الصلاة الخاشعة    62
 

"اقتران الصلاة على النبي بالصلاة على اله"

عن النبي ص عندما سئل عن كيفية الصلاة عليه قال:
[قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد].

   تقدم الحديث عن وجوب الصلاة على النبي في التشهد عند اداء الصلاة الا ان هذه الصلاة ينبغي ان تكون مقرونة بالصلاة على ال النبي كذلك، كما ورد في الروايات الكثيرة التي تنهى عن الصلاة البتراء والتي سيرد ذكرها لاحقا فان هذه الصلاة على ال النبي تتضمّن الاعتراف بالمقام السامي لأهل بيته الذين خصهم الله بالذكر المرافق لذكر نبيه ليكونوا القدوة والاسوة من بعده، وليكونوا الامناء على الدين والقائمين بتطبيقه وتنفيذه، وهي شهادة الهية عظيمة بحقّهم ومنزلتهم، فلئن كان المانع من نزول اية صريحة في القران بحق امامة امير المؤمنين من بعد النبي الخشية من تحريف كتاب الله وهجره الا ان ذلك لم يمنع من نزول الآيات التي تتحدث عن منزلة الامام واهل بيته بصورة غير مباشرة كقوله تعالى:

(إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)

وكذلك في موضوع الصلاة على النبي وأهل بيته كما ورد في الاحاديث الشريفة التالية
عن النبيّ (ص) أنّه قال:[لا تصلّوا علَيَّ الصلاة البتراء].
فقيل: يا رسول الله ما الصلاة البتراء؟
قال: تقولون: اللّهمّ صلّ على محمّد وتمسكون، بل قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد].

وعن أمير المؤمنين ع قال:
[كل دعاء محجوب عن السماء حتى يصلى على محمد وآل محمد].

وعن الامام الصادق ع انه سمع رجلا يقول اللهم صلّ على محمد، قال: [لا تبترها ولا تظلمنا حقنا، قل: وآل محمد].

   فذكر الصلاة على محمد واله مرتين في كل صلاة واجبة في التشهد (عدا صلاة الصبح التي يوجد فيها تشهد واحد)، والذي يعني ما مجموعه تسع مرات يوميا في الصلاة الواجبة انما هو دلالة على المقام العظيم لأهل البيت الذي اعطاه الله لهم، وكما هو موضّح في الروايات الكثيرة التي تتحدث عن منزلتهم ومقامهم ودورهم الاساسي في التشريع الالهي.

   ولهذا كان التأكيد على الصلاة على محمد وآل محمد كلما ذكرت الصلاة على النبي (ص) في الصلاة الواجبة او المستحبة او في غير اوقات الصلاة.

    كما يستحب للمؤمن بعد الانتهاء من الصلاة وتمجيد الله ان يذكر النبي ويدعو له بالصلاة المرويّة عن الامام الكاظم ع قبل الطلب من الله بما يريده من الحاجات الشخصية وهي الصلاة التالية:

(اللَّهُمَ صَلِّ عَلى مُحمَدٍ وآلِ مُحمّدٍ في الأوَلِين، وَصَلِّ عَلى مُحمَدٍ وآلِ مُحمَدٍ في الآخرِين، وَصلِّ عَلى مُحمَدٍ وَآلِ مُحمَدٍ في الَملاءِ الأعلى، وَصلِّ عَلى مُحمَدٍ وآلِ مُحمَدٍ في الُمرسَليِن، اللِّهُمَ أعطِ مُحمَداً الوَسِيلةَ والشَـرَفَ والفَضِيلَةَ والدَرجَةَ الكَبِيرَةَ، اللَّهم إنيّ آمنتُ بِمُحمَدٍ وَلَم أرهُ، فَلَا تَحرِمنِي يَومَ القِيَامَةِ رُؤيتَهُ، وارزُقنِي صُحبَتَهُ، وتَوفَّنِي عَلى مِلَّتِهِ، واسقِنِي مِن حَوضِهِ مَشرَباً رَوّياً سَائِغاً هَنِيئاً لَا أظمأ بَعدَهُ أبداً إنكَ عَلى كُلِ شَيءٍ قدير، اللَّهُمَ كما آمنتُ بِمُحمَدٍ وَلَم أرَهُ، فَعّرفنِي في الِجنَانِ وجهَهُ، اللَّهُمَ بَلّغ رُوحَ مُحمَدٍ (ص) عَنِي تَحيةً كَثِيرَةً وَسَلَاما).

وللحديث تتمة

محرم الحرام 1432 هجرية - 2010 
huda-n.com