ تخـرجُ منهُ الحِـكـمُ

ماذا يقـولُ شاعـرٌ أو ناثـرٌ

 

في مدحهِ وما يـخـطُّ القـلـمُ

سيعجزُ المـادِحُ فـي مِدحتـهِ

 

ويعجَزُ اللسـانُ فيـهِ والـفـمُ

فإنْ يروهُ مازحاً أو ضاحـكـاً

 

فجلُّ ضحكِهِ هـوَ التـبـسُّـمُ

إيهاً رسولُ اللهِ كمْ مـنْ مـرةٍ

 

جاروا بها وأنتَ عنهُـم تحلـمُ

فإنّنـي بحبـلـهِ مُستمـسـكٌ

 

وإنّنـي بـحُـبّـهِ مُتـيــمُ

فإنَّ من صلّى عليـهِ ربُّـكـم

 

صلّوا عليهِ كلّـكـم وسلّمـوا

 

________

 

من بعدِ أنْ لبّـى نـداءَ ربِّـهِ

 

فآلهُ منْ بعـدِهِ قـد ظُلـمـوا

ماذا جـنـتْ أمـيّـة بـآلـهِ

 

وولدهِ ومـا جنـى مُـحــرّمُ

قد تركوا أشلاءّهم فوقَ الفـلا

 

في كربلا وأُحـرق المخـيّـمُ

قد قتلوا الحُسيـنَ وهوَ سِبطـهُ

 

وقلبُهُ من الظمـا يَضـطـرمُ

وقد هوى فوقَ الثّرى مُنجـدلاً

 

وكلُّ عضوٍ فيهِ غـطّـاهُ الـدّمُ

فمـنْ أتـاهُ زائـراً مُبتـهـلاً

 

لربِّهِ تُكشـفُ عنـهُ الغُـمـمُ

فقد علا مَجـدَ المسيـحِ مجدُهُ

 

ودونَ أمّهِ البـتـولِ مـريـمُ

لم يرحموا أطفالـهُ من بعـدهِ

 

واللهُ لا يرحـمُ منْ لا يـرحـمُ

أيستبـاحُ قتلهُـم في شرعِهـم

 

ودينِهم وتُستـبـاحُ الـحُـرمُ

ويلٌ لهم فيما جَنوا أخـزاهـمُ

 

ربُّ العِبـادِ القـادرُ المُنتـقـمُ

فإنَّ قلبي في أساهـم قد ظنـى

 

وإنَّ نفسي قد طـواهـا الألـمُ

فهل يُـقـرُّ مثـلَ هذا مؤمـنٌ

 

وهل يُقرُّ مثل هـذا مُـسـلـمُ

فابكِ على آلِ عقيـلٍ وانتحـبْ

 

لما لقي منَ البـلاءِ مُـسـلـمُ

والعنْ زيـاداً وابنـهُ قاتـلـهُ

 

فإنّهُ وغـدٌ زنـيـمٌ مُـجـرمُ

فـإنَّ هـذا لمُـصـابٌ جلـلٌ

 

وإنَّ هــذا لبـلاءٌ مُــبـرمُ

فإنّنـي أقـولُ قـولاً صادقـاً

 

وإنّـنـي لبـالإلــهِ أقـسِـمُ

لو أنَّهم لـم يغصبـوا حيـدرةً

 

ولا على فاطمـةٍ قد هجـمـوا

ما أُخـذتْ إلى اللِئـام زينـبٌ

 

ولا سَرتْ إلى الطغـام الحَـرمُ

مصابُهم منْ عظمهِ يُدمي الحشا

 

وإنّـهُ لمُـحـزنٌ ومُـؤلــمُ

قد قتلوا العبّـاسَ غدراً منهـمُ

 

وهوَ السّنامُ الجبـلُ الضيـغـمُ

تبتْ يدا يزيـدٍ فيمـا قد جنـى

 

وتبَّ مـروانٌ وتـبَّ الحَكـمُ

 

________

 

يا معشرَ الشّبابِ هُبوا وانهضوا

 

وفي كتابِ ربِّكم فاعتَصـمـوا

لا تُلهكم دُنيـاكـم عن ذِكـره

 

ولا تكونوا مثلَ قومٍ قد عَمـوا

تمسّكوا بحبلـهِ كـي تَسعـدوا

 

تـدبّـروا آيـاتـهِ لتفهـمـوا

إنَّ الأولى فازوا بهِ من قبلِكـم

 

وبالتزامِهـم بـهِ تـقـدَّمـوا

هذا هو الدستورُ في حيـاتِكـم

 

وإنَّ فيهِ كـلَّ مـا طلبتـمـوا

هـذا كتـابُ ربكـم فلتعلمـوا

 

فإنْ تمسّكتُم بـه لم تُهـزمـوا

هـذا هوَ القـرآنُ من يقـرؤهُ

 

يحظى وليسَ يعتريـهِ السّـأمُ

فأنتَ يا مديـرُ خـذ بنهـجـهِ

 

ورشـدهِ وأنـتَ يا مُـعـلّـمُ

فمنْ يكنْ ذا خُلـقٍ مُـرتـفـعٍ

 

فإنّـهُ بيـنَ الوَرى مُحـتـرَمُ

هذي نصيحتـي لكم أسدَيتُـهـا

 

بيّنتُ فيها مـا يُـراد منكمـوا

 

________

 

واستمسِكوا بالآلِ آلِ المُصطفى

 

أهلِ الوَفـا ومنهـمُ تعلّـمـوا

فإنَّهـم عِـدلُ الكِتـابِ بينَكـم

 

وإنّهـم خيـرُ الأنـامِ فيـكُـمُ

همْ سادةُ الخلـقِ فمن مثلُـهـم

 

فرضٌ علينا واجـبٌ حبُّـهـمُ

هم منبعُ العِلم وهـم خُـزّانُـهُ

 

فإنَّ ذا يُفـهـم مـن يفـهـمُ

لولاهُمُ لم يخـلـق الكـونُ ولا

 

كانَ الملا فالكـلُّ من أجلهـمُ

فعلمُهم عـلـمٌ غزيـرٌ زاخـرٌ

 

فإنّهُ علـمٌ عظيـمٌ مُلـهّــمُ

فلا يقاسُ في عُلاهم معـشـرٌ

 

وإنْ علو في فضلِهم أو عظمُوا

فحبُّهم فرضٌ على كـلِّ الوَرى

 

وكـلُّ إنسـانٍ بهـذا مُـلـزمُ

أبوهمُ حيـدرةُ الطّهـرُ الـذي

 

من سيفـهِ شجعانُهم لا تَسلـمُ

هوَ الوصيُّ الحقُّ بعدَ المُصطفى

 

وإنَّ هذا في الحِجى مـسـلّـمُ

 

________

 

فمن بـبـدرٍ وكـذا بخيـبـرٍ

 

أبادَ فيهـمـا صنـاديـدَهُـمُ

منْ غيرُه قد قلـعَ البـابَ ومنْ

 

جندلَ فيها مرحبـاً تكلّـمـوا

منْ قتلَ بنَ وِدَّ مـن جنـدلـَه

 

منْ فرَّ منهُ في الوغى جمعُهموا

قـد عضبـوهُ حقّـهُ تنـكـراً

 

وأخّـروهُ وهـوَ المُـقـــدمُ

قد ظلمـوا فاطمـةً وا أسـفـاً

 

وجرّعوها غُصصـاً ويلـهـمُ

مدينـةُ العِلـم علـيُّ بابُـهـا

 

هذا هوَ الفضلُ العظيمُ الأقـومُ

يشهدُ فيهِ البيتُ والحطيـمُ والـ

 

رّكنُ جميعاً والصَّفـا وزمـزمُ

والوا بنيهِ واهتدوا بهـديـهـم

 

طوبى لكـلِّ مؤمـنٍ والاهـمُ

فوزوا كما فازَ الأولى والوهـمُ

 

عمرو وحجـرٌ وابنـهُ وميثـمُ

فمنْ يواليـهـم يفوزُ في غـدٍ

 

ومنْ يُعـاديـهـم لهُ جَهـنّـمُ

هُم حُججُ اللهِ على كـلِّ الورى

 

ورُشدهم هوَ الرَّشـادُ الأقـومُ

 

________

 

عُذراً رسولَ اللهِ يا سيِّدنا

 

يا خيرَ منْ قد أنجبتهُ الأممُ

فكنْ شفيعي يومَ لا ينفعُني

 

مالٌ ولا جارٌ بهِ أو رَحِمُ

وكُنْ مُعيني يومَ لا مُرتجعٌ

 

عنهُ ولا ينفعُ فيهِ النّدمُ

أنتَ حبيبُ اللهِ جلَّ شأنُهُ

 

وخيرُ أنبيائهِ كلّهمُ

وأنتَ أنتَ للبرايا سيّدٌ

 

وكلُّ أفرادِ البرايا خَدمُ

صلّى عليكَ الله يا مولى الورى

 

ما ضاءَ بدرٌ أو أضاءتْ أنجُمُ

 

 

 

شاعر أهل البيت

الحاج جعفر الشيخ عباس حمندي

نظمت بمناسبة شهر محرم ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)

 

 

هـلَّ المُحرمُ فاحزنْ واترُكِ المَرَحـا

ياصاحبي كن حزيناً واترُكِ المَرَحـا

Text Box: تقرأ في غير محرم

  

لـمْ تـدرِ أيَّ دمٍ في كربـلا سُفِحَـا

لـمْ تـدرِ أيَّ إمامٍ قدْ قضى عطشـاً

 

و أيَّ سـبـطِ نبيٍّ للهُـدى ذُبِـحَـا

هـوَ الحُسيـنُ الـذي ربَّاهُ حيـدَرةٌ

 

وأحمـدٌ فيـهِ منْ أخلاقِـهِ نَفَــحـا

هـوَ الحُسيـنُ الذي لولاهُ ما ظهرتْ

 

معالمُ الدّينِ وَالإسـلامِ ما وَضَـحـا

هـوَ الحُسينُ الذي في الكونِ مُعجزةٌ

 

بـهِ استنـارَ وبـانَ الحقُّ واتَّضحـا

هـوَ الحُسيـنُ الذي للعلـمِ مدرَسـةٌ

 

فيـهِ العطاءُ وفيهِ الخيـرُ ما برِحَـا

جهـادُهُ كـانَ يـومَ الطفِّ مَلحمـةٌ

 

فـأيَّ نصرٍ وفتـحٍ فيـهِ قـد فَتحـا

فكـلُّ شخـصٍ أبيِّ النَّفـسِ مُحتَرَمٍ

 

إنْ رامَ نيـلَ العُلا نحوَ الحُسينِ نَحـا

قـد قامَ بالسيف مثلَ اللـيثِ حيـدرةٍ

 

وحطَّـم الجيشَ حتى صارَ مُكتَسَحـا

قـد سُرَّ حيـدرةٌ في يـومِ مـولـدِهِ

 

وكـانَ طـهَ بهِ مُستبشِـراً فـرِحـا

مـاذا أقـولُ بشخـصٍ كلُّـهُ كَـرَمٌ

 

حتى الحَقودَ المُعادي فيـهِ ما قدَحـا

إنَّ الحُسيـنَ إمـامٌ يُستنــار بـهِ

 

وكـانَ برَّاً تقـيـاً عالـمـاً سَمِحـا

فـذٌّ أبـيٌّ لأمــرِ اللهِ مُـتّـبــعٌ

 

قـد سـارَ سيراً جميلاً عادلاً سُجُحـا

هـوَ الإمامُ الذي فَـرضٌ إطاعَتُـهُ

 

وحُبُّـهُ مَـنْ تـولاّهُ فـقـدْ ربِحـا

 

____

 

قـد قـامَ فيهم خطيباً وهوَ ينصَحُهُم

 

لمْ يَسمَعوا النُّصحَ منهُ حينَما نصَحـا

وقـد غَـدا بفصيحِ القولِ ينصَحُهُـم

 

لاغـرو مَنْ سِبطُ طهَ سيِّدِ الفُصَحـا

قـد قـالَ فيهـم مقـالاً شارحاً لهُمُ

 

يـا ليتَهُم علِمُوا ما قـالَ أو شَرَحـا

لـم يصفحوا عنهُ لمّا حاصَروهُ كمـا

 

طـهَ بمكّـةَ عـنْ آبائِهـم صَفَحــا

شتّـانَ بيــنَ بنـي طـهَ وبينَهُـمُ

 

إنَّ الإنـاءَ بمـا مَلّـأتّـهُ نَضَـحـا

تعسـاً لقـومٍ أبَوا أن يَنصُروهُ وقـد

 

رأوهُ في كربـلا في التُّرب مُنطرِحـا

سُـرَّتْ بمَقتلــهِ الدّامي عُلوجُهُـمُ

 

وكـانَ فيهم يزيدُ الرِّجـسُ مُنشرِحـا

ليـسَ اللّعيـنُ يزيدٌ مثـلُ مَنْ فَلُحـا

 

وليـسَ فاسدُ أخـلاقِ كمـنْ صلُحـا

بقتلـهِ السِّبـطِ ظلمـاً أيَّ نـازلـةٍ

 

وأيَّ جُرمٍ جَنى في الديـنِ واجتَرحـا

 

___

 

بكتـهُ حُزنـاً وسالـت يـومَ مقتَلِهِ

 

عيـنُ البتولِ وقلبُ المُصطفى قُرِحـا

لم أنسَهُ مـذ رأىَ العبـاسَ مُنجـدِلاً

 

