من هم قوم عاد ومن هو نبيهم واين كانت مدينتهم
؟
عاد هم القوم الذين
ذكرهم الله في القران الكريم في آيات عدة وقال عنهم بأنهم عصوا نبي الله هود
ولم يستجيبوا لدعوته اذ كانوا يعبدون الاصنام فأهلكهم الله بريح صرصر عاتية اي
ريح شديدة الصوت وعاتية اي قوية شديدة في سرعتها وقوتها، فأهلكتهم جميعا عدا
هود والذين امنوا معه، فقد استمرت هذه الريح العاتية سبع ليال وثمانية أيام
حسوما اي متتابعات كما في قوله تعالى:[وَأَمَّا عَادٌ
فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ، سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ
لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ
كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ، فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ؟]،
(اعجاز نخل خاوية اي اصول نخل خاوية اي فارغة وساقطة على الارض)، كما قال الله
عن قوم عاد في سورة هود ما يلي:[وَإِلَى عَادٍ
أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ الله مَا لَكُم مِّنْ إِلَـه
غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ {٥٠} يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ
تَعْقِلُونَ {٥١} وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ
إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى
قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ {٥٢} قَالُواْ يَا هُودُ مَا
جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا
نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ { ٥٣}].
وكذلك قال الله عنهم في سورة فصلت
ما يلي: [فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ
صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَة عَادٍ وَثَمُودَ {١٣} إِذْ جَاءتْهُمُ الرُّسُلُ
مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِن خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ،
قَالُوا لَوْ شَاء رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَائِكَة فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ
بِهِ كَافِرُونَ {١٤}، فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ
الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً؟ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ الله
الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا
يَجْحَدُونَ {١٥}، فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ
نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُم عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ{١٦}]
اكتشاف مساكن عاد
لقد حدد القرآن مكان
قوم عاد في الأحقاف، والأحقاف جمع حقف وهي المناطق العالية الكثيفة من الرمل،
ولكن لم يعيين موقعها، إلا أنه اعطى ملامح عنها كما في الآيات التالية من سورة
الاحقاف:
[وَإذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ، وَقَدْ خَلَتِ
النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا الله
إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ]، والاحقاف هي
المناطق العالية من الرمل كما تقدم
كما أخبر القرآن
الكريم أن قوم عاد بنوا مدينة اسمها (إرم) ووصفها القرآن بأنها كانت مدينة
عظيمة لا نظير لها في تلك البلاد، في سورة الفجر حيث قال سبحانه :[أَلَمْ
تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ، إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ، الَّتِي لَمْ
يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ]
وقد ذكر المؤرخون أن
عاداً كانت تعبد الاصنام فارسل الله هودا نبيا لهم وهو من قومهم حيث دعاهم
لعبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام تجنبا للعذاب الالهي الذي سينزل بهم ان
استمروا على حالهم، ولكن قومه عاد احتقروا هوداً ووصفوه بالسفه والطيش والكذب،
كما قص الله في كتابه الكريم في سورة الاعراف بقوله:
[وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُم
مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ، قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ
كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ
مِنَ الْكَاذِبِينَ، قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَٰكِنِّي
رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ، أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا
لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ، أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ
عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ
مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا
آلَاءَ اللهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللهَ
وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن
كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ، قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ
وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم
مَّا نَزَّلَ اللهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ
الْمُنتَظِرِينَ، فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا
وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا
مُؤْمِنِينَ] (سورة الاعراف الايات٦٤-٧١)
كما ورد ذكرهم في
سورة الشعراء كذلك حيث اوضح الله في كتابه أن قوم هود لم يقوموا بحق الشكر لنعم
الله عليهم، بل انغمسوا في الشهوات، وتكبروا في الأرض فكانت عاقبتهم الهلاك،
فقال في القران على لسان نبيهم هود: [أَتَبْنُونَ
بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ، وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ
تَخْلُدُونَ ، وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ، فَاتَّقُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُونِ، وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ، أَمَدَّكُم
بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ، وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ
عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ، قَالُوا سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن
مِّنَ الْوَاعِظِينَ، إِنْ هَٰذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ، وَمَا نَحْنُ
بِمُعَذَّبِينَ، فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً
وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ] الشعراء اية (١٢٨-١٣٨)
ونلاحظ أن الآيات
أشارت إلى أن قوم عاد كانوا مشهورين في القوة والترف وبناء القصور الفارهة
ولكنهم لما عصوا رسولهم أنزل الله عليهم العذاب بإرسال الريح العاصفة المحملة
بالغبار والأتربة والتي غمرتهم وقضت عليهم كما في الآيات السابقة، ان أهم
النقاط التي تطرق القرآن لذكرها في قصة هود فهي ما يلي:
* أن قوم هود كانوا يسكنونه
في الأحقاف والأحقاف هي الأرض الرملية الكثيفة والتي حددها المؤرخون انها تقع
بين اليمن وعمان.
