الامام علي بن الامام الحسين   - السجاد (عليه السلام)

 


   هو رابع ائمة الهدى و اهل البيت وجده الامام امير المؤمنين (ع) وجدته فاطمة الزهراء (ع) ، ابوه الامام الحسين (ع) وعمه الامام الحسن (ع) وامه يقولون ان اسمها (شاهزنان) اي سيدة النساء . بولادته عمت الفرحة في بيت النبوة والامامة و وصل النبأ الى جده الامام علي بن ابي طالب (ع) فسجد لله شكراً وسماه (علياً) ثم اذن في اذانه اليمنى واقام في اليسرى .كان ذلك في الخامس من شهر شعبان في عام (38) هجري .

   لكن الذي عكر اجواء الفرحة والسرور ما حصل لام الوليد الجديد فقد ماتت في ايام نفاسها. احتضنته احد نساء ابيه فشملته برعايتها وحنانها نشأ في صغره لا يعرف اماً غيرها. وكان من عادته ان لا يأكل معها في صحن واحد حتى ان كان واسعاً فسألوه عن سبب ذلك فقال: (اخشى ان تسبق يدي الى ما سبقت اليها عينها) ومن بر والديه دعاؤه لهما في الليل والنهار .

   وفي السنة الرابعة من عمره فجع في مقتل جده الامام علي (ع) في محراب مسجد الكوفة .وفي السنة الرابعة عشر من عمره رأى بأم عينه ما اصاب عمه الامام الحسن (ع) من السم الذي دس اليه في العسل عن طريق زوجته .

   عاش الامام زين العابدين (ع) حوالي 24 عاما مع ابيه الامام الحسين (ع) و شاهد فترة بني امية و زعيمهم معاوية بن ابي سفيان و رأى الفساد الذي مارسه الحكم الاموي ومطاردة المؤمنين .

    وبعد استلام يزيد الحكم عقب هلاك ابيه معاوية رفض الامام الحسين (ع) الرضوخ ليزيد الفاسق وخرج من المدينة الى مكة ثم العراق مع اهله وبيته معلناً الثورة ضد حكم بني امية وكان الامام علي بن الحسين (ع) مع الركب الحسيني حين وصلوا الى ارض طف كربلاء لكن مشيئة الله سبحانه وتعالى شاءت ان يكون الامام زين العابدين (ع) مريضاً عليلاً في كربلاء لا يقوى على حمل السيف والقتال .

    كان المرض قويا حتى لم يستطع القيام من الفراش ، ولما قتل عمه العباس (ع) التفت ابوه الامام الحسين (ع) فلم يرى احد ينصره ونظر الى اهله واصحابه مجزرين كالاضاحي صاح الامام الحسين باعلى صوته (اما من مغيث يغيثنا ؟ ما من مجير يجيرنا؟ اما من طالب حق ينصرنا؟ اما من موحد يخاف الله فينا؟) لم يتملك الامام زين العابدين (ع) دون ان نهض من فراشه وتناول سيفه و مشى يتوكأ على عصا وخرج من الخيمة نحو ميدان المعركة .....لما راه الامام الحسين (ع) صاح بأم كلثوم : احبسيه لئلا تخلوا الارض من نسل آل محمد. بعد استشهاد الامام الحسين (ع) تحمل الامام زين العابدين (ع) مسؤولية الامامة وهو يرى الاعداء يتدافعون على الخيام يضرمون فيها النار..

    ومن القابه وكناه: ابو الحسن ، ابو محمد ، أبو عبدالله ، ابو الثفنات ، زين العابدين ، سيد العابدين ، السجاد ، الزكي ومنار المتقين .

    كانت شهادته يوم 25 من شهر محرم عام 95 هجري ودفنه ابنه الامام محمد الباقر (ع) في البقيع قرب جدته فاطمة الزهراء (ع) وعمه الامام الحسن (ع).

إبتهال ياسر آل عيسى

محرم الحرام 1432 هجرية - 2010 
huda-n.com