فـذابَ حُزناً وعنهُ التُّربَ قد مَسَحـا

لـم أنسَهُ وهـوَ صـادِ القلبِ ظامِئُهُ

 

جنـبَ الشريعةِ حيثُ الماءُ قد طَفَحـا

مُعفَّـرُ الخـدِّ وَاحُزنــي و مُنشدِخٌ

 

منـهُ الجبينُ وعندَ الموتِ قد رَشَحـا

فـرأسُـهُ رفـعـوهُ بالقـنـا أسفـاً

 

وجِسمُـهُ لهـفَ نفسي بالدَِّما سَبَحـا

فأيُّ صرحِ منَ الدّينِ الحنيفِ هـوى

 

وأيُّ جُـرحٍ رسولُ اللهِ قـد جُرحـا

الله يُخـزي بني حـربٍ وعُصبَتَهُـم

 

ويلعـنُ ابنَ زيـادَ المجـرمَ الوقِحـا

خصومُهـم في غـدٍ طـهَ وفاطمـةٌ

 

و حيدرُ الطّهر لمّا يُحشرونَ ضُحـى

 

____

 

يـا آلَ طـهَ مضتْ نفسي فِدىً لكُـمُ

 

ومـنْ فَـدى نفسَهُ فيكُم فقـد نَجَحـا

و مـنْ يُعـاديـكُـمُ فالنّارُ مـورِدُهُ

 

ومـنْ يواسيكُـم ميزانُـهُ رَجَـحَـا

يسقيهِ حيدرةٌ في الحشـرِ في قـدحٍ

 

طـوبى لمـنْ مِنْ عليٍّ يأخُذُ القدَحـا

أنتُـم أئمـةُ حـقٍ خـابَ مُبغِضُكم

 

ووجهُهُ حيـنَ يلقـى اللهَ قـد كلُحـا

و منْ سعى في أذاكُم سـاءَ مـولِدُه

 

ومنْ أراقَ دماكُـم خـابَ وافتَضحـا

أنظـر لمنْ مَدحَ الطاغينَ كيفَ غدا

 

وكيـفَ آلَ إليـهِ الأمـرُ وافتَضحـا

قـد أنزلَ اللهُ في القـرآنِ فضلَكُـمُ

 

وأحمـدٌ جدُّكم في فضلكُـم صَدَحـا

قـد أوجـبَ اللهُ يا أطهـارُ حبَّكُـم

 

مـا كـانَ ذلك رأيـاً منـهُ مُقتَرَحـا

حاشا الرّسول هوَ المعصومُ منْ خطأٍ

 

مـا كـانَ ذلكَ هُزوا منهُ أو مَزَحـا

يا سـادةَ الخلق عُذرا إن نبـا كلـمٌ

 

أو سـاءَ فعلٌ بمـا قصَّرتُ أو قبُحـا

مُـنُّوا وجُودوا على مَنْ في رحابِكُم

 

أتــاكـم ينظمُ الأشعـارَ و المِدحَـا

و هـا هـوَ اليوم يُهديكم قصيدَتَـه

 

وجـاءَ يسعى ويرجـو منكُم المِنحـا

جُـودوا عليهِ بشيءٍ مـنْ عطائِكُـم

 

فمـن ينـالُ عطاكـم فـازَ وانتفَحـا

فأنتـمُ السبـبُ الأعلـى ومادِحُكـم

 

بكـم يلـوذ إذا مـا زلَّ أو شَطحـا

إنِّي نظمتُ قصيـدي في مديحكُمُـوا

 

ولم أكـن لاهيـاً في ذا ولاتـرحـا

إن كنـتَ تطمحُ أنْ تحظى فوالِهِـمُ

 

لمثـلِ هـذا ليسعى كلُّ مَـنْ طَمَحـا

واكدَحْ بدنياك في نيلِ الرَّشادِ ومِـن

 

أجـلِ المعـادِ ففي ذا فازَ مَنْ كدحـا

كلُّ امـرءٍ سوفَ يلقى ما جنتْ يَـدُهُ

 

مـن يزرعُ الشوكَ لا يجني بهِ البلحا

يا سـادةَ الخلـقِ إني جئتُ مُعتـذراً

 

لتسمحـوا لـي فأنتـم سادةٌ سُمَحَـا

صلـى الإلهُ عليكـم كلمـا طلعـت

 

شمـسُ النّهـار فأنتم قدوةُ الصُّلحـا

 

 

 

شاعر أهل البيت

الحاج جعفر الشيخ عباس حمندي

 

 

 

 

قصيدة بمناسبة مولد أو وفاة الرسول الأكرم (ص)

 

ولِدَ النّبـيُّ فشـعّـتِ الأنـوارُ

 

والوردُ فاحَ وفاحَـتِ الأزهـارُ

ولدَ النَّبـيُّ فيـالـهُ من مولـدٍ

 

حارُتْ بهِ الأذهـانُ والأفكـارُ

ولدَ النَّبيُّ فكانَ أسـعـدَ مولـدٍ

 

فيهِ الهَنـا والخيـرُ والأبشـارُ

ولدَ النَّبيُّ فقلتُ يا نفسُ ابشـري

 

فالخيرُ عـمَّ وولّـتِ الأشـرارُ

يومُ الرَّسولِ بهِ هـدىً وفخـارُ

 

يـومٌ لـهُ الإجـلالُ والإكبـارُ

يومٌ بدتْ خيراتُـهُ واستبشـرتْ

 

فيهِ القلوبُ وقـرّتِ الأنـظـارُ

يومٌ قد احتفـلـتْ بـهِ أمُّ القُرى

 

بشراً وزالَ من الحِجازِ شنـارُ

وغدتْ بهِ أحياءُ مكّـة تزدهـي

 

وبها تسرّ مبـاهـجٌ ونـظـارُ

وتزيّنت ومنَ المسرّةِ قد عـلـتْ

 

فوقَ البراعمِ تنشـدُ الأطـيـارُ

سُرَّتْ بمولـدِهِ المَـلا وتلألأت

 

شهبُ السَّما والكوكـبُ الدّوارُ

وأضاءتِ الدُّنيا بنورِ محمَّـدٍ(ص)

 

وتهاوتِ الأصنامُ والأحـجـارُ

قد جاءَ يدعو للإلـهِ معـاشِـراً

 

غلظَ القلوبِ تحوطُهـا الأوزارُ

وعليهِ من نورِ الرِّسالةِ كوكـبٌ

 

ومنَ النبوّةِ هـيـبـةٌ ووقـارُ

قد جاءَ في ديـنٍ قـويـمٍ قيِّـمٍ

 

خضعتْ لعزِّ جلالـهِ الكـفّـارُ

دينٌ تقدّسََ شأنهُ قـد أذعـنَـتْ

 

لمجيئـهِ الأقطـارُ والأمصـارُ

دينٌ يُقيمُ العـدلَ فيـنـا سنّـة

 

للعالمـيـنَ الواحِـدُ القـهّـارُ

دينٌ بنـاهُ محـمّـدٌ وأقـامَـهُ

 

المولى الوصيُّ وصحبُهُ الأخيارُ

 

__

 

يافتيةَ الوطـنِ الكِـرام تجنّبـي

 

نهجَ الظـلالِ فإنّـهُ مُنـهـارُ

فتيقضي إنْ كنتِ من سُكرِ الهوى

 

لا تشعرينَ فـإنَّ ذا إشـعـارُ

أفتتبعيـنَ مبـادءاً مدسـوسـةً

 

للأجنبـيِّ فـإنَّ ذلـكَ عــارُ

فحذارُ من عُملائـهِ وحـذارُ من

 

ارائـهِ فمصـيـرُ ذاكَ النّـارُ

لا تأمـنـي من غـدرهِ إذ انّـهُ

 

في ما أتى لا يـؤمّـنُ الغـدّارُ

لاترهبي في كلِّ حينٍ إنْ عـوى

 

كلبٌ عليكِ أو استشـاطَ حِمـارُ

وتجـلّـدي لتكافـحـي تيـارَهُ

 

الله ماذا يـصـنـعُ التـيّـارُ

واستبصري بالعارفينَ وجاهـدي

 

ليُقـامَ حـقٌ أو ليُـأخـذَ ثـارُ

لاتيأسي فاللهُ يحـفـظُ ديـنـهُ

 

من ظالمينَ تجبّروا أو جـارُوا

واللهُ بالمرصـادِ لا يغـريـهـمُ

 

من عنده الإمهالُ والإنـظـارُ

ولتكثري الإحسانَ في مرضاتِـهِ

 

في مثلِ هذا يَحسُنُ الإكـثـارُ

هذا أوانُ الـزّرعِ حـانَ وإنّمـا

 

من بعدِ ذلكَ تُجتنـى الأثمـارُ

لا تجزعي أيـامُ بؤسِـكِ هـذهِ

 

مهما تطول عليكِ فهي قصـارُ

وتحسَّبي فيما يقـومُ بـهِ العِـدا

 

من لم يحُس بذا فـذاكَ جِـدارُ

كوني على وعيٍ شديدٍ واصمُدي

 

لا تلـهـكِ الأنغـامُ والأوتـارُ

ولتنظري الأمَمَ الذينَ أصابَـهُـم

 

خزيٌ نتيجـة فِعلهِـم ودَمَـارُ

دستورُكِ القـرآنُ في أحكـامِـهِ

 

بينَ البريّـةِ والولاءُ شِـعـارُ

فبغـيـرهِ لا يستـديـمُ قـرارُ

 

وبغيرهِ لا يَستطـيـبُ حـوارُ

هذا هوَ الحـقُّ المشـعُّ ونـورهُ

 

يجلو الظّـلامَ ونبـعُـهُ فـوّارُ

يهدي الأنامَ إلى الرّشادِ سبيـلُـهُ

 

ويُزيلُ عنها الشّكَّ لو تحـتـارُ

هذا هو السّـورُ المنيـعُ وإنـهُ

 

يعلو وتخفـى دونـهُ الأسـوارُ

فتدبّـري آيـاتـهِ لا تُـدبـري

 

عنهُ فسوفَ يُضيـرُكِ الإدبـارُ

هذا كتابُ اللهِ أعظـمُ مُعـجِـزٍ

 

للنّاسِ فيـهِ النُّـورُ والإبصـارُ

لا يُلهينَّكِ ما جنى الجانونَ عـن

 

هذا الكتابِ وما جنى استعمـارُ

لا يَنفعنَّكِ في غـدٍ إلاّ التُّـقـى

 

وولاءُ أهلِ البيـتِ والإيـثـارُ

فتمسَّكي بهـمُ وإن ظـلَّ الوَرى

 

عن نيلِ حُبِّهم فهُـم أطـهـارُ

فُوزي كما فـازَ الأولى وآلَوهُـمُ

 

حِجرٌ وعَمروُ وميثـمُ التَّمّـارُ

فلمِثلـهـم فلتكـثـرُ الأذكـارُ

 

وبمدحِهِم فلتُنظـمُ الأشـعـارُ

أسرارُ علـمِ اللهِ جـلَّ جـلالُـهُ

 

هيهاتَ تُدركُ تِلكُـمُ الأسـرارُ

فلتظـهـري أحكامَهُ فالحـقُّ لا

 

يَخفى لأنّ مقامَـهُ الإظـهـارُ

وَرثوا العلومَ منَ النّبـيِّ وإنَّهـم

 

أمنـاؤهُ والمنـبـعُ المِـدرارُ

وهُمُ مصابيحُ الظّلامِ بنـورهِـم

 

ضاءَ الوجودُ وضاءتِ الأقمـارُ

وهمُ الأدلّةُ فاقتـفِـي آثـارَهُـم

 

فلمثلِ ذلـكَ تُقتـفـى الآثـارُ

وهُمُ الوسيلةُ في المعادِ لجاهِهـم

 

تُقضى لنا الحاجاتُ والأوطـارُ

الذّاكـرونَ اللهَ تشـهَـدُ فيهـمُ

 

سُوَرُ الكتابِ وتشهدُ الأسحـارُ

عُمشُ العُيونِ من البكاءِ أزارُهُم

 

تقوى المُهيمنِ والدُّعـاءُ دِثـارُ

منهُم عُبيدةُ والغظنـفـرُ حمـزةٌ

 

أسدُ الإلـهِ وجعـفَـرُ الطّيـارُ

سلكوا العدالة في الحياةِ وجاهدوا

 

في اللهِ ضدَّ الظالميـنَ وثـارُوا

أمنـاءُ ديـنِ اللهِ بـل خُلفـاؤهُ

 

الزّاكونَ والأعوانُ والأنصـارُ

الأكرمـونَ الطيبـونَ الـقـادةُ

 

العلماءُ والنُّجبـاءُ والأغـيـارُ

لولاهُمُ ما كانـتِ الدّنيـا ومـا

 

كانَ الوجودُ وما جَرت أنهـارُ

مِنْ أجلهم تنمو الثمارُ ويزدهـي

 

نورُ النّهارُ وتنبُـتُ الأشجـارُ

من أجلِهم تجري البحارُ وفي السّما

 

يجري السّحابُ وتسقُطُ الأمطارُ

 

__

 

وعلى هدى الإسلام سيري وانهجي

 

نهجَ الوصـيِّ فهجُـهُ زخّـارُ

أنا لستُ أدري حائرٌ في حيـدرٍ

 

ماذا أقولُ بهِ العُقـولُ تًـحـارُ

هوَ خيرُ خلقِ اللهِ بعدَ المُصطفى

 

