صفات المؤمن  

 

الحلقات  :     1    2    3    4    5    6    7    8    9    10   11   12

 

الحلقة الاولى                                                                             اعلى الصفحة

عن امير المؤمنين عليه السلام قال في صفات المؤمن:

[المؤمن بُشـرُه في وجهه وحُزنه في قلبه]

اي ان المؤمن عندما يلتقي بالاخرين فان عليه يخفي مشاكله في قلبه ويتلقاهم بالبُشر والسرور وكانه ليست لديه مشكلة.

[اوسع شيء صدرا]

اي انه كثير التحمل لنقد الاخرين او اسرافهم في الكلام او الفعل فلا يعجل في اتخاذ المواقف نحوهم بل يتعامل معها بالصبر والعقل والحكمة.

[وأذل شيء نفسا]

فلا يرى في اعماق نفسه انه افضل من الاخرين منزلة او ايمانا او اصلا او شأنا فان تقدير ذلك يعود الى الله وحده وهو يعلم مدى تقصيره في حق الله هذا ان كان من المحسنين.

[يكره الرفعة]

فهو يكره ان يكون متميزا عن الاخرين بشـيء من الاشياء الدنيوية التي تعطيه اهمية او شأنا عند الناس لانه يعلم ان قيمة المؤمن هي بتقواه ورضا ربه عنه.

[ويشنأ السمعة]

اي يبغض ان يكون عمله لاجل اكتساب السمعة الحسنة بين الناس فان عمله لله فقط فلا يرجو ثوابا الا منه.

[طويل غمّه]

اي كثير الغم والحزن لانه يحمل هم الحساب في يوم القيامة وما فيه من دقة وصرامة في التقييم ويعلم صدق قوله تعالى { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا}.

[بعيد همه]

فهو يسعى لتحصيل الدرجات العلى في الجنة ولا يرضى باليسير منها.

[كثير صمته]

فلا يتكلم فيما لا يعنيه او يكون اثما عليه في الاخرة فان اللسان من اكثر اسباب العذاب في الاخرة.

[مشغول وقته]

اي ليس له وقت ضائع فكل وقته منصرف لاجل تحصيل الاخرة ونيل الدرجات عند ربه.

 

 

الحلقة الثانية                                                                               اعلى الصفحة

عن امير المؤمنين ع قال في تتمة الحديث السابق عن صفات المؤمن قال:

[شكور صبور]

فهو دائم الشكر لله مهما كانت الظروف والاحوال لا ينسى فضله الدائم عليه، وهو صبور على المكاره والاذى فان الدنيا لا تدوم على حال واحدة وان الامتحان الالهي هو قائم فيها على كل الاحوال.

[مغمور بفكرته]

اي مشغول في الفكر والتأمل والدراسة لما ينبغي عليه العمل فيه مع حساب للمتغيرات والاحداث المعاكسة فلا يدخل في الامور من دون تفكير واعداد مسبق.

[ضنين بخلته]

اي لا يكثر من العلاقات الاخوية مع الجميع الّا لمن كان اهلا للاخوّة حفاظا على عدم ضياع الوقت والجهد فان العمر في الدنيا قصير.

[سهل الخليقة]

بمعنى انه سهل الخلق معتدل الطبيعة يسهل التعامل والتفاهم معه.

[لين العريكة]

اي لين الطبع بعيد عن الخشونة والاذى ناعم في تعامله مع الاخرين فيألف مع الاخرين ويألفون معه ببساطة ويسر.

[نفسه اصلب من الصلد وهو اذل من العبد]

اي ان نفسه قوية صلبة لا تلين امام الهوى والشهوات والمغريات فهو مطيع لله ولكن من دون تكبر واعتداد واستعلاء على الاخرين بالطاعة بل يرى ان كل توفيق له هو عند الله ومن فضله عليه.

 

 

الحلقة الثالثة                                                                                اعلى الصفحة

 عن رسول اللهﷺقال:

[المؤمن بخير على كل حال، تنزع نفسه من بين جنبيه وهو يحمد الله]

اي ان المؤمن هو دائم الشكر لله في كل الاوقات والاحوال في الـسراء والضـراء، وفي العافية والبلاء، وفي الغنى والفقر، وفي اليسر والعسر، وحتى عند نزع روحه من بدنه لانه يعلم ان الله لطفا وفضلا واحسانا على الانسان في كل لحظة وان الله لا يختار لعبده الا الخير والرحمة البالغة.

