قراءة في خطبة الرسول الأعظم (ص) في استقبال شهر رمضان

 

   نقرأ في هذه الخطبة الجليلة جانب لبيان فضائل شهر رمضان وخصوصياته التي تميزه عن غيره من الشهور , منها ان أيام شهر رمضان ولياليه وساعاته هي افضل من مثيلاتها في باقي الشهور , كما ان من خصوصيات شهر رمضان ان نزل فيه القران وان فيه ليلة القدر بكل جلالها وجمالها وعظمتها وانها خير من الف شهر.
   هذا جانب وهناك جانب اخر تظهر مفردات خطبة الرسول الاكرم فضائل وخصوصيات الصائمين في شهر رمضان وما اعد لهم من مغفرة ورحمة وبركة , فورد في نص كلام الرسول (ص) (هو شهر دعيتم فيه لضيافة اللـ وجعلتم من اهل كرامة اللـه ) ،

ومن حقنا ان نسأل اية كرامة هذه التي ادخرت للصائمين في هذا الشهر العظيم.

الكريم : هو الشيء الحسن النفيس وهو وصف كالسخاء فالكريم هو المعطي فوق الاستحقاق ومن غير سؤال لكن السخي هو المعطي عن سؤال. وهو اسم من اسماءه تعالى الحسنى.

   ولو راجعنا آيات القران لوجدنا ان اللـه قد كرم الانسان لإنسانيته فقال تعالى انه قد كرم بني ادم .. (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) الاسراء 70 ... وهي كرامة عامة شاملة لكل البشر و مرجعها الكرامة التكوينية في خلقة الانسان.

   وهناك آيات قرآنية يشير مضمونها الى كرامة الانسان التشريعية، فالله تعالى حرم الغيبة والنميمة والبهتان والتجسس كما حرم دمه وماله وعرضه، وحتى بعد الموت كرم اللـه تعالى الميت بان شرع غسله وتكفينه ودفنه.
وكل ما ذكر يقع تحت عنوان الكرامة العامة الشاملة.

   وكما ان الرحمة منها العامة الشاملة لكل الكائنات ومنها الخاصة للمؤمنين يوم القيامة ، كذلك يمكن ان يكون هناك منها الكرامة العامة ومنها الكرامة الخاصة وهي للصائمين في شهر رمضان لا ينالها غيرهم – كما ورد في خطبة الرول الأعظم - و من مصاديق هذه الكرامة الخاصة ما تممته خطبة النبي ص من الكلام كتفسير لها, (انفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول ودعاءكم فيه مستجاب) وما يلي ذلك من خصوصيات قراءة القران وافطار الصائم المؤمن وصلة الرحم وتحسين الخلق من جزاء عظيم لا مثيل له في غير شهر رمضان وخاصة ما ورد من عتق الرقاب من النار في هذا الشهر المبارك الذي يكاد ان ينفرد به شهر رمضان.

   هذا ما صرحت به مفردات الخطبة وما لم تصرح به اجل واعظم فمضمار المنافسة والمسابقة مبسوط للمتسابقين ومضاعفة اللـه تعالى الاجر والثواب من جميل ما وعد اللـه تعالى للعاملين.

 

محرم الحرام 1432 هجرية - 2010 
huda-n.com