طرّاً فمن زيـدٌ ومنْ عـمّـارُ

هوَ خيرُ منْ وَطأ الحطيمَ وذلـكَ

 

البَطلُ العظيمُ وفارسٌ مِغـوارُ

هوَ زوجُ فاطمةِ البتـولِ أخٌ لسـ

 

ـيِّدنا الرّسول وسيفُـهُ البتـّارُ

هوَ صاحِبُ الرّأي السّديدِ وصاحِبُ

 

البأسِ الشّديدِ تهابُـهُ الفـجّـارُ

وتهابُـهُ أُسـدُ العَـريـنِ لأنّـهُ

 

البطلُ المكينُ وقسـورٌ كـرّارُ

قد كانَ في الهيجا يشـدُّ عليهـمُ

 

في ذي الفقارُ فتقصُرُ الأعمـارُ

إنْ جالَ في الميدانِ يَرهبُ بأسَهُ

 

ويفرُّ منهُ الجَحـفـلُ الجـرّارُ

العالمُ الفـذُّ الحكيـمُ وصاحـبُ

 

الوَرعِ الكريمُ وزاهـدٌ صبَّـارُ

هوَ للفصاحةِ والبلاغـةِ مصـدرٌ

 

بينَ العِبـادِ وللعُـلـومِ إطـارُ

سنَّ الفصاحة في قُريش وسفـرُه

 

من خيرِ ما جاءت بهِ الأسفـارُ

هوَ والدُ الغرِّ الكِـرامِ ومنـبـعُ

 

الحِكمِ العِظام وللأنـام مـنـارُ

منهُ استمدَّ العالِمونَ علومـهـم

 

وبهِ اقتدى الصُّلحاءُ والأبـرارُ

بهداهُ شقَّ المُصلحونَ طريقهـم

 

نحوَ الرَّشادِ وثـارتِ الأحـرارُ

الناسِـكُ البكّـاءُ والحَبـرُ الذي

 

ذهلت لقدسِ مقامِـهِ الأحبـارُ

المنفقُ الأموالِ طوعـاً يشـهـدُ

 

الإعلانُ فيهِ ويشهـدُ الإسـرارُ

هذي الفضائلُ ليسَ يبلغُ شؤوَهـا

 

فليصمتنَّ المُنكِـرُ المِـهـذارُ

لا لن يطيـقَ مُكابـرٌ إنكارَهـا

 

واللهُ جـلَّ جـلالـهُ الجـبَّـارُ

قد نصَّ في قرآنـهِ في فضلـهِ

 

وتظافرت في ذلـكـم أخبـارُ

ماذا يُظيركَ يا وصيَّ محـمَّـدٍ

 

إنْ زاغَ عنكَ الكـاذبُ الكفَّـارُ

لا لنْ يُضيرَك يا عليُّ مُكـابـرٌ

 

فاللّيلُ ليـلٌ والنَّهـارُ نـهـارُ

 

__

 

عُذراً رسولَ اللهِ يا خيـرَ الوَرى

 

يا فخرَ منْ قد أنجبـتـهُ نـزارُ

عذراً فإنَّكَ ما علـيـكَ غُـبـارُ

 

عُذراً فعنـدكَ تُقبـلُ الأعـذارُ

نشكو إليكَ الظُلم من عصرٍ بـهِ

 

يُعصى الإلهُ ويُعبـدُ الدّيـنـارُ

نشكو إليكَ مَهازلاً يُرثـى لهـا

 

ولها تقـومُ محـافـلٌ وديـارُ

والناسُ في غيٍّ وليسَ يصدُّهـم

 

عن غيِّهم نُصـحٌ ولا إنـكـارُ

وتجاهروا بالكفرِ ليسَ يصدُّهـم

 

وعظٌ فقـد أعماهُمُ الإصـرارُ

وتفرّقوا شيعاً وضـاعَ بحيِّـهـم

 

حقٌ وضاعـتِ ذمَّـةٌ وذِمـارُ

أمسى الكريمُ يُهانُ وهوَ مُحقَّـرٌ

 

ما بَينهم ويُـكـرمُ الخـمَّـارُ

في كلِّ شِبرٍ في الشّوارعِ ضجَّةٌ

 

للمُسكراتِ بهِ ويـفـتـحُ بـارُ

لا لنْ يفوقَ ولنْ بفيقَ من الكرى

 

منْ قد أطاحَ بعقلـهِ الإسكـارُ

في كلِّ نـادٍ للرَّذيـلـةِ ملجـأٌ

 

فيهِ تُقـامُ ملاعـبٌ وقِـمـارُ

هذا هوَ الدّاءُ العُضالُ وليسَ مِنْ

 

نفـعٍ بـهِ بـلْ كلّـهُ أضـرارُ

في كلِّ يومٍ للفضيلـةِ معـرضٌ

 

فيهِ تُباعُ وترخُـصُ الأسعـارُ

ومعارضٌ للفـاتنـاتِ لأجلهـا

 

تتفـنـنُ الأزيـاءُ والأطـوارُ

والناسُ في جهلٍ وقد ألهـاهُـمُ

 

بالمغرياتِ العـودُ والمِزمـارُ

أسفاً على أهلِ البلادِ فقـد فشـا

 

فيها الفسادُ وقد فشا استهـتـارُ

تركوا تعاليـمَ الإلـهِ وجانِبـوا

 

قـرآنـهُ ودهـاهُـمُ استِكبـارُ

 

__

 

عـفـواً رسـولَ اللهِ إنّـا أمّـةٌ

 

لمّا عتت بطشتْ بهـا الأقـدارُ

نشكو إلى علياكَ من وضعٍ بـهِ

 

يلهو الزّمانُ وتلـعـبُ الأدوارُ

بتنا نعيـشُ على الفتـاتِ وإنّنـا

 

سِرنا معَ الاعـداءِ أنّى سـارُوا

حِدنا عن الدّينِ القويـمِ فنـالنـا

 

من أجلِ ذلـكَ ذلّـةٌ وصَغـارُ

صِرنا عن الحقِّ المُبين بمعـزلٍ

 

وتحفُّنا مـنْ حولِنـا الأخطـارُ

أنذرتـنـا ونصحتَـنـا لكنّمـا

 

لم يسمع التهـديـدُ والإنـذارُ

فأمِلْ بطرفِـكَ نحوَنـا إذ أنّنـا

 

في شدَّةٍ وأصابَـنـا إعصـارُ

لتكونَ ناصِرنا وشافـعَ ذنبِـنـا

 

عنـدَ الإلـهِ فـإنّـهُ غـفّـارُ

وتكون ملجأنا إذا حُشـرَ الوَرى

 

طراً ومنهم زاغـتِ الأبصـارُ

في ذلكَ اليومِ العظيمِ ستُعـرضُ

 

الأعمالُ فيهِ وتُكشـفُ الأستارُ

في مثلِ ذاكَ اليومِ ليسَ بنـافـعٍ

 

مالٌ ولا رحـم بـهِ أو جـارُ

إلاّ ولائِكَ سيِّـدي يا ذُخـرَنـا

 

وملاذنـا إنْ حلّـتِ الأكـدارُ

إنّي بحُبِّـكَ مُـولـعٌ ومُتـيّـمٌ

 

وبمدحِ آلـكَ إنّنـي مِهـيـارُ[1]

صلّى الإلهُ عليكَ كـلَّ صبيحـةٍ

 

وعشيّةٍ ما دامـتِ الأعصـارُ

 

 

شاعر أهل البيت

الحاج جعفر الشيخ عباس حمندي

قصيدة بمناسبة ميلاد الإمام الحسين عليه السلام

 

وُلدَ الحُسينُ ابنُ الكِـرامِ الأنجبِ

 

إنّي إلى الباري به أتـقـرَّبُ

هوَ سبطُ سيِّدنا النَّبيِّ وشبلُ سيِّـ

 

ـنا الوصـيِّ ولـيَ مذهـبُ

فاستمسكـوا برشـادهِ ونجـادهِ

 

فرشادُه لهوَ الرَّشادُ الأرحـبُ

وهو السَّفينـةُ للنَّجـاةِ ومعـدنُ

 

للمكرماتِ هوَ الإمامُ الطيِّـبُ

 

___

 

فتمسكوا بعُـراهُ والتزمـوا بـهِ

 

وبغير حـزبِ اللهِ لاتتحزَّبـوا

سيروا على منهاجِ آلِ محمَّدٍ(ص)

 

واسترشِدوا بهمُـوا ولاتتريَّبوا

منهاجُ أهلِ البيتِ وضّاحٌ لمـن

 

تبعَ الصِّراط فعنه لاتتنـكَّبـوا

إنّي احبُّهمـوا محبَّـةَ صـادقٍ

 

وبذكرِهم وبمدحِهم أنا اطربُ

ونظمتُ شعري كي أنالَ رضاهُمُوا

 

ما كنتُ في نظم القوافيَ ألعَبُ

فهمُوا أئمَّتيَ الهُـداةُ وفي غـدٍ

 

أرجو شفاعتَهم لأنِّـيَ مُذنـبُ

يا أيُّها الصَّحبُ الكرامُ تيقَّضـوا

 

وتتبعَّوا آثارَهـم وتـرقَّبـوا

منْ لم يكُـن بولاهُـمُ متمسِّكـاً

 

في الحشر لاينجو فأين المهربُ

لولاهُمُ ما كانـتِ الدُّنيـا ومـا

 

كان الوجودُ فلا لذا تتعجَّبُـوا

فمنِ اهتـدى بهداهُـمُ وولاهُـمُ

 

يوم اللِّقا في النّار لا يتعـذَّبُ

صلّى الإلـهُ على النّبـيِّ وآلِـهِ

 

منْ في محبَّتِهم نفوزُ ونرغَبُ

 

شاعر أهل البيت

الحاج جعفر الشيخ عباس حمندي

قصيدة بمناسبة ذكرى ولادة (وفاة) الزهراء (ع)

Text Box: ولادة

 

 

 


 

Text Box: وفاة

 

شَعشعَ الكـونُ زاهيـاً بالضِّيـاءِ

 

 

يَومَ ميـلادِ فاطـمِ الزّهـراءِ

أظلـمَ الكـونُ ذاهبـاً بالضِّيـاءِ

 

بوفـاةِ الصّديقـةِ الـزّهـراءِ

فاطـمٍ زوجـةُ الإمـامِ عـلـيٍّ

 

سيّـدِ الأتـقيـاءِ والنُّجـبـاءِ

فاطـمٍ بنتِ أفضلِ الخلـقِ طُـراً

 

أحمدِ الطّهرِ خاتَـمِ الأنبيـاءِ

فـاطـمٍ خِيـرةُ النّسـاءِ جَميعـاً

 

فهـي أمُّ الأئمـةِ الأصفيـاءِ

قـد أطلّت على الحيـاةِ بيُـمـنٍ

 

وبنـورٍ وطـلـعـةٍ غـرّاءِ

لم يُطيعوا ما قالـهُ الطّهـرُ طـهَ

 

في ثناهـا ويـالـهُ من ثنـاءِ

هذهِ بضعَتـي فـلا تظلمـوهـا

 

فهي منّي أعداءُهـا أعدائِـي

هـذه بضعَـتـي وأمُّ أبـيـهـا

 

هـذهِ فاطـمٌ وِلاهَـا وِلاءي

فرضا الله من رضاهـا فهـاذي

 

بضعتي ليسَ مثلها في النِّسـاءِ

هـذهِ مُهجَتـي وقُـرَّةُ عيـنـي

 

أيُّها القومُ فاسمعوا لِنـدائِـي

هيَ حُوريةٌ من الخُلـدِ صِيغَـت

 

هـيَ نبـعٌ قدسيّـةُ الإنشـاءِ

 

___

 

إنني فـي ولائـهـا مُـتـفـانِ

 

فهيَ ذُخـرٌ لنا بيـومِ اللقـاءِ

ياابنةَ المُصطفى العَظيمِ اعتـذاراً

 

فيكَ تسمو قرائـحُ الشُّعـراءِ

سَتضلُّ الأفكـارُ فيـكَ حَيـارى

 

وسَتعيـا بَلاغـةُ الخُطـبـاءِ

فهيَ من بالكِسا اكتست ولعَمـري

 

أفضلُ العالميـنَ أهلُ الكِسـاءِ

 

____

 

إنّـنـي مَـادِحٌ لـهـا ولِـطـهَ

 

وعـلـيٍّ وولـدِهِ الأوصيـاءِ

فأبوهـا خيـرُ الوَرى والبَرايـا

 

قد دَعا القومَ للتُّقـى والهنـاءِ

ودَعاهم إلى الرَّشـادِ كمَـا قـد

 

كانَ ينهاهُـمُ عنِ الفَحـشـاءِ

ونهاهُـمُ عنِ الـرّكـونِ لـدارٍ

 

هـيَ دارُ العَنـا ودارُ الفنـاءِ

كـانَ مابينهـم يقـومُ خَطيـبـاً

 

وَهم بيـنَ مؤمـنٍ ومُـراءِي

خاطبـاً فيهـم بقـولٍ بـلـيـغٍ

 

كيفَ لا وهـوَ سيّـدُ البُلغـاءِ

اتقوا الله ربَّـكـم لتـفــوزوا

 

وازرَعوا تحصُدوا بدار البقاءِ

وهوَ القائـلُ العظـيـمُ المُفـدّى

 

جئتكُـم بالشريعـةِ السَّمحـاءِ

هوَ نورُ اللهِ العَظيـمِ الـذي قـد

 

وصلَ العَرشَ ليلـة الإسـراءِ

 

