بكاؤنا وتباكينا على سيد الشهداء الحسين عليه السلام

 

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة و السلام على سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم و آله الطيبين الطاهرين.


ورد في الاحاديث المعتبرة بأن البكاء على الامام الحسين عليه السلام او حتى التباكي عليه يوجب دخول الجنة.
قد يذهب فكر القارئ لهذه الاحاديث للوهلة الاولى ان الانسان الباكي على الامام اصبح من اهل الجنة و علة دخوله هو البكاء. و عليه فانه يستطيع ان يعمل ما يعمل من المعاصي و الخطايا في حياته و كأن الامام عليه السلام قدم نفسه من اجل ان يرتكب الناس مثل هذه الاعمال الشنيعة.و هذا المعتقد الفاسد الذي يعتقده البعض هو دخيل على الاسلام و مذهب التشيع ، حيث من الواضح و الجلي ان هذا المعتقد يشابه الى حد ما الذي قالت به المسيحية في اناجيلها المحرفة, فكما المسيح ارتضى أن يُصلب كي يفتدي البشر من ذنوبهم، فقد استشهد الإمام الحسين عليه السلام كي يطهّر الاُمّة من ذنوبها ويكون شفيعها. وكما ترى عزيزي القارئ ان هذا التفسير هو تفسير مسيحي للثورة الحسينية.
و الذي يجب ان يقال هنا ان عملية البكاء توجب الانسان دخوله الجنة يوم القيامة متى ما تساوت حسناته و سيئاته ولم يبقى في دفتر اعماله سوى هذا البكاء على سيد الشهداء عليه السلام قطعاً ستكون له الجنة. اذن عزيزي القارئ لا يجب التفكير بأن البكاء وحده كافي للخلاص و النجاة يوم القيامة و انما يجب ان يكون دائما مستذكراً بان العقوبة سوف تكون قادمة في حالة عدم تركه المعاصي ، و عليه فعلى الانسان العاقل اذا ما اراد ان يكون من اهل الجنة ان لا يفرط من وقته في عمل الواجبات و ترك المحرمات وان يجتهد في تحصيل العلوم الحقة و العمل بها في سبيل نيل سعادته الدنيوية و الاخروية و عدم التهاون في ترك المستحبات لانها قد تكون هي المنقذ له في ميزان اعماله يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من اتى الله بقلب سليم.
أما موضوع الحث على التباكي فالمقصود منه ليس التباكي من اجل اظهار مدى تعلق الانسان و حبه للامام امام الناس (رياءاً) و انما هو تكلف الانسان البكاء في المواقف التي يرى انها حقيقة تستوجب منه البكاء , و هذا التكلف انما يكون عندما يرى في قلبه لحظة جفاف للمشاعر فيتكلف البكاء عسى ان يستجيب قلبه و تستجيب مشاعره لنداء عقله.


السيد ياسر ال عيسى

 

محرم الحرام 1432 هجرية - 2010 
huda-n.com