لماذا استصحب الامام الحسين الامام السجاد يوم الطف

رب سائل سأل عن الحكمة التي اقتضت بان يكون الامام السجاد وسط حومة تلك الواقعة المؤلمة و الاحداث الدامية ولماذا صحب اباه ؟ و لماذا استصحبه ابوه؟ اما كان الاجدر - والامام هو البقية الباقية ووراث هذا المنصب القيادي - ان يكون على اقل تقدير بعيداً عن اخطار القتل وان يتجنب الاحداث الدامية تلك التي كادت تفقده حياته لولا مرضه الذي حال بينه وبين ان يكون في اعداد ضحايا كربلاء....؟

او لم يكن من مهمات الامام الحسين ان يحافظ على ولده  والامام بعده وهو الذي لم يكن غافلاُ عما سوف يلاقيه...؟ ولم اودع الحسين عليه السلام اسرار الامامة و مقاليد الامر عند ام سلمة خوفاً عليها و امرها بان تسلمها الى ولده علي ولم يحافظ على ولده بتركه في الحجاز بعيداً عن متناول السيوف..؟

والجواب على تلك التساؤلات وغيرها باختصار هو ان ترك الامام السجاد في مكة او المدينة كان امراً غير مقدور اولا وان اصطحابه عمل ضروري ومهم ثانياً.

اما كونه عملاً ضرورياً ومهماً فلأن صحبة الامام السجاد لأبيه في تلك الوقائع و المذابح وخروجه منها سالماً يؤكد على قداسة الامام في قلوب اتباعه ويكون له الاثر الكبير في توجه الناس اليه وتعاطفهم معه بل و اعتراف الشيعة بإمامته ، أما لو كان من المتخلفين عن الالتحاق بابيه لتعرض وجوده الديني لدى الناس الى خسارة كبيرة و لعانى صعوبة بالغة في اقناع الناس به وتعاطفهم معه بل و شد شيعة ابيه اليه و خصوصاً وسط تلك الظروف الصعبة و الجهل و الخطأ في فهم الامامة و اشخاصها.

اضافة الى ان مشاهدة الامام لما وقع على ابيه و استصحابه له يعتبر مشاركة منه بكل احداث كربلاء ويمنحه رصيداً كبيراً في الامة ينطلق منه في نقل ما حدث من عظيم  الامر و شديد الخطب وبذلك يقدر ان يحفظ  لقضية  الحسين حيويتها و فعاليتها  بأثارة العواطف و شد القلوب الى تلك المذبحة التي فعلها الامويون بابيه و اسرته و اصحابه و من جهة اخرى فان استصحاب الامام لأبيه له اثر كبير في شخص الامام نفسه لان المحن الكبار تصنع الرجال الكبار فكانت كربلاء عملية بناء لشخصية الامام الفذة مع ما هو عليه من الكمال و العصمة فهي ابتلاء من الله ليصنع الامام و يصطنعه لنفسه عز وجل.

والحمد لله رب العالمين

السيد مازن احمد

محرم الحرام 1432 هجرية - 2010 
huda-n.com