____

 

انّـنـي مُـقـتـدٍ بـهِ وأخيـهِ

 

حيدرِ الطّهرِ سيِّـدِ الاتقـيـاءِ

هـوَ مولاً للمُـؤمنيـنَ جميعـاً

 

سيِّدُ العُربِ فـارسُ الهَيجـاءِ

هوَ صنوٌ للمُصطفى وابـنُ عـمٍّ

 

هـوَ شبـلٌ لسيِّـدِ البَطحـاءِ

بـاذلٌ نفـسَـه لـديـن أخيـهِ

 

مُنفـقٌ مـالـه على الفقـراءِ

مُنفقُ المَالِ كـلَّ وقـتٍ وحيـنٍ

 

صابـرٌ في الرّخاءِ والضراءِ

هوَ بعدَ الرّسـولِ خيـرُ البرايـا

 

أشرفُ الخلقِ أعلـمُ العُلمـاءِ

أكرمُ النّاس أحلـمُ النـاس طـراً

 

ونبـيـلٌ من أنبـلِ النُّبـلاءِ

شاكـرٌ حامـدٌ تـقـيٌّ نـقـيٌّ

 

سـاجـدٌ للإلـهِ في الظلمـاءِ

طـاهـرٌ زاهـرٌ سـنـيٌّ أبـيٌّ

 

ساطـعٌ نـورُ وجهِهِ بالبَهـاءِ

عابـدٌ زاهـدٌ رضـيٌّ سـخـيٌّ

 

ألمعيٌّ سـادَ الوَرى بالوفـاءِ

ساجـدٌ ماجـدٌ فصيـحٌ سميـحٌ

 

سيّـدُ الأصفيـاءِ والأوليـاءِ

صـادقٌ ناطـقٌ بحـقٍ وصـدقٍ

 

وحكيـمٌ من أحكـمِ الحُكمـاءِ

كـم لـهُ مـن مواقـفٍ دونَ طهَ

 

باهراتٍ جلّت عنِ الإحصـاءِ

فمواليـهِ سـوفَ يُكتـبُ حتمـاً

 

عندَ ربِّ السّمـا من السُّعـداءِ

فولاهُ فـرضٌ على كـلِّ عـبـدٍ

 

فـليـواليـهِ طالـبُ العَليـاءِ

شيَّـدَ الدّيـنَ للعُلـى بجـهـادٍ

 

وبـنـاه بالـحـقِّ أيَّ بنـاءِ

قارنـوهُ بغيـرهِ في المَعـالـي

 

أينَ نجمُ السّما منَ الحصبـاءِ

 

____

 

فرسـولُ الإلـهِ أوصى ونـادى

 

يالقومي احْفظوني في أبناءِي

واستضيئوا بنورهـم وهـداهـم

 

حجـجُ الله للـورى هَـؤلاءِ

 

____

 

إنَّ ربّـي أعـزّهـم وحَبـاهُـمُ

 

ودعاهُـمُ بأحسَـنِ الأسمـاءِ

قــادةٌ سـادةٌ هُـداةٌ حُـمــاةٌ

 

هُم ذووا الخيرِ هُم ذووا الآلاءِ

 

____

 

آلُ حربٍ لقد جَنـوا مُوبـقـاتٍ

 

وَيلهُم من لظى بيومِ الجَـزاءِ

قـابلـوا آلَ أحـمَـدٍ بقـلـوبٍ

 

قاسياتٍ كالصّخـرةِ الصّمـاءِ

كم أراقـوا من آلِ طـهَ دِمـاءاً

 

آلُ سُفيانَ أهلُ بيـتِ الشّقـاءِ

فرؤسٌ لهُم على السُّمر شيـلـتْ

 

وجسومٌ لهـم على الرّمضـاءِ

قد رأوا من عتاتهـم كـلَّ ظلـمٍ

 

واعتداء في يوم عـاشـوراءِ

فحسينٌ ريحـانـةُ الطّهـر طـه

 

وابنهُ وهـوَ سيّـدُ الشّهـداءِ

تركوهُ عـارٍ فيـا لهـفَ نفسِـي

 

ونِساهُ تُسبـى إلى الأدعيـاءِ

فلأجلِ الحُسينِ يا عيـنُ جُـودِي

 

واسعديني لمثلهِ في البُـكـاءِ

أيـنَ عنـهُ النّبي كي مـا يـراهُ

 

ثاوياً في الثّرى سليبَ الـرِّداءِ

ليتـهُ كانَ حاضِـراً حيـنَ أمسى

 

في الثرى وهوَ سابحٌ بالدِّمـاءِ

لـو رآهُ مـرَمَّــلاً بـدمــاهُ

 

لـبـكـاهُ بـأدمـعٍ حمـراءِ

ليتهُ كانَ حاضِـراً حيـنَ أمسـى

 

سِبطُـهُ بل حبيبُـهُ بالعَـراءِ

وقعةُ الطفِّ هِجتِ حُزنـاً علينـا

 

وأتيتِ بـوقـعـةٍ شَـعـواءِ

بثراكِ الحُسين أضحـى صريعـاً

 

وطعيـنـاً مـوزّعَ الأشـلاءِ

تركوهُ من غيـرِ غُسـلٍ ودَفـنٍ

 

عاريَ الجِسمِ في ثرى كربلاءِ

قد قضى ضامِئـاً فنفسـي فِـداهُ

 

مَنعوهُ من شُربِ عذبِ المَـاءِ

قد بكتهُ الأملاكُ حُزنـاً لمـا قـدْ

 

نابَهُ مـن مَصـائـبٍ وبـلاءِ

قتلـوهُ مـن بعـدِ أن عـرفـوهُ

 

أنّـه سِـبـطُ سيّـدِ الأنبيـاءِ

 

____

 

يا بنـي المُصطفـى وآلَ علـيٍّ

 

انتمُوا ملجأي وأنتمْ رَجـائِـي

أنتُـمُ الآيـةُ التي لا تُضـاهــا

 

مالكم في الوجودُ من نُظـراءِ

أنا في مَدحِكم نظمـتُ قصيـدي

 

فاشفعوا لي ياسـادةَ الشُّفعـاءِ

فلكم في الورى جعلت مديـحـي

 

ولأعدائِكم جعلـتُ هِجـائِـي

إنَّ عندي من المعـاني بحـوراً

 

لم يَفِضْ بعدُ في وِلاهم إنائِـي

فمديحـي لعتـرة الطّهـر طـه

 

لامديحـي للغـادَةِ الحَسنـاءِ

أنـا في قربهـم أروحُ وأغـدوا

 

وأنا بينهُـم ولسـتُ بنـائِـي

فصلاةُ الرَّبِّ الجَلـيـلِ عليـهـمْ

 

والعذابُ المُخزي على الأعداءِ

 

                                                               

شاعر أهل البيت

الحاج جعفر الشيخ عباس حمندي

 

قصيدة في مدح أهل البيت (عليهم السلام)

 

يـا آلَ بيتِ المُصطفى يا شُرفـا

 

حبـُّكـمُ فـرضٌ عليـنـا ووفَـا

فلـو كتبنـا مـا بـهِ حبـاكُـمُ

 

ربُّ البـرايـا لملأنـا الصُّحُفـا

قـد هـامَ في ولائِكـم وحُبِّكـم

 

يا سـادةَ الخلـقِ جميـعُ العُرفـا

فـلا أخافُ في ولاكُـمُ دركـاً

 

ولا أخـافُ في ولاكـم تـلـفـا

فالـويـلُ للذيـنَ حاربـوكـمُ

 

مِـنَ الطُغـامِ الأُجـرا والحُلفـا

والـويـلُ للذيـنَ أبغضـوكـمُ

 

فهـم أُنـاسٌ جُهـلاءٌ سُـخـفـا

قـد ناوؤكـُم واقتَـدوا بغيرِكـم

 

وإنَّ هـذا كـانَ أمـراً مُجحـفـا

فمـن يُعاديكـم تعـدّى واعتدا

 

ومـنْ يواليكـم أصـابَ الهدفـا

يُنـزّلُ الله لنـا الخيـرَ بـكُـم

 

ويـدفـعُ الضّـرَّ بكـم والشظفـا

من اقتدى بغيركُـم كـانَ كمـن

 

عافَ الدّراري واستعاضَ الصّدفـا

ومن سعى في الأرضِ في أذاكمُ

 

بعـداً لـه فبئـسَ مـا تصرّفـا

أخزى الإلـهُ كـلَّ منْ عاداكـم

 

بـيـنَ المـلا للـكتـابِ حرَّفـا

لـو يعلـمُ المُبغضُ مـا مآلـه

 

في الحشرِ عنكُـم أبـداً ما عزُفا

فليس ينجو في غدٍ من كانَ عـن

 

آلِ النبـيِّ المصطفـى مُنحـرفـا

هم أحـدُ الثقليـنِ زاكٍ أصلُهـم

 

أليـسَ فـي هـذا إليهـم مُكتَفـى

هُـم حُجـجُ الله وبحـرُ علمـهِ

 

قـد فازَ مَنْ مِنْ فيضهِ قد غَرفـا

هُـمُ الأدلاّءُ علـى تـوحـيـدهِ

 

لولاهُـمُ ربُّ الورى ما عُـرِفـا

 

_____________

 

فجـنـةُ الخلـدِ لمـنْ والاهُـم

 

وقـلبُـهُ عليـهـم قـد عطَـفـا

يخلُـدُ فيـهـا في نعيـمٍ دائـمٍ

 

فليـسَ يلـقـى ألـمـاً أو قرفـا

إن كنتَ ترجو أن تنـالَ قُربَهـم

 

مـع المعـادي لا تكـنْ مُنجرفـا

مـن اهتدى بهديهـم في فعلـهِ

 

في جنـةِ الخُلـدِ ينـالُ الغُـَرفـا

بعـداً وسحقـاً للـذي عاداهُـمُ

 

فـأيُّ جـرمٍ قـد جنى واقتـرفـا

وفي الحسابِ في غـدٍ ما عُذرُهُ

 

بيـنَ يـدْيّ خـالِقـهِ إن وقـفـا

فليـسَ شـيءٌ في غـدٍ ينفعُـهُ

 

إنْ مالَ عـن آلِ العبـا أو صدفـا

ويـلٌ لمن عاداهمُ أو ناءَ عـنْ

 

قربهـم أو زاغَ بغضـا وجـفـا

فآيـةُ التطهيـرِ فيهـم أُنزلـت

 

يشهـدُ في ذا كلُّ من قـد عرفـا

وأنـزل الذكـرُ بعالـي شأنهـم

 

وفضلُهم أمـا قـرأتَ المَصحَفـا

هـم أمـنـاءُ الله هـم أنـوارهُ

 

قـد زادهُـم بالفضلِ هذا شـرفـا

هـم الأبـاةُ والدعـاةُ للتُّـقـى

 

هُـم الـهـداةُ للـورى والحنفـا

هـم خلفاءُ أحمدٍ بالنَّـصِّ والنـ

 

صـبِ مـن الله ونـعـمَ الخُلفـا

 

_____________

 

الله قـد فضَّلهـم قدمـاً فـكـنْ

 

بفضلـهـم وحقـهـم مُعتـرِفـا

كـنْ واعيـاً منتـبهـاً مفكـراً

 

مُستيقضـاً ولا تكـنْ كمـنْ غفـا

وكـنْ على بصيـرةٍ ولا تكـنْ

 

كمـنْ على أعقـابـهِ قـد انكفـا

ووالِ آلَ أحـمـدٍ ولا تـكــنْ

 

ببغضهـم عنـدَ الإلـهِ مُسـرفـا

وكُـنْ كريمَ النفس في الدنيا وجُدْ

 

وجانـبِ البخـلَ بهـا والسّرفـا

وأنفـقِ المالَ بـلا مَـنٍّ علـى

 

أهـلِ العفافِ المؤمنيـنَ الضُّعفـا

ولاتـكـن للظـالميـن مادحـاً

 

ولاتـكـن لمـثـل ذا مقتـرفـا

و احذرْ منَ الدّنيا ولا تغتر بهـا

 

فإنَّـمـا عيـشُ الهنـا على شفـا

وسِر على مِنهاجهـم ولا تُطـع

 

مـنْ رانَ قلبُـهُ ومـنْ قد خرُفا

وارجِـعْ إلى اللهِ تعالـى تائبـاً

 

مُستغفـراً ولا تـكُـنْ مُسـوِّفـا

فمن يتُبْ ومنْ يؤبْ ومنْ ينُـب

 

فيغـفـرُ اللهُ لـهُ مـا سَـلـفـا

ولا تلمنـي بولائـهـم فـهـم

 

أئمتـي قلبـي بهـم قـد شُغِفـا

حبُّـهـمُ العبيـرُ مـا أعـذبـه

 

طوبى لمن مِـنْ نبعهِ قـد رَشفـا

أحلـفُ بالله علـى تفضيلـهـم

 

وإننـي لغيـرهِـم لـنْ أحلِفـا

لقـد وعـدْتُ اللهَ في مدحـهـم

 

وإننـي في الوعدِ ذا لـن أخلِفـا

إنّـي أقـولُ قـولـةً صادقـةً

 

وأشـهـدُ الله عليـهـا وكـفـى

إنْ مِـتُّ في ولائـهـم وحبِّهـم

 

فـلا أبالـي وعلى الدنيـا العَفـا

 

_____________

 

أبـوهُـمُ حيـدرةٌ مَـنْ حُبُّــهُ

 

