نور من نهج البلاغة
16
عن امير المؤمنين ع في تتمة خطبته
عن صفات المتقين قال:
مَكْظُوماً غُيْظُهُ (اي
ممسكا لنفسه عند الغضب فلا يندم على قول او فعل)،
الْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ
(اي متوقع منه المشاركة في كل خير يدعى اليه)،
وَالشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ
(فلا يتوقع منه تسبيب الاذى للأخرين لطيب نفسه وسلامة فكره)،
إِنْ كَانَ فِي الْغَافِلِينَ
(عن ذكر الله) كُتِبَ فِي الذَّاكِرِينَ
(لبعده عن موارد السوء والفحشاء وارتكاب الذنوب)،
وَإِنْ كَانَ فِي الذَّاكِرِينَ
لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ (لوعيه وانتباهه لمعاني الكلمات فاذا سبح
او صلّى لا يغيب ذهنه عما يقوله او يفعله)،
يَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَهُ،
وَيُعْطِي مَنْ حَرَمَهُ، وَيَصِلُ مَنْ قَطَعَهُ (فهو بعيد عن ردود
الافعال او المقابلة بالمثل للانتقام من المقابل تخلقا بأخلاق الله وحججه
المعصومين)،
بَعِيداً فُحشُهُ (اي بعيدا
عن الكلام البذيء في احاديثه وكلامه)،
لينا قَوْلُهُ (فحديثه يتسم
بالأدب والذوق وعدم الخشونة في التعامل مع الاخرين)،
غَائِباً مُنْكَرُهُ (اي
بعيدا عن ارتكاب الذنوب وتسبيب الاذى للأخرين )،
حَاضِراً مَعْرُوفُهُ
(مسارعا الى الدعوة الى الخير والهدى في كل مجال يقدر عليه)،
مُقْبِلاً خَيْرُهُ، مُدْبِراً
شَرُّهُ (فطبيعة المؤمن قد انطوت على الخير والاحسان للناس بعيدة عن الشر
والاذى لهم في كل الامور)،
فِي الزَّلاَزِلِ وَقُورٌ
(اي لا يضطرب في الشدائد والمواقف الصعبة لإيمانه وتوكله على الله)،
وَفِي الْمَكَارِهِ صَبُورٌ
(وفيما يحل به من مكاره الدنيا واحداثها يصبر لها حتى تنجلي وتزول شدتها)،
وَفِي الرَّخَاءِ شَكُورٌ
(فلا تبطره النعمة وينسى ربه وما اوجبه عليه من اداء حقوق النعم)،
لاَ يَحِيفُ عَلَى مَنْ
يُبْغِضُ، (فلا يجور او يظلم من يكرهه فيحرمه حقه الواجب له شرعا او عرفا)،
وَلاَ يَأْثَمُ فِيمَنْ يُحِبُّ
(اي لا يعطي من يحب اكثر من حقه الواجب فيكون مأثوما في تفريطه بحقوق الله،
فهو يخشى الله من اتباع الهوى ومن حسابه الدقيق يوم القيامة).
التالي