تأمل وفكر

 
ان الايات القرانية المختلفة حول مبدأ خلق الانسان تشير :-
أ‌- انه كان من التراب ابتداء قال تعالى: ( فإنا خلقناكم من تراب ) الحج 5
ب‌- ثم خرج مع الماء واصبح طينا قال تعالى :( هو الذي خلقكم من طين ) انعام 2
ح- ثم اصبح بصورة طين خبيث الرائحة قال تعالى :( اني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون ) الحجر 28
ء – ثم اصبح مادة في حالة لاصقة قال تعالى :( انا خلقناهم من طين لازب ) الصافات 11
ه – ثم يتحول الى حالة يابسة ويكون من قال تعالى :(خلق الانسان من صلصال كالفخار ) الرحمن 14

التوقف على مضامين الآيات والتعمق بها لا يكشف الا عن جهلنا عن ماهية هذه المراحل والمدد التي تستغرقها وفي اي الظروف تحدث ومشيرة الى حقيقة واضحة بينة هي : محدودية علمنا وادراكنا وان الله هو العالم بها فقط فالسؤال هنا لماذا تذكرها الآيات القرانية لنا مع عدم القدرة مع ادراكنا لها . للجواب نقول : هذا كلام صحيح في مجمله ولكن في نفس الوقت يمكن الاستفادة من هذه التعابير الكاشفة عن وجود ارتباطا وثيقا مع الامور التربوية للإنسان التي يجليها البيان القراني مشيرا الى ان المادة الاوليه لخلق الانسان هي مادة لا قيمة لها ومن احقر المواد على الارض وان الله تعالى يخلق منها مخلوقا ذا شان بل يمثل قمة المخلوقات على وجه الارض .
عندئذ سيعرف الانسان ويهتدي الى قيمته الحقيقية في عالم الوجود ويسير في طريق التكامل على بينه من امره .

 

محرم الحرام 1432 هجرية - 2010 
huda-n.com