فرضٌ على كلِّ الورى إي والصّفا

مُذ قامَ بالأمرِ تجلّى العـدلُ فـي

 

الناسِ جميعاً وبـهِ الجـوُّ صفـا

كونوا يـداً واستمسكـوا بحبلـهِ

 

ولتقتـدوا بالمُنتقى صافـي صفـا

هـوَ المـلاذُ للـذي يُـحِـبُّـهُ

 

إنْ عبسَ الدهـرُ بـهِ أو عَصفـا

ماذا يقولُ الواصفُ المُبـدعُ في

 

وصفِ عليّ المرتضى إنْ وَصفا

قد كانَ في الحربِ يشـدُّ فيهـم

 

ويتـركُ الميدانَ قاعـاً صفصفـا

فمـنْ سـواهُ مثلـهُ في زهـدهِ

 

ومـنْ لِشسـعِ نعلـهِ قـد خَصفا

إنَّ الـذي سـاواه أو نـاواه أو

 

لـم يهتـدِ بهـديـهِ مـا أنصفـا

أخو الرسولِ المصطفى بل نفسُهُ

 

ثانيَ أصحابِ الكسا أهـلِ الصفا

قد جمعَ الأضدادَ في صفاتهِ الـ

 

عظمى وكانَ باهراً لـن يوصفـا

فتـارةً يجنـدلُ الأبطـالَ فـي

 

سـاحِ الـوغـى وتـارةً مُعتكِفـا

قد طلّقَ الدّنيا ولـم يَعبـأ بهـا

 

وجانـبَ الظُّلـم بهـا تعـفـفـا

قـد اكتفى منها بطمريـهِ وفـي

 

قرصيهِ زهـدا لا يُحِـبُّ التّرفـا

هوَ الشّجاع البطلُ الفـذُّ الـذي

 

في الحربِ قطُّ قلبُـهُ مـا رَجفـا

من كسِّر الأصنامَ منْ قـد ارتقى

 

ظهـرَ النبيِّ المصطفـى والكتِفـا

وطهّـرَ الكعبـةَ مـن أوثانهـم

 

من بعدِ مـا كانوا عليـها عكفـا

من كانَ صنواً وأخـاً وناصـراً

 

لأحمـدِ الطّهـرِ وإثـرهُ اقتـفـا

مـن غيرُهُ لذي الفقـار حامـلٌ

 

يكشفُ فيــه جيشُهـم إنْ زحفـا

منْ غيرُهُ في الحربِ كلّ قسـورٍ

 

يفـرُّ منـهُ هـاربـاً مُنصـرفـا

قد جندلَ الأبطـالَ فـي بتّـارهِ

 

كم كربةٍ عـن أحمـدٍ قـد كشفـا

بـذي الفقـارِ قـد أبادَ جَمعهـم

 

وإنّـهُ كـانَ حسـامـاً مُرهَـفـا

لا سيـفَ إلا سيفـه ولا فتـى

 

سـواهُ جبـريـلٌ بـهـذا هتفـا

 

_____________

 

كـانَ مـعَ الحـقِّ يدورُ حيثما

 

دارَ قـويٌّ بأسُـهُ مـا ضعُـفـا

فعلمـهُ الغزيـرُ بحـرٌ زاخـرٌ

 

كـم عالـمٍ لدرسـهِ قـد عكفـا

وليـتَ شعري هل يطيقُ فهمـه

 

هيهاتَ مهمـا خـطَّ أو مـا ألفـا

فمنهـجُ القـرآنِ كـانَ نهجُـهُ

 

عـنْ منهـجِ القـرآنِ ما تخلّـفـا

لـم يعرفـوهُ لـم يُراعوا حقّـه

 

وكـانَ ذاك منـهُـمُ تعـسُّـفـا

قد كانَ نوراً وسراجـاً زاهـراً

 

في رمضـانَِ ذلك النـورُ انطفـا

لهفي له لقـد قضـى مستشهِـداً

 

بسيـف اشقـاهـا وحـلَّ النَّجفـا

ومنهُـمُ فاطمـةُ خيـر النسـا

 

أُمُّ الأئـمـة الـهـداة العُـرَفـا

ومنهـم السبط الإمام المجتبـى

 

الحسنُ الزاكي الذي مـا اُنصِفـا

ومنهم خامسُ أصحـابِ الكسـا

 

ومـنْ بـهِ قـد اكتسـا والتحفـا

إمـامُ حـقٍّ قبـرهُ فيـهِ الدُّعـا

 

يجابُ والتّربُ لنـا فيـهِ الشّـفـا

إنَّ الحسينَ كانَ مصباحَ الهُـدى

 

وحفلنـا هـذا بـذكـرهِ احتـفـا

لهـفـي عليـهِ وعلـى أولادهِ

 

إذْ دمُهُمْ في كربـلا قـد نـزفـا

لهـفـي على العباسِ وهوَ حاملٌ

 

لـواءهُ فـي كـفّـهِ قـد رَفرفـا

قد قطعوا يمينـه غـدراً كـمـا

 

قـدْ قطعـوا يسـارَهُ وا أسـفـا

فجـاءهُ الحسيـنُ يمشي مُسرعاً

 

وباكيـاً لدمـعـهِ مُكـفـكـفـا

وقد غـدا مـن بعـدهِ مُنفـرداً

 

منفطـرَ القـلـبِ حزينـاً أسفـا

أبكي على الرضيعِ حُزنـاً وأسىً

 

قـد كانَ ظمآنَ الحشـا مُنخطفـا

فـلعـنـةُ اللهِ علـى قـاتـلـهِ

 

ما حـنَّ مـارقٌ لـه مـا رأفـا

والهفـاً على الحسيـنِ صابـراً

 

على الحسيـنِ صابـراً والهـفـا

طـوبى لمـنْ بكاه في مصابـهِ

 

ومـنْ عليـهِ دمعُـهُ قـد ذرُفـا

أبكيـهِ مُلقـىً في الثّّـرى ثلاثةً

 

عـارٍ وحُـزَّ رأسُـهُ مِـنَ القفـا

ومنهم الكاظمُ من سـاد الـورى

 

وجمعـنـا بذكـره قـد احتفـى

ومنهم الجـوادُ مَنْ فـي جـوده

 

كـلُّ لبيـب فـي نـداه اعترفـا

همـا امامـان على كـل الورى

 

هـذا الضـريـح فيهمـا تشرَّفـا

 

_____________

 

ومنـهـمُ المهـديُّ مـنْ غيّبَـهُ

 

اللهُ ومَـنْ مِـنْ ظُلمهـم قدِ اختفى

متى اللّـقـا مولايَ فالجسمُ ظنى

 

شوقـاً إلى لقيـاكَ والقلـبُ هفـا

ياصاحـبَ العصرِ متى تملؤهـا

 

قسطـاً وعـدلاً يا سليلَ المُصطفى

 

 

 

شاعر أهل البيت

الحاج جعفر الشيخ عباس حمندي

نظمت بمناسبة مولد الإمام الحسين (ع)

 

يـاأرضُ فوحِـي بِريـحٍ طيِّبٍ عطِرِ

 

وازَّيَّنـي بجمـالِ الـوردِ والشجـرِ

وأخـرِجـي بركـاتٍ فيـكِ أودَعـها

 

ربُّ السمـاءِ ومُدِّي النـاسَ بالثمـرِ

ياأرضُ ويحَـكِ تِيـهي بالهَـنا فَرَحاً

 

وبالضياءِ إستَنيـري اليومَ وازدَهـري

ففـي سَمائِـكِ قد شعّـَت كواكِـبُـها

 

وَقـدْ تـلألأ نـورُ الأنجُـمِ الزُّهُـرِ

وفي الجِنـانِ إحتفـالٌ قـدْ أُقـيمَ بِها

 

وسـاقَطَتْ شَجراتُ الخُلـدِ بالـدَّرَرِ

يُهـنّـِيُ البعضَ بعضاً منهُـمُ وهـمُ

 

يُسقـونَ خيـرَ شـرابٍ سائـغٍ عَبِرِ

فيها لَهـم كلَّ ما شاءوا وما رَغِبـوا

 

وهُم جُـلوسٌ زَرافـات على سُـرُرِ

وقد عمَّـتِ الفـرحةُ الكُبرى مَنازِلَهُم

 

وإزّيّـنـت حُـورهُم باللـؤلؤِ النَظَِرِ

وَمالِـكٌ أطفـأ النيـرانَ مَكــرُمَـةً

 

هذا المساءُ على منْ حـلَّ في سَقَـرِ

لِمولـدِ السِّبـطِ سـرِّ اللهِ مَنْ شهِدَ الـ

 

كتـابُ في فضلـهِ في مُحكـمِ السُّوَرِ

 

___

 

بُورِكـتَ يا شهـرَ شعبانِ العظيمِ بمنْ

 

قـد هـزَّ مَهداً لهُ جِبريلُ في الصِّغَرِ

لقدْ جَـرَتْ مَكـرُماتٍ يـومَ مولِــدِهِ

 

على يَديْـهِ بِمـا شاءتْ يَـدُ الـقَـدَرِ

ففِطـرِسٌ تابَ عنـهُ اللهُ حيـنَ دعـا

 

بـاسمِ الحُسينِ ونجَّـاهُ مـنَ الغِيَـرِ

فالـزمهُ تنجُـو واستمسِـك بِعروَتِـهِ

 

ووالِهِ وابكِـهِ في البَـدْوِ والـحَضَـرِ

لـَمْ أنسَ إذْ قامَ في الهَيجـا يُذَكِرُهُـم

 

يـومَ المعـادِ ومـا فيـهِم بمـدَّكِـرِ

حتى هوى جسمُهُ في التُّربِ مُنعَفِــرا

 

لهفي لهُ مِنْ تَريـبِ الجِسـمِ مُنعَفِـرِ

وَليتَنـي كُنتُ مَصـروعاً كما صُرعتْ

 

أصحابُـهُ فائِـزاً بالنَّصـرِ وَالظَفَـرِ

فزُرهُ شَوقـاً لِتحظى بالنَّجـاةِ فَقــدْ

 

أتـى عـنِ الطُّهرِ طهَ مُسنَـدُ الخَبَرِ

مَنْ زارَ سِبطي كَمَنْ قدْ زارَني وَكمـنْ

 

زارَ الإلهَ فـذا شـيءٌ مـنَ العِـبَـرِ

مَنْ زارَ سِبطي كَمَنْ قدْ حـجَّ مُحتَسِـباً

 

لأنَّـهُ حُجَّـةُ البـاري على البَـشَـرِ

لانَّـــهُ آيـةُ اللهِ التـي بســـوى

 

وِلائِها لـيسَ يُجـدي عُـذرُ مُـعتَذِرِ

وَقـد رُوي أنَّ يومـاً فيـهِ تقصِــدُهُ

 

تـزورهُ لـيسَ محسوبـاً مِـنَ العُمُرِ

 

____

 

آلُ الرَّسـولِ المُـفـدّى إنَّ حُبَّـهُـمُ

 

فرضٌ على الناسِ منْ أُنثى ومنْ ذَكَرِ

آلُ الرَّسولِ المُـفـدّى إنَّ مُبغِضَـهُـم

 

يـومَ الـلِّقـا ليسَ يَنجو فهوَ في خُسُرِ

فكـمْ لـهُم مَكرمـاتٍ لا يُحـاطُ بهـا

 

قـد أظهرتْ فَضلَهُم مِنْ سالفِ العُصُرِ

فـآدَمٌ قد أُجيبـت منـهُ دعوتُــــهُ

 

لما دعـا اللهَ باسـمِ السـادةِ الغُـرُرِ

بهـم توسَّـلَ نـوحٌ في سفينَـتِــهِ

 

لولا التَّوسّلُ لمْ تسـلَمْ مـنَ الخَـطرِ

هم سـادةٌ للورَى لولا وُجـودُهـــمُ

 

لم يخلُقِ اللهُ منْ شمسٍ ومِـن قَـمَـرِ

أئـمةُ الحـقِّ يُستسـقى الغَمـامُ بِهـم

 

لـولا أيـاديـهـم ما جـادَ بالمَطـرِ

فـوالِـهِـم وتـزوَّدْ منْ مَـحبَّتِـهِـم

 

إنَّ الوِلاية خيـرُ الـزادِ في السَّـفـرِ

بهـا تُنـالُ جِنانُ الخُـلـدِ في رَغَـدٍ

 

فـي ظـلِّ ربٍّ عظيـمِ المـنِّ مُقتَدِرِ

لا يَـقـبـلُ اللهُ منْ عبـدٍ عِبـادتَـهُ

 

لولا وِلاهم وحـقِّ الرُّكـنِ والحَجَـرِ

هُـم صفـوةُ الله هـُم أبوابُ حكمَتِـهِ

 

هُـم عِتـرةُ الطُّـهرِ طهَ خِيرةُ الخِيَرِ

الصابـرونَ إذا ما نكـبـةٌ نَـزَلـتْ

 

والسـاجِدونَ لربِّ العرشِ في السَّحرِ

هُـمُ الشُّموسُ المُضيئـاتُ التي بَزَغت

 

لا يُنكِرُ الشَّمـسَ إلا فـاقِـدُ البَصَـرِ

إنْ يُـنكروهـم فلا عنْ فَقـدِ مَعـرِفَةٍ

 

 الشـمـسُ مَعـروفَةٌ بالعيـنِ والأثِرِ

 

____

 

أئـمةُ العِـلـمِ لا تُحصى فضائِلُـهُـم

 

