الاقلال من الدنيا    11

 

عن امير المؤمنين ع في تنبيه الناس لحقيقة الدنيا قال :
[انَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثاً، وَلَمْ يَتْرُكْكُمْ سُدىً، وَمَا بَيْنَ أَحَدِكُمْ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ إِلاَّ الْمَوْتُ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ].
فالله لم يخلق العباد للعبث وهو القائل[أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ؟] ولم يخلقهم للعب واللهو [لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ] بل ان للخلق هدف اخر يتضح في وجود الاخرة والذي يتبينه الانسان بعد الموت حين تنكشف له الحقائق بواقعها الفعلي، وهو ما يشير اليه الامام من ضرورة مواجهة هذه الحقيقة والاستعداد لها مسبقا فالخوف من المخاطر واخفاء الراس في التراب لئلا يراها الانسان، لا يبدد المخاوف ولا يبعدها وانما العمل المدروس المبني على العلم والمعرفة هو الذي يقي اضرارها، وهل هناك خطر اكبر من الموت الذي سيواجهه الانسان عند حلول اجله والذي ينتهي به الى الجنة او النار؟ ولذا يشرح الامام حقيقة الحياة ومقاصدها وينبه للاستفادة منها قبل معاجلة الموت .


[ وَإِنَّ غَايَةً تَنْقُصُهَا اللَّحْظَةُ، وَتَهْدِمُهَا السَّاعَةُ(اي الموت)، لَجَدِيرَةٌ بِقِصَرِ الْمُدَّةِ ].
والمراد بالغاية هو الاجل الذي ضربه الله للانسان لنهاية حياته الدنيوية، فكل لحظة تمر من عمر الانسان تنقص من المدة الباقية لاجله والذي يقطعه ويهدمه الموت، ومن كان كذلك عمره فهو جدير بالاعتبار بقصر المدة المتاحة امامه.
[وَإِنَّ غَائِباً (اي الموت)يَحْدُوهُ(اي يسوقه) الْجَدِيدَانِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، لَحَرِيّ بِسُرْعَةِ الاَْوْبَة(اي برجوع الانسان الى ربه والتوبة اليه)].
فان الموت الذي يسوقه حركة الليل والنهار ليقترب كل يوم من وصوله الى ساعة الصفر التي ينهي بها عمر الانسان او كما قال ع اذا كنت في ادبار والموت في اقبال فما اسرع الملتقى وهو ما يلزم الانسان من الالتفات الى الاسراع في التوبة الى الله واعداد الزاد من العمل الصالح قبل ان يسبق اليه الموت.

وللحديت خاتمة

 

محرم الحرام 1432 هجرية - 2010 
huda-n.com

Th_7_MH_less Dunia10.html