* أنه كان لقوم عاد بساتين
وأنعام وينابيع كما في قوله تعالى: (وَاتَّقُوا
الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ ، أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ ،
وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)
* أن قوم عاد بنوا مدينة
عظيمة تسمى إرم ذات قصور شاهقة لها أعمدة ضخمة لا نظير لها في تلك البلاد كما
في قوله تعالى: (ألم ترى كيف فعل ربك بعاد إرم ذات
العماد، التي لم يخلق مثلها في البلاد).
* إنهم كانوا يبنون القصور
المترفة والصروح الشاهقة (أتبنون بكل ريع آية تعبثون،
وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون).
* لما كذبوا هوداً أرسل
عليهم الله ريحاً شديدة محملة بالأتربة قضت عليهم وغمرت مدينتهم بالرمال، ولكنه
لم يعلم دقيقا مكان قوم عاد
الا انه بعد البحث
والتنقيب تم اكتشاف مدينة ارم ذات العماد مدفونة في موقع أعمدة الرجاجيل وهو
موقع أثري في منطقة الجوف بين اليمن وعمان، ويتكون الموقع من خمسين مجموعة من
الأعمدة الحجرية المنتصبة والمسماة بالرجاجيل، وتتكون من عدد من الأعمدة
الحجرية المنحوتة من الحجر الرملي، ويتراوح عددها من ثلاثة إلى سبعة أعمدة،
ويصل ارتفاع بعض الأعمدة القائمة إلى أعلى من ثلاثة أمتار، فيما تبلغ سماكتها
نحو ستين سنتيمتر، فكيف تم هذا الاكتشاف الاثري؟
في بداية عام 1990
ميلادي امتلأت الصحف العالمية الكبرى بتقارير تحت عناوين شتى منها "اكتشاف
مدينة عربية خرافية مفقودة " و " اكتشاف مدينة عربية أسطورية "، والأمر الذي
جعل ذلك الاكتشاف مثيراً للاهتمام هو الإشارة إلى ان ذكر تلك المدينة قد وردت
في القرآن الكريم، ومنذ ذلك الحين فإن العديد من الناس الذين كانوا يعتقدون أن
"عاداً" التي تحدث عنها القرآن الكريم هي أسطورة لا يمكن اكتشاف مكانها، لم
يستطيعوا إخفاء دهشتهم أمام ذلك الاكتشاف الذي تم انجازه بواسطة العالم الاثري
"نيكولاس كلاب" فهو الذي اكتشف تلك المدينة التي ذُكرت في القرآن الكريم، حيث
انه كان مغرما بكل ما هو عربي مع كونه منتجاً للأفلام الوثائقية حيث عثر على
كتاب مثير جداً بينما كان يبحث حول التاريخ العربي وكان اسم ذلك الكتاب "أرابيا
فيليكس" لمؤلفه "بيرترام توماس" وهو باحث الإنجليزي ألفه عام 1932، و"أرابيا
فيليكس" هو الاسم الروماني للجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية والتي تضم
اليمن والجزء الأكبر من عمان، وقد أطلق اليونان على تلك المنطقة اسم "العرب
السعيد"، وسماها العرب في القرون الوسطى "اليمن السعيد" لان السكان القدامى
لتلك المنطقة كانوا أكثر الناس في عصرهم تمتعا بالحياة بسبب موقعهم الاستراتيجي
حيث أنهم اعتُبروا وسطاء في تجارة التوابل بين بلاد الهند وبلاد شمال شبه
الجزيرة العربية، ومن ناحية أخرى فإن سكان تلك المنطقة اشتهروا بإنتاج "اللبان"
وهو مادة صمغية عطرية تُستخرَج من نوع نادر من الأشجار. وكان ذلك النبات لا يقل
قيمة عن الذهب حيث كانت المجتمعات القديمة تُقبل عليه كثيراً، ولكن الباحث
الإنكليزي "توماس" الذي الّف الكتاب توُفِى قبل أن يتمكن من إكمال بحثه، وبعد
أن راجع "كلاب" ما كتبه الباحث الإنجليزي في كتابه اقتنع بوجود تلك المدينة
المفقودة، فبدأ البحث عنها واستخدم "كلاب" طريقة علمية لإثبات وجود الاثار التي
تحدث البدو عن وجودها ثم غطتها الرمال العالية حيث وجد أن الآثار التي ذكرها
البدو موجودة بالفعل ولذا قدم طلب للالتحاق بوكالة ناسا الفضائية ليتمكن من
الحصول على صور لتلك المنطقة بالقمر الصناعي, وبعد عناء طويل، نجح في إقناع
السلطات بأن يلتقط صوراً للمنطقة، كما قام "كلاب" بدراسة المخطوطات والخرائط
القديمة بمكتبة "هانتينجتون" بولاية كاليفورنيا بهدف الحصول على خريطة للمنطقة،
وبعد فترة قصيرة من البحث وجد واحدة وكانت خريطة رسمها "بطلمى" عام 200
ميلادية، وهو عالم جغرافي يوناني مصري، وتوضح الخريطة مكان مدينة قديمة اكتُشفت