جلَّت عن الحّصرِ إذْ زادت على القَطَرِ

ولـم يصلْنا سِوى النَّّـزرِ القـليلِ فثِقْ

 

وجُـلُّـها لعِبَـتْ فيـها يـدُ السِّـيَرِ

وأحرقـتْ بَعضَهــا أيـدٍ مُعـاديـةٍ

 

وأَغـرقَ البَعـضَ منها مُجرموا التَّترِ

لا لـنْ يطيـقـوا بِـذا إطفاءَ نُورِهمُ

 

وقـد أتـت فـي عُلاهم سُورةُ الزُّمرِ

وسـورَةُ الـدَّهـرِ قـد جاءت بحقِّهمُ

 

وسـورةُ القَـدرِ والرَّحمـنِ والقَمَـرِ

واللهُ ربُّـكَ مُخـتـارٌ لـحُـجَّـتِـهِ

 

ومُـنـزِلٌ كـلَّ شـيءٍ منهُ في قَدَرِ

واللهُ لـو شـاءَ حصرَ العِـلمِ في أحدٍ

 

فـإنَّ ذاكَ عـليـهِ ليـسَ بالعَـسِـرِ

إنَّ الإمـامـةَ أمـرٌ لـيسَ صـاحبَها

 

 يُـزريـهِ مِنْ صغرٍ في السِّنِّ أو كبّرِ

هُــم قـادةٌ عـلمـاءٌ ذادةٌ وهُــمُ

 

خيـرُ البريَّـةِ من فهـر ومن مُضَرِ

مـحـمَّـدٌ وعـلـيٌّ ثـمَّ فـاطمـةٌ

 

وابناهُمـا وعليُّ القَـدْرِ والخَـطَـرِ

وَبـاقـرُ العِلمِ مَنْ أضحَتْ مناقـبهُـم

 

بيـنَ المـلا كالـدّراري الغرِّ والدُّرَرِ

وَمنهُـم جعفـرٌ ذو الفَضـلِ سيِّـدُنـا

 

وكاظِمُ الغيظِ موسى الطّهرِ ذو الصُّرَرِ

ثمَّ الرِّضا المُرتضى الرّاضي أبو حسنٍ

 

ثُمَّ الجـوادُ على مُثـرٍ ومُـفـتَـقِـرِ

ومنـهُـم العسكريـانِ اللـذانِ هُمـا

 

كـالنـيِّـرينِ ومنهُم خيـرُ مُنتَـظَرِ

اللهُ فضَّـلَـهُـم قِـدَمـاً وصوَّرَهُـم

 

مِن قبلِ خلـقِ العوالي السَّبعِ والصُّوَرِ

 

____

 

يافتيـةَ الجيـلِ نهضـاً للعُـلى فلقـد

 

شاعَ الفسـادُ وقـد وافـاكِ بالـنُّـذُرِ

الخَمـرُ داءٌ وياللـهـولِ كيفَ غَـدَتْ

 

تُنالُ جهراً وكم فـي الخَمْرِ مِنْ ضَرَرِ

هـذي هـي الـداءُ بل نـارٌ مؤجَّجةٌ

 

تفـري القلوبَ وترمي الناسَ بالشَّرَرِ

وجـاهـدي في سبـيـلِ اللهِ دائـبـةً

 

فديــنُ ربِّ البرايـا غيـرُ مندحِـرِ

سيـري على منهـجِ الإسلامِ واتّبعـي

 

أهـلَ الرّشـاد وأهـلَ العلـمِ والفِكرِ

سيـري على نهـجِ أهـلِ البيتِ سالكةً

 

طريقَهم لا طريـقَ الكافِـرِ الوَعِـرِ

تمسَّكـي بهُـدى الأخيـارِ وابتَعـدي

 

عن شـرِّ كُـلِّ أثيـمٍ كـاذبٍ أشِـرِ

لاتأمَـنـي إنْ أردتِ النَّصرَ جانـبـه

 

يافتيةَ الجيلِ بـل كونـي على حَـذَرِ

للعِلـمِ والحِلـمِ والتقـوى مُـلازِمـةً

 

إنِ التـزمـتِ بهـذا أَنتِ تنتصـري

 

____

 

عُـذراً أبـا المجـدِ إنْ زلَّتْ بِنا قَـدَمٌ

 

أَنـتَ الملاذُ لنـا في الوِردِ والصـَّدرِ

فمَـنْ يـلـوذُ بقبـرٍ قـد حَلَلتَ بِـهِ

 

هيهات يرجِـعُ في ذُلٍّ وفـي صَغَـرِ

ومَـنْ تكـون لـهُ مـولىً ومـعتمداً

 

في الدَّهـرِ فهـو غنيٌّ غيـرُ مفـتقِرِ

أنـتَ السـفينـةُ حـقـاً فـازَ راكِبُها

 

ومَنْ تخلَّف عنها فهـوَ فـي سَـقَـرِ

ياخيـرَ مَنْ بالتُّـقـى والعِـلمِ مُتَّـزِرٌ

 

وبالكسـا خيـرَ مَـكسـوٍّ ومـدَّثِـرِ

فأنـتَ أنـتَ ملاذي فيـكَ مُعتصمـي

 

وانتَ انـتَ إمامـي فيـكَ مُفتَخـري

إنّي رجـوتُ شفيـعي أنْ تكـونَ غداً

 

وأنْ تكـونَ مُعينِـي عنـدَ مُحتَظري

 

 

شاعر أهل البيت

الحاج جعفر الشيخ عباس حمندي

أربعة عشر بيتاً بعدد الأربعة عشر المعصومين عليهم السلام

 

قد ولدَ السبطُ الإمـامُ الحسـنُ

 

هوَ الجوادُ المجتبى المؤتمَنُ

شبلُ عليِّ المُرتضى وفـاطـمٍ

 

وسبطُ طـه بالتقى مقتـرنُ

فنهـجُـهُ نهـجٌ قويـمٌ قيِّـمٌ

 

وعلمُهُ علمٌ غزيـرٌ متقـنُ

هو العظيمُ والكريمُ في العطـا

 

هو النقيُّ والجوادُ المحسـنُ

وخيرُ خلقِ اللهِ بعد المرتضى

 

وهوَ الهُمامُ السيِّدُ الممتحـنُ

فإنّنـي بحبـلـه مستمسـكٌ

 

وإنّني بفضـلـهِ مُستيقـنُ

لقد رأى الخذلانَ من أصحابهِ

 

فجهلُهُم وغدُرهم مستهجَـنُ

رابعُ أصحابِ الكِسـا فإنَّهـم

 

خيرُ البرايا فاعلموا وأذعنُوا

لولاهُمُ ما كانت الدُّنيـا ومـا

 

كانَ الوجودُ والورى تيقَّنوا

هم حججُ اللهِ على كلِّ الورى

 

فاعتصموا بحبلهم وأحسِنُوا

هـم التقـاةُ والهـداةُ للورى

 

ومن بهم بالحقِّ تُحيى السننُ

من التجا اليهـمُ ينجـو غـداً

 

ويجتبيهِ الخالـقُ المهيمـنُ

فحبُّهم فرضٌ على كلِّ الورى

 

وبغضُهُم كفرٌ ألا فاستيقِنُـوا

صلّوا عليهم وأطيعُوا أمرَهـم

 

واستمسكوا بحبلهم لاتنثنُـوا

 

 

شاعر أهل البيت

الحاج جعفر الشيخ عباس حمندي

قصيدة (ياصاحب العصر)

 

يا صاحبَ العصرِ متى تظهَـرُ

 

إلى متى يا سيِّـدي تصـبِـرُ

قد مُلئتْ ظلمـاً وجـوراً وكُفـ

 

ـراً وضَلالاً فمتـى تَـثـأرُ

في كلِّ يـومٍ للخنـا محـفِـلٌ

 

وكـلِّ يـومٍ مـرأةٌ تُسـفِـرُ

وانتشـرَ الفُحشُ بأرجـائِـنـا

 

وانتشرَ الفُجـورُ والمُسـكِـرُ

وانتشـرَ الكـفـرُ فـلا رادِعٌ

 

وانتشـرَ الفسـادُ والمَيـسِـرًُ

وإنمّـا المنكـرُ قد صـارَ بيـ

 

ـنَ الناسِ معروفأ ولم يشعروا

وأصبحَ المعروفُ ما بَينـهـم

 

من شدَّةِ الجهـلِ هو المُنكَـرُ

تعلمُ يا مـولايَ مـاذا جَـرتْ

 

مِنْ مِحنٍ ومـا رأى حـيـدرُ

قدْ هجمـوا ظلـمـاً على دارهِ

 

وضِلعُ بنتِ المُصطفى يُكسـرُ

ويـلٌ لـهُـم فبئسمـا قدَّمـوا

 

من فِعلِهـم وبئسـمـا أخّروا

قدْ غدروا بالمُرتضـى بعـدَما

 

قد بايعوهُ خـابَ من يـغـدُرُ

قدْ قرّروا أن يغصِبـوا حـقـهُ

 

لجهـلِـهـم وبئسَـمـا قرّروا

هوَ الوصـيُّ من بـهِ نقتـدي

 

وهوَ البطيـنُ البطـلُ القسوَرُ

إنْ قيلَ من أزهدُهم في الورى

 

قيلَ لهُـم حيـدرةُ المَفـخَـرُ

هوَ الإمـامُ ذو التّقـى والنَّقـى

 

وهو الهُمـامُ الطيّـبُ الخيِّـرُ

فنهجُـهُ نحوَ الهُـدى واضـحٌ

 

وفـكـرُهُ وعـقـلُـهُ نـيِّـرُ

هـذا عـلـيٌّ ذِكـرهُ خـالـدٌ

 

كم ميِّـت مـاتَ فلا يُـذكـرُ

وإنّهُ المولـى الذى فـي غـدٍ

 

يُعطى لواءَ الحمـدِ والكوثـرُ

أعمـالُ مَـنْ نـاواه مـردودةٌ

 

وذنبُ من عـاداه لا يُغـفـرُ

تشهـدُ بـدرٌ لـعـلـيٍّ كمـا

 

تشهدُ في صولاتـهِ خـيـبـرُ

قد شدَّ فيهـم وبرى مرحـبـاً

 

فطاحَ منه الـرأسُ والمِغـفـرُ

مُظفـرٌ مُجـربٌ في الوغـى

 

يَكـرُّ في الهيجـاءِ لا يُـدبِرُ

يُجنـدِلُ الأبطـالَ فى سيـفِـهِ

 

البتارِ كالليـثِ بـهـم يَـزأرُ

إنْ جالَ فى الحربِ وميدانِهـا

 

يفرُّ منهُ الجيـشُ والعـسكـرُ

فكـلُّ صنـديـدٍ ومُستـأسِـدٍ

 

تلقاهُ منْ صمصامـهِ يـذعـرُ

مَنْ غيرُه أردى بـن ودٍّ ومَـنْ

 

أردى صناديـدَ الوغى خبِّروا

مناقبٌ ظاهـرةٌ قـد عـلـت

 

فهيَ كضـوءِ الشمسِ بلْ أظهرُ

فمنْ نأى عنـهُ وعـنْ رُشـدِهِ

 

فـإنَّـهُ من الـقـذى أقــذرُ

يقهرُ في الهيجا صنـاديـدَهـم

 

وكـانَ لا يُلـوى ولا يُقـهَـرُ

ففي الوغى يُردي رؤوسَ العِدا

 

وفي الدُّجى يبكي ويَستغـفِـرُ

حتى هـوى مُدمَـاً بمحرابـهِ

 

فانهـدَّ رُكنُ الدّينِ والمَصـدرُ

لقد بكـاهُ البيتُ والرّكـنُ والـ

 

أستـارُ والمقـامُ والمشـعـرُ

كما بكاهُ العلـمُ والحلـمُ والـ

 

مسجدُ والمحـرابُ والمِنـبـرُ

 

__

 

ياصاحبَ العصرِ متى تظهـرُ

 

إلى متى يـاسيّـدي تَصـبـرُ

فالحسنُ الزاكي وقد سالَ مـن

 

أحشائِـهِ غـدراً دمٌ أحـمـرُ

هذا جـزاءُ المُصطفـى منهُـمُ

 

وهوَ النّبيُّ الأعظـمُ الأطهـرُ

قـد قتـلـوا أولادّهُ بـعــدهُ

 

في كربـلا وزينـبٌ تُـأسَـرُ

ومارأى العبّـاسُ من ظُلمهـم

 

وهوَ الشّجاعُ القمـرُ الأزهـرُ

وما رأى الحُسينُ من غدرهـم

 

وما رأى القـاسـمُ والأكـبرُ

قد تركوا الحسينَ فوقَ الثـرى

 

ونحـرُهُ من دمِـهِ يـقـطـرُ

معفّـرٌ مـضـمـخٌ بـالدِّمـا

 

يفوحُ منـهُ المسـكُ والعنبـرُ

فالعيـنُ حُزنـاً دمعُهـا هاملٌ

 

والقلبُ شجـواً نـارهُ تُسـعرُ

بأيّ ذنبٍ يا بنـي المُصطفـى

 

سُيوفـهـم عليكـم تُشـهـرُ

على مُصابٍ قد بكتـهُ السّمـا

 

حُزناً فلِمْ لا أنـا لا أضـجُـرُ

فمـا جـرى عليهـم محـزنٌ

 

ومكـربٌ ومـؤلـمٌ مُـكـدرُ

فهكـذا أشـلاؤهـم قطّـعـتْ

 

