سورة الرحمن عروس القران


ورد عن الإمام موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله قال: لكل شئ عروس وعروس القرآن سورة الرحمن جل ذكره، ورواه في الدر المنثور عن البيهقي عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله


• أنّ مصطلح «العروس» يطلق في اللسان العربي على المرأة والرجل ما داموا في مراسيم الزواج، وبما أنّ المرأة والرجل في تلك المراسم في أفضل وأتمّ الحالات وأكمل الإحترامات، ومن هنا فإنّ هذا المصطلح يطلق على الموجودات اللطيفة جدّاً وموضع الإحترام.


• بدأت السورة بالإسم المبارك (الرحمن) الذي يشير إلى صنوف الرحمة الإلهية الواسعة وهي السورة الوحيدة في القرآن افتتحت بعد البسملة باسم من أسماء الله عز اسمه، وهو من الأسماء الخاصة به تعالى لا يسمى به غيره، وتنهي آياتها بإجلال وإكرام البارئ سبحانه، للإشارة الى ان اسمائه الحسنى وصفاته دخلاً في نزول البركات والخيرات من عنده.


• توضّح هذه السورة بصورة عامّة النعم الإلهية المختلفة، سواء كانت ماديّة أو معنوية، والتي تفضّل بها الباريء عزّوجلّ على عباده وغمرهم بها، ويمكن تسميتها لهذا السبب بـ (سورة الرحمة) أو (سورة النعمة)


• كررت الآية (فبأي آلاء ربكما تكذبان) إحدى وثلاثين مرة وهو استفهام مشوب بعتاب لتأكيده سبحانه بإقرار عباده بالنعم التي تفضّل بها عليهم فهذه السورة تبيّن الرحمة الإلهيّة للإنس والجنّ في مقاطع قصيرة أعطت وزناً متميّزاً للسورة، وخاصّة إذا قريء بالمعنى المعبّر الذي يستوحى منها، فإنّ حالة من الشوق والإنبهار تحصل لدى الإنسان المؤمن.


• تتضمن السورة الإشارة إلى خلقه تعالى العالم بأجزائه من سماء وأرض وبر وبحر وإنس وجن ونظم أجزائه نظما ينتفع به الثقلان الإنس والجن في حياتهما وينقسم بذلك العالم إلى نشأتين: نشأة دنيا ستفنى بفناء أهلها، ونشأة أخرى باقية تتميز فيها السعادة من الشقاء والنعمة من النقمة.


• أن دار الوجود من دنياها وآخرتها ذات نظام واحد مؤتلف الاجزاء مرتبط الابعاض قويم الأركان يصلح بعضه ببعض ويتم شطر منه بشطر.


• بيان المنن والنعم والهبات الإلهيّة المختلفة والعظيمة وأولها النعم الإلهية الكبيرة كتعليم القرآن وخلق الإنسان وتعليمه البيان، وخصوصية خلق الإنس والجنّ، والآيات والدلائل الإلهيّة في الأرض والسماء، وبعد تجاوز النعم الإلهية على الإنسان في الدنيا تتحدّث الآيات عن نعم الله في عالم الآخرة بدقّة وظرافة، وهي نشأة الرجوع الى الله وجزاء الأعمال، خاصّة عن الجنّة، وبصورة أعمّ وأشمل عن البساتين والعيون والفاكهة وحور العين وأنواع الملابس من السندس والإستبرق، وأخيراً الحديث عن مصير المجرمين وجزائهم المؤلم المحسوب.


• فضيلة تلاوة هذه السورة ما ورد من حديث الرّسول (ص): «من قرأ سورة الرحمن رحم الله ضعفه، وأدّى شكره، وأنعم الله عليه»، وعن الصادق (ع): «لا تَدعوا قراءة سورة الرحمن والقيام بها، فإنّها لا تقرّ في قلوب المنافقين، ويأتي بها ربّها يوم القيامة في صورة آدمي في أحسن صورة، وأطيب ريح حتّى يقف من الله موقفاً لا يكون أحد أقرب إلى الله منها فيقول لها: من الذي كان يقوم بك في الحياة الدنيا ويدمن قراءتك؟ فيقول: ياربّ فلان وفلان، فتبيض وجوههم. فيقول لهم: اشفعوا فيمن أحببتم فيشفعون حتّى لا يبقى لهم غاية ولا أحد يشفعون له، فيقول لهم: ادخلوا الجنّة واسكنوا فيها حيث شئتم»، كما ورد عنه (ع): «من قرأ سورة الرحمن فقال عند كلّ: (فبأي آلاء ربّكما تكذّبان): لا شيء من آلائك ربّي اُكذّب، فإن قرأها ليلا ثمّ مات مات شهيداً، وإن قرأها نهاراً فمات مات شهيداً».
 

اعداد الدكتور صادق جعفر حمندي


 

 

محرم الحرام 1432 هجرية - 2010 
huda-n.com