بالمنطقة والطرق التي تؤدى إلى تلك المدينة، وفي الوقت نفسه تلقى أخباراً
بالتقاط وكالة ناسا الفضائية للصور التي جعلت بعض آثار القوافل مرئية بعد أن
كان من الصعب تمييزها بالعين المجردة، وبمقارنة تلك الصور بالخريطة القديمة
التي حصل عليها, توصل "كلاب" إلى النتيجة التي كان يبحث عنها وهي أن الآثار
الموجودة في الخريطة القديمة تتطابق مع تلك الموجودة في الصور التي التقطها
القمر الصناعي، وهو ما يعني اكتشاف مكان المدينة الأسطورية التي كانت موضوعاً
للقصص التي تناقلتها ألسن البدو، وبعد فترة وجيزة بدأت عمليات الحفر وبدأت
الرمال تكشف عن آثار المدينة القديمة ولذلك وُصفت المدينة القديمة بأنها
(أسطورة الرمال)، فمنذ اللحظة التي بدأت فيها بقايا المدينة في الظهور كان من
الواضح أن تلك المدينة المحطمة تنتمي لقوم "عاد" والاعمدة الضخمة هي لمدينة
"إرَم Iram" التي ذُكرت في القرآن الكريم في سورة الفجر والتي أنشأت لِكي
تَكُونَ فريدةَ جداً حيث تبدو مستديرة ويمر بها رواق معمّد دائري، بينما كُلّ
المواقع الأخرى في اليمن حتى الآن التي اكتشفت كانت أبنيتها ذات أعمدة مربعة،
ويُقالُ بأن سكان مدينة أرم بَنوا العديد مِنْ الأعمدةِ التي غطيت بالذهبِ أَو
صَنعتْ من الفضةِ وكانت هذه الأعمدةِ رائعة المنظر وقد تم تصويرها اليوم وهي
تقع على عمق 10 أمتار تحت طبقات من الرمال الصحراوية، وتتميز بأعمدتها الضخمة
والتي تم تصويرها وتثبيت موقعها عبر أحد الأقمار الصناعية الأمريكية المتطورة.
إن الذي يسافر إلى جزيرة
العرب يلاحظ انتشار الصحارى بكثرة في معظم المناطق باستثناء المدن والمناطق
التي زرعت لاحقاً، ولكن كشفت السجلّات التاريخية أن هذه المنطقة تعرضت إلى
تغيرات مناخية حولتها إلى صحارى، والتي كَانتْ قبل ذلك أراضي خصبة مُنْتِجةَ
فقد كانت مساحات واسعة مِنْ المنطقةِ مغطاة بالخضرة كما أخبر القرآن عن دعوة
نبي الله هود لقومه بقوله:[واتقوا الذي أمدكم بما
تعلمون، أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون، إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم]،
ولقد كَشفَت صور الأقمار
الصناعية التي ألتقطها أحد الأقمار التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا عام
1990 عن نظامَ واسع مِنْ القنواتِ والسدودِ القديمةِ التي استعملت في الرَيِّ
في منطقة قوم عاد والتي يقدر أنها كانت قادرة على توفير المياه إلى 200.000
شخصَ، كما تم تصوير مجرى لنهرين جافين قرب مساكن قوم عاد، والتي ذكر أحد
الباحثين الذي أجرى أبحاثه في تلك المنطقة عنها قائلا: "لقد كانت المناطق التي
حول مدنية مأرب خصبة جداً ويعتقد أن المناطق الممتدة بين مأرب وحضرموت كانت
كلها مزروعة"، كما وَصفَ الكاتبُ القديم اليونانيُ Pliny هذه المنطقةِ أنْها
كانت ذات أراضي خصبة جداً وكانت جبالها تكسوها الغابات الخضراء وكانت الأنهار
تجري من تحتها، ولقد وجدت بعض النقوشِ في بَعْض المعابدِ القديمةِ قريباً من
حضرموت، تصور بعض الحيوانات مثل الأسود التي لا تعيش في المناطق الصحراوية وهذا
يدل دلالة قاطعة على أن المنطقة كانت جنات وأنها مصداقاً لقول القران على لسان
نبي الله هود ع [واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون، أمدكم
بأنعام وبنين وجنات وعيون، إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم]
أما سبب اندثار حضارة
عاد فقط فسّرته مجلة m'interesse الفرنسية انه قد كان بسب التعرض إلى عاصفة
رملية عنيفة أدت إلى غمر المدينة بطبقات من الرمال وصلت سماكتها إلى حوالي
12متر، وهذا تماماً هو مصداق لقوله تعالى في كتابه الكريم:
(فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي
أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُم عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ).
🌿مع اطيب التحيات من🌿
نبيل شعبان