وهكـذا دمـاؤهُـم تُـهـدرُ

لقـد جـرتْ دماؤهُـم أنهـراً

 

ياليتها قد جـفّـتِ الأنـهُـرُ

 

__

 

آلُ النبيِّ المصطفى ذي الوَفـا

 

فإنْ تمسّكتـم بهـم تُحـبَـروا

سيروا كمن سارَ على نهجهـم

 

عـمّـارُ والمقـدادُ والأشتـرُ

فـمـن يواليهـم غـداً رابـحٌ

 

ومن يُعاديهـم غـداً يخـسرُ

من اهتـدى بهديـهـم ناجـحٌ

 

وفي غـدٍ ذنـوبـهُ تُغـفَـرُ

ومن نأى عنهم وعن حُبّـهـم

 

يُردى فلا يُسـدى ولا يُعـذرُ

يُحشرُ أعمى في غـدٍ مثلـمـا

 

قد كانَ كالأعمى فلا يُبـصِـرُ

لأنّهُ رجـسٌ وإنْ صُـبَّ فـي

 

أعضائهِ الماءُ فـلا يطـهَـرُ

فإنْ تمسّكتـم بهـم تهـتـدوا

 

إلى الرّشادِ والتُّقى فابـشِـروا

كونوا على علمٍ بـأخبـارهـم

 

وفضلِـهـم وجيّـداً فـكّـروا

ولتشكروا اللهَ علـى حُبـهـم

 

قد فازَ في عُقباهُ من يشـكُـرُ

وأنفقـوا المـالَ بـلا مِـنَّـةٍ

 

لا تُسرفوا فيـهِ ولا تقـتُـروا

وتاجـروا اللهَ تـعـالـى بـهِ

 

فإنّمـا هـذا هـو المَتـجـرُ

فجنـةُ الخُـلـدِ لمـنْ يتّقـي

 

والخزيُ والنارُ لمـن يكـفُـرُ

تبيّنَ الرّشـدُ فـلا يُكـره الـ

 

إنسانُ في الدّيـنِ ولا يُجـبَـرُ

وصاحِبوا أهلَ التُّقـى والحِجى

 

وجانبوا أهل الشّقـا واحـذروا

ليسَ الذي يسمو كمـنْ يعتـدي

 

وليسَ من يزكـو كمنْ يفجُـرُُ

فنـيَّـة المـؤمـنِ فـي وردِهِ

 

تنمو ومهمـا صغُـرتْ تكبُـرُ

وإنْ سمعتم شاعـراً مـادِحـاً

 

يُخبركم عن فضلِهـم كبِّـروا

وأكثروا من مدحِهم في المـلا

 

قد فازَ من من مدحِهـم يُكثـرُ

فأفضلُ الرّبـحِ لنـا حبُّـهـم

 

ما المالُ بل ما الذهبُ الأصفرُ

من يتقـي اللهَ ويحـبـبـهـمُ

 

له الجـزاءُ الأفضـلُ الأوفـرُ

ومن يُصافيهـم ومـن يستقـي

 

منهم فـلا يكبـو ولا يَعـثـرُ

ففضلهُم بيـن الورى ظـاهـرٌ

 

يُؤجرُ مـن لفضلِهـم ينشـرُ

فنورُهـم من نورِ ربِّ السّمـا

 

من كلِّ نـورٍ نورهُـم أنـورُ

من عالـم الدُّر لقـد فُضِّلـوا

 

وقبلَ خلقِ الخلقِ قد صـوِّروا

معذرةٌ من شـاعـرٍ قـاصـرٍ

 

إذ عن بُلوغِ مدحِكُـم يقصُـرُ

فإنَّـهُ بـحـبِّـكـم مُـغـرمٌ

 

وإنَّـه بمـدحِـكُـم يُـؤجَـرُ

من اصطفيتم فهـو المصطفى

 

ومن هجرتُـم فهـوَ المُهجَـرُ

ومن يُعاديكم يُعـادي الهُـدى

 

وإنّـنـا بلعـنِـه نَـجـهَـرُ

فمنْ جفـاكُـم عقلـهُ جـامـدٌ

 

ومن قلاكُـم قـلـبُـهُ أعـورُ

 

__

 

يا صاحِ كُنْ مُتَّبـعـا طـالبـاً

 

للحقِّ والعقـلُ هو المِجـهـرُ

فانَّـه احسـنُ مـا انعـمَ الـ

 

ـلهُ علينـا وهـوَ الجَـوهـرُ

فلا تكنْ ممن يـرى مُنـكـراً

 

يُغضي فـلا يَنهى ولا يُُنكِـرُ

وكنْ صبوراً شاكـراً واعتبـرْ

 

فإنَّمـا هـذي الدُّنـا مَعـبَـرُ

غدّارة تـخـدعُ طـلاّبـهـا

 

إنَّ من استغنـى بهـا يبـطرُ

ما قيمةُ الدُّنيـا ومـاذا جنـى

 

مما بها فرعـونُ أو قيـصـرُ

فالمُصطفـى أنذرنـا دائـمـاً

 

منها فلا يُعـذرُ مـن يُـنـذرُ

واللهُ يهدي من يشـأ للـهُـدى

 

وهوَ الـذى إذا يشـا يـقـدرُ

فمنْ يكنْ فيها هُنـا طـائـعـاً

 

فانَّهُ يـومَ الـلّـقـا يظـفـرُ

وانََّـنـا يـا إخوتـي كلّّـنـا

 

للحُجـةِ المهـديّ نستنـظِـرُ

نقولُ يا مهـديُّ عـجِّـل فـلا

 

عن نُصرةِ الإسلام نستـأخِـرُ

 

__

 

آلُ النّبي المُصطفى فضلـهُـم

 

على جميـعِ الخلـقِ لا يُنـكرُ

من اهتدى بغيـرهـم واقتـدى

 

فإنّنـا من جهـلـهِ نَسـخـرُ

اللهُ قد فضـلَّهُـم في العُـلـى

 

وهو الإلهُ الواحـدُ الأكـبَـرُ

قد نصَّ في القرآنِ في فضلِهـم

 

وهوَ الكِتابُ المُنـزلُ المُظهـرُ

لهُم مقاماتٌ سمَـت في الذُّرى

 

وسـيـرةٌ طيِّـبـة تُـذكـرُ

قد بلغوا الذّروة في مجـدِهِـم

 

حقاً لهم بالمجـدِ أن يفـخروا

فضـائـلٌ منـاقـبٌ جـمَّـةٌ

 

حـبـاهُـمُ اللهُ بهـا تبُـهِـرُ

لو كانتِ الاشجـارُ اقـلامُـها

 

والحِبرُ هذى السَّبعةُ الأبـحُـرُ

لمـا كفـى ذلكَ في حصرهـا

 

جلّت عن الحصـرِ فلا تُحصَرُ

 

__

 

هُم أفضلُ الخلقِ بـلا فاصِـلٍ

 

فمنْ أبو بكرٍ ومـنْ حبـتـرُ

أليـسَ قـد قـالَ بـلا وازعٍ

 

إنَّ النّبـي المُصطفى يهـجُـرُ

فانظـرْ بإمعـانٍ إلى قـولـهِ

 

فإنّـهُ كـفـرٌ لمـنْ ينـظُـرُ

فـمـنْ يـراهُ إنَّـه مسـلـمٌ

 

فـإنّـه لسـاجـذٌ قـشـمَـرُ

 

__

 

يا صاحبَ العصرِ فكن حاضراً

 

لي دائماً وعندمـا احـضَـرُ

لأنّنـي لنـهجـهـم تـابــعٌ

 

وأينـمـا تطلبنـي أحـضَـرُ

وأن تكونَ حـاضـراً سيِّـدي  

 

بعد ممـاتـي حينمـا أُقـبـرُ

وكنْ مُعيني يا سليـلَ الهُـدى

 

على الصـراطِ حينمـا أعبُـرُ

وكنْ مُجيـري عندمـا أُحشـر

 

وعندمـا أعمـالنـا تُنـشـرُ

سدّد خُطـايَ سيـدي إنْ أنـا

 

أخطـأ أو أذنِـبُ أو أعـثـرُ

فإنّـنـي مادحـكـم دعـبـلٌ

 

وإنّنـي خـادِمُـكـم قنـبـرُ

 

__

 

يا صاحبَ العصرِ متى تظهـرُ

 

إلى متـى يا سيّـدي تصبـرُ

أنتَ الإمام المنقذُ المُصلـحُ الـ

 

ـذي على كلِّ العِـدا تُنصَـرُ

عجِّـل فإنصـارُك إنّـا وقـد

 

جارتْ بنـا السنيـنُ والأشهرُ

عجِّـل فأنصـارُك أنّـا ومـا

 

تأمُـرنـا نفعـلُ ما تـأمُـرُ

وإنّـمـا ناصـرُكُـم صـادقٌ

 

وإنّما ناصِـركُـم جـعـفـرُ

 

 

شاعر أهل البيت

الحاج جعفر الشيخ عباس حمندي

نظمت بمناسبة مولد أو وفاة الإمام الحسن (ع)

 

 

يا أيُّها الحسـنُ الزَّكـيُّ المُجتَبى

 

إنّـا بـِذكـراكَ الشَّريـفـةِ نُحتبـى

أنتَ الإمـامُ الطُّهرُ والبـدرُ الذي

 

ضـاءَ الوجـودُ بـهِ وأصبحَ كوكبا

وَلأنـتَ أنـتَ إمـامُنا وَمـلاذُنا

 

ولأنـتَ مَنْ تحـتَ الكِساءِ قد إختبا

يا فخـرَ آلِ مُحمـدٍ وجـوادَهُـم

 

فبـك الإلـهُ أزالَ عنّـا الغيـهـبـا

أنـتَ الـزَّكـيُّ وشبـلُ سـيِّـ

 

ــدنا الـوصيِّ ونِعمَ ما قد أنجـبـا

يا بـنَ الـذي كانت لديهِ مواقفٌ

 

شهدتْ لها سـوحُ المعاركِ والضُّبـا

إنْ شـدَّ حيدرةُ المظفَّرُ في الوغى

 

يـغـدو الغظنفـرُ في الكتيبةِ أرنَبـا

يا مرحبـاً بابنِ الـذي في خيبرٍ

 

قـد دكَّ حصنَهم وجنـدلَ مرحـبـا

 

______

 

الخيرُ عـمَّ بفضلِ جـودِكَ سيِّدي

 

بثرى الـورى مِنْ بعـدما قـد أجدبا

تُعطي بطيبِ النفسِ في كرمٍ وفي

 

جـود فقد كنـتَ الجـوادَ الطيِّـبـا

 قد كنتَ في طلبِ المعاليَ مُوهَبا

 

ولِذي العفافِ وذي الخصاصةِ مُوهِبـا

جاهدتَ في الرحمـان حقَّ جهاده

 

لا تبتـغـي من أجـل ذلك منصَبـا

ولقـد ورِثتَ مـنَ النبيِّ شمائلاً

 

وفضـائـلاً ولـذاكَ كُنـتَ مهذَّبـا

ولقـد حبـاكَ اللهُ أعظمَ مـنزلٍ

 

يـومَ القيامـةِ وهوَ أعظـمُ ما حبـا

قـد كنتَ كالطـودِ المنيعِ مَنـالُهُ

 

وَمِـنَ الجبالِ الشـمِّ كنتَ الأصلـبـا

ولقـد رأيتَ منَ العجـائبِ ما بها

 

 تُدمـى القلوبُ وكانَ صبرُكَ أعجبـا

 

______

 

طعنـوكَ أثنـاءَ الصلاةِ بحـربةٍ

 

ورأيـتَ منهُـم مَوقفـاً مُستصعََـبـا

تركـوكَ وارتكبوا بذاكَ خطيئـةً

 

ويـلٌ لِمنْ تَخَـذَ الخطيئـةَ مَركـبـا

خذلوكَ مانصروكَ بل قد سارعوا

 

نحـوَ الدَّعـيِّ لكـي ينـالوا مَأرَبـا

خسِئـوا بما ظنُّـوا وفيما أمَّـلوا

 

إذْ كـانَ ظنُّهُـمُ المُسـيءُ مُخيِّـبـا

يا وَيلَهُم يـومَ الحِسابِ بما جَنَـوا

 

إذ كـانَ يومـاً مُستَطيـرا مُرعِـبـا

سيُعَذَّبـونَ لِغدرِهـم وَلمكرِهـم

 

بـجَـهَـنَّـمَ أحـدٌ بـها ما عُـذِّبـا

ولقـد سُقيتَ السُمَّ مـن يدِ جُعدةٍ

 

وقضيـت مسمـومَ الحشاشةِ مُتعَبـا

 

______

 

يا آلَ خيـرِ الأنبيـاءِ و حيـدرٍ

 

إنَّ الحديـثَ بغيـرِ مَدحِكُـمُ هَـبـا

مَـنْ لا يُواليكُم فذلـكَ لم يجـدْ

 

يـومَ القيامـةِ ملجـأ ً أو مَهـربـا

يـا أيُّـهـا الغُـرُّ الكِـرامُ فأنتُمُ

 

خيـرُ الأنـامِ فمنْ يُعاديكـم كـبـا

أنتـم مـلاذُ الخائفيـن وملجـأ ٌ

 

للـهـاربيـن ومَنْ أسـاءَ وأذنَـبـا

أنتـم نجـومُ العالميـنَ وقــادةٌ

 

للمـسـلمـيـنَ وأنتمُ أهـلُ العَـبـا

أنتُـم مصابيـحُ الرَّشـادِ وأنتُـمُ

 

خيـرُ العبـادِ وأنتُـمُ أهــلُ الإبـا

وَيـلٌ لمنْ لا يهتـدي بهُـداكُـمُ

 

أولا يُـواليـكُم وأعـرضَ أو أبـى

فأبى الإبـا في أنْ يكـونَ لغيرِكُم

 

إذ كـانَ حيـدرةُ الطهـورِ لكُم أبـا

 

______

 

مَنْ رامَ مـنْ رَبِّ العبـادِ تَقَرُّبـاً

 

مــنْ غيـرِ حُبِكُـمُ نـأى وتغرَّبـا

فتشت عن كلِّ المذاهبِ لم أجـد

 

يـا آلَ بيتِ المُصطفـى ليَ مَذهَـبـا

إلاّكُـمُ إذ أنتــمُ سُبُـلُ الهُـدى

 

قـد فـازَ سالِكُهـا ونـالَ المَطلَبـا

فـاللهُ جـلَّ جـلالُهُ قـد زانَكُـم

 

وأبـانَ فيكُم للـورى مـا أوجَـبـا

إنّـي أُطيعُكـمُ لنيـلِ رِضاكُـمُ

 

وأنـا الذي لِسواكُـمُ لـنْ أغضَِـبـا

ولقـد بقيتُ على العقيـدةِ ثابتـاً

 

وبِحُبِكُـم أنـا لـم أكـنْ مُتذبـذِبـا

فلقـدْ صبوتُ لحُبِّكُـم ووِلائِكُـم

 

قلبـي لكـم مُنذُ الطفولـةِ قد صَبـا

ولقـدْ نظمتُ قصائدي في مدحِكُم

 

ولـقـد حببتُكُم أنـا مـنـذُ الصِّبـا

 

______

 

شعري يُبيِّنُ عنْ شُعـوري فيكُـمُ

 

فأبنـتُ عمّـا في شُعورِيَ مُعـرِبـا

إنّـي وددتُكـم وشُدْتُ بمَدحكُـم

 

أرجـو مـنَ اللهِ الكـريـمِ تقَـرُبـا

لقـد إهتديتُ بهديِكُـم وصلاحِكُم

 

دومــاً فلسـتُ مُشَرِّقـاً ومُغـرِّبـا

في مدحِكُـم وولائِكـُم لا أبتغـي

 

يا سادتـي مِنْ غيـرِ ربّي مَكسَـبـا

فولائِكم يهـدي القلوبَ الى التُّقى

 

قـد كـانَ هـذا في الأنـامِ مُجَرَّبـا

إنَّ الوقائِــعَ والشواهِـدَ أيّـدتْ

 

ما قـد ذَكـرتُ فـلا تكُـنْ مُتعجِّبـا

يا صـاحِ كُـنْ في حُبِّهم مُتولِّعاً

 

لتكـونَ في يـومِ المعـادِ مُقـرَّبـا

فلقـد حُـبوا بالمكرماتِ فلا تكُنْ

 

 في ما حَباهُـم ذو الجَـلالِ مُكذِّبـا

فـاللهُ يهـدي منْ يشـاءُ لِحُبِّـهِ

 

مـا لم يكُنْ قلـبُ المُعانِـدِ أجـرَبـا

 

______

 

فذَكـرتُ مِنْ أسـرارِ آلِ مُحَمَّـدٍ

 

طُرَفَـاً فـلا تكُ مُنكِـراً مُستغـرِبـا

لـولاهُمُ لمْ يَخلـقِ اللهُ الـوَرى

 

والشمسَ والقمرَ المنيـرَ ولا الـرُّبـا

حُـزني على مَنْ كانَ منهُم قائِماً

 

أو قـاعـداً أو خائِـفـاً ومُغـيـبـا

إنِّـي لأنـدبُ فاطمـاً لمُصابِهـا

 

 إذ جُرِّعتْ غُصَصَاً وأندُبُ زَينَـبـا

والـمُرتضى أردَوهُ في مِحـرابِهِ

 

فإنهـارَ نهـجُ الحقِّ وإشتـدَّ الـوَبـا

حُزني لقدْ قَتَلوا الحُسينَ وبَعدهـا

 

أخذوا النِّسـاءَ الثاكـلاتِ الى السِّبـا

زُرْهُ لكـي تحظى بمغفرةٍ وكـنْ

 

عنـدَ الضَّريـحِ مُسلِّمـاً مُتـأدِّبــا

وإبـكِ لِما قدْ صَابَـهُ بتوجُّــعٍ

 

وتفجّـع إذ كـانَ أمـراً مُكـربــا

قتـلوهُ عطشانـاً بعرصًةِ كربلا

 

وبقتلـهِ نـورُ الهِـدايـةِ قـد خَبـا

أطـعِ الإلـهَ وسِرْ على مِنهاجِهِم

 

تَحظـى وكـنْ مُستَبصِرا مُستَوعِبـا

وإذا دَعتـكَ الى الصَّداقةِ حاجـةٌ

 

فاحـذرْ وكـنْ لمنِ اتقى مُستَصحِبـا

واثبُتْ على الإيمانِ مُتَّبِعاً هُـدى

 

آلِ الرسـولِ ولا تـكُـنْ مُتقـلِّـبـا

وإذا دَهتـكَ مِنَ النَّوائِبِ نَكبَــةٌ

 

فاصبرْ وكُـنْ جلِـداً وكـنْ مُتَصَلِّبـا

وبمنهجِِ القُـرآنِ كُـنْ مُتمَسِّكـاً

 

ومـودَّةِ الآلِ الكِـرامِ الأقــرِبــا

لتفـوزَ في الجنّاتِ طابت مَطعَماً

 

للساكنيـنَ بهـا وطابـتْ مَشـرَبـا

صلّـى الإلـهُ على النبـيِّ مُحمَّدٍ

 

وعلى الأئمــةِ بعـدَهُ ومَنِ اجتَـبـا

 

______

 

 

 

 

شاعر أهل البيت

الحاج جعفر الشيخ عباس حمندي

قصيدة في مدح أهل البيت عليهم السلام

 

قـالَ الإلـهُ وقـولُ اللهِ مُتَّـبـعٌ

 

بمحكم الذّكر فاتلوا فيهِ واستمـعُـوا

أتقاكُمُ عندَ ربِّ العـرش أكرمُكـم

 

وشرُّكم عنده العاصون فارتـدعُـوا

عن الذّنوب وتوبوا قبل مبعثـكـم

 

واستغفروا ربّكم قبل المماتِ وعُـوا

واستيقضوا وانظروا ماذا يُرادُ بكم

 

واستبصروا أيُّها الغافونَ وانقلِـعُـوا

وقدِّموا عمـلاً بالحشـر ينفعُـكـم

 

فليسَ في غيرِ تقـوى اللهِ يُنتـفـعُ

واخشَوهُ حتى تفوزُوا بالجنـانِ ولا

 

تعصُوه عند الخفايـا فهـو مُطلّـعُ

وادعوهُ شوقاً وخوفاً فهوَ ذو كـرمٍ

 

وأحسنوا ظنَّكـم باللهِ وانقطـعُـوا

قد أصبحَ الدّينُ في ذا العصرِ منتبَذاً

 

والناسُ طرّاً على أدبارهم رجعُـوا

ضلّوا وتاهوا وباتوا فى ضلالتِهـم

 

لا يُبصرونَ وفيهم شاعـتِ البـدعُ

غرّتهُـمُ هـذه الدُّنيـا بزبرجهـا

 

وفي زخارفها جهلاً قد انخـدعُـوا

عن الطريقِ القويمِ المُستقيم عَمُـوا

 

وبالضّلالةِ والعصيـانِ قد وقـعـوا

فحبُّهم للدُّنا أعمـى بصـائـرهَـم

 

وفي محبّتها طـرّاً قـد اجتمـعـوا

ألم يرَوا أممَ الماضينَ إذ هلـكـوا

 

ولم يجيبوا ندا الرَّحمان حين دُعُـوا

فأصبحـوا لا يُرى إلا مسـاكنُهُـم

 

وخلّفوا ملكهم فبهـا ومـا جَمعـوا

دارُ الغرورِ ودارُ النائبـات غـداً

 

تمضـونَ عنها فلا يعميكم الجشـعُ

وإنّما المرءُ مقرونٌ بمـا كسبـت

 

يمينهُ فخـذُوا ما شئتمـوا ودَعـوا

 

___

 

ياصاحبَ العصرعجِّل بالظهور فما

 

هذا القعـودُ فإنَّ الدِّيـنَ مُنـصـدع

وخُذ بثارِ حُسيـنً شِبـل حيـدرةٍ

 

فالقومُ قد قتلوهُ بئسـمـا صنـعُـوا

أردوهُ في كربلا ظمئانَ ملتهبَ الأ

 

حشاءِ صادٍ ولم يسقوه بل منـعُـوا

وجسمهُ قطعـوهُ بالظُّبـا قطـعـاً

 

والرأسُ واحسرتا فوقَ القنـا رفعوا

وجاءت الطـهـرُ تنعـاهُ لمقتلـهِ

 

ليتَ السماءَ على غبـرائهـا تـقـعُ

 

___

 

لهفي لتلكَ النِّساءِ الطّاهراتِ غـدت

 

منها الملاحفُ والأستـارُ تنـتـزعُ

فما رعت آلُ حربً حقّـهـم أبـداً

 

ومن رسول الهدى أشلاءَه قطـعـوا

سَعَوا لإطفـاءِ نـورِ اللهِ ويلـهـم

 

رامُوا بأن يقمعُوا الإسلامَ فانقمعـوا

بقتلهم لحسيـنِ السِّبـطِ ويلـهـم

 

قلبَ النبيِّ وقلبَ المرتضى فجعُـوا

أخزى الإلهُ بنى حربٍ وبـدَّدهـم

 

أما ترى كيف في سفكِ الدِّمـا ولِعُوا

وبايعوا ليزيدَ الـرِّجـسِ ويلـهُـمُ

 

وبيعةُ الحقِّ نُبلاً منهـم خضـعُـوا

نفوسُهم بـذلـوها دون سيِّـدهـم

 

لمّا دعاهم إلى حربِ العِدا هرعـوا

نالوا قصوراً وجـنـاتٍ بفعلـهـم

 

طوبى لهم في رياض الخلدِ قد رتعوا

جزاهُمُ اللهُ كـلَّ الخـيـرِ إنّـهـم

 

قد طالما سجدوا قدماً وما ركـعـوا

باتوا عشيَّـة عاشـوراءَ فـى دأبٍ

 

على التهجُّدِ للباري وما هَـجَـعُـوا

حتى الصَّباحَ وجادُوا دون سيِّدهـم

 

بأنفسٍ لهُـمُ ما نـالـهـا الجـزعُ

وجاهدوا دونَ المُصطفى وقضـوا

 

صبراً عطاشاً ولم يمسسهُـمُ الفـزعُ

فليتنـي مـتُّ ظمئـآنـاً فِداً لهـم

 

وليتني متُّ مصروعاً كما صُرِعـوا

يبكونَ من خشيةِ الرَّحمـن ليلهـم

 

خوفَ العقابِ وهم من ذكره خشعوا

بنصرهم لإمـامِ الحـقِّ كُلّـهُـمُ

 

إلى جنـانِ العُلى من أجل ذا رُفعوا

فاعمل كما عملوا وانهج كما نهجوا

 

فهم لأهلِ الهُدى نهجَ الإبا شرعـوا

ووالِ آلَ رســولِ اللهِ إنَّـهــم

 

عمودَ عـزٍّ ومجـدٍ للعُلى رفعـوا

هُمُ الأباةُ التّقـاةُ الأكرمـونَ وهُـم

 

خيرُ الأنـامِ بقولِ الحقِّ قد صدعوا

أبـوهُـمُ سيِّـدُ الكونيـنِ حيـدرةٌ

 

إمـامُ حـقٍّ وصـدقٍ زانـه ورعُ

وصيُّ طهَ وزوجُ الطّهـرِ فاطمـةٍ

 

إلى السَّما منه نورُ الوجهِ يرتـفـعُ

كنزُ العلومِ وبابُ المُصطفى وهـوَ

 

البحرُ الخِضـمُّ بجُـلِّ العِلمِ مضطلِعُ

وجدُّهم أحمـدُ المُختـارُ سيِّـدُنـا

 

أئمةُ الحـقِّ متبوعـونَ ما تبـعـوا

صلّى عليهـم إلهُ العـرشِ إنَّهـم

 

منهاجَ عدلٍ ونبلٍ للورى وضـعُـوا

 

 

شاعر أهل البيت

الحاج جعفر الشيخ عباس حمندي

قصيدة بمناسبة وفاة الرسول الأكرم (ص)

 

قبـضَ النّبـيُّ فزادت الأكـدار

 

دهتِ العِبـادَ مصائبٌ وشنـارُ

قبـضَ النبيُّ فيالـهُ منْ حـادثٍ

 

جَللٍ بهِ قـدْ مـادَتِ الأمصـارُ

قبضَ النَّبيُّ بفقدِه سـودَ الفَضـا

 

حزناً عليـهِ لأنَّـهُ المُخـتـارُ

حزنت بيـومِ وفاتـهِ الأخيـارُ

 

لكنّمـا فرحـتْ بـهِ الأشـرارُ

قد جاءَ يدعو للإلـهِ معـاشِـراً

 

غلظَ القلوبِ تحوطُهـا الأوزارُ

وعليهِ من نورِ الرِّسالةِ كوكـبٌ