وعن رسول اللهﷺفي حديث اخر قال:

[المؤمن مكفّر]

اي ان المؤمن عندما يخطأ بحق ربه او حق عبده فانه يسارع الى التكفير عن سيئاته بعمل الصالحات والخيرات ليجبر اخطائه الماضية وليزيل اثارها الدنيوية والاخروية.

وعن رسول اللهﷺقال:

[المؤمن اخو المؤمن، لا يدع نصيحته على كل حال]

اي ان المؤمن يبادر الى نصيحة اخيه المؤمن مهما كانت طبيعة العلاقة معه فان واجبه ان يقدم لاخيه النصيحة في كل الاحوال والاوقات.

عن الامام الباقر ع قال:

[انما المؤمن الذي اذا رضي لم يدخله رضاه في اثم ولا باطل]

اي ان المؤمن اذا احب شخصا او رضي عنه فان رضاه او حبه لا يمنعه عن قول الحق له او فيه فلا يكون الحب سببا لوقوعه بالإثم في الدفاع عنه بالباطل او مشاركته في الاعمال المحرمة او المكروهة.

[واذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق]

واذا ابغض المؤمن شخصا او غضب عليه فان سخطه او كرهه لا يدفعه للافتراء عليه او الانحياز عن الحق في تقييم اعماله واقواله لانه يخشى حساب الله في يوم القيامة يوم توزن جميع اعماله واقواله وافعاله ما خفي منها وما ظهر.

[والمؤمن الذي اذا قدر لم تخرجه قدرته الى التعدي والى ما ليس له بحق]

فلا ينبغي للمؤمن اذا ما حاز شيئا من القدرة في السلطة او المال او الشأن السياسي او الاجتماعي او القوة البدنية ان تدفعه قدرته الى الاعتداء على حقوق الاخرين او الاستحواذ على ما ليس له حق فيه فان قدرة الله عليه اعظم من قدرته

 

 

الحلقة الرابعة                                                                           اعلى الصفحة

عن الامام الصادق ع قال:

[المؤمن حسن المعونة]

اي انه يساعد الاخرين ويعينهم في اعمالهم الشخصية او الاجتماعية ويقف معهم في كل كبيرة وصغيرة يتمكن فيها من تقديم العون والمساعدة لهم.

[خفيف المؤونة]

فالمؤمن لا يكون مزاحما للاخرين عند اداء اعماله ولا يكلفهم بما لا يستطيعوه او يثقل عليهم ادائه ولا يلقي بثقله او عبئه على الاخرين في تدبير اموره في حضره او في سفره فالمرء اولى من غيره في انجاز اعماله وواجباته.

[جيد التدبير لمعيشته]

اي انه يكون حكيما وعاقلا في تدبير اسباب معيشته فلا يعتمد على ما ليس له خبرة فيه ولا يتبع المجازفات والامور غير المحسوبة والتي قد تنته بفشله المادي والنفسي. 

[لا يُلسع من جُحرٍ مرتين]

اي انه يتعض بما يصيبه من معاملة الناس فيما مضى من الاحداث والاعمال فلا يكرر الخطا معهم مرة اخرى بعد تشخيصهم ومعرفة حقيقتهم وطبيعتهم في السلوك والمواعيد.

 

 

الحلقة الخامسة                                                                             اعلى الصفحة

عن امير المؤمنين ع قال في صفات المؤمن:

[المؤمن دأبه زهادته]

اي ان سعيه الحثيث هو في تحصيل الزهد في الدنيا والاعراض عن زينتها ومطامعها وترك الاكثار من الامور التي تشده اليها لعلمه بانه سيترك كل شيء فيها بعد موته في عمره القصير فيها.

[وهمه ديانته]

فالشـيء المهم عند المؤمن هو حفظ دينه وسعيه في تحصيل الكمال فيه لانه سيكون وسيلة لرفعته الدنيوية  بالقرب من الله والعمل بما يريده منه، وسببا لنيل المنزلة الاخروية بما حصل عليه من العلم والعمل في الدنيا فالاخرة هي ثمرة جهد الانسان في حياته الدنيوية {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ، وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا، وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}

[وعزه قناعته]

اذ بالقناعة والرضا برزق الله وفضله تزول الحاجة للاخرين وينال المؤمن عزه بين الناس باستغنائه عنهم {فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}

[وجَدّه لاخرته]

اي ان عمله الجاد والهادف هو في تحصيل اخرته لانه ان خسرها فقد خـسر الدنيا والاخرة {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا}.

[قد كثرت حسناته]

ولذا فان من صفات المؤمن الزيادة والتصاعد في الحسنات اليومية ليعظم رصيده الاخروي {فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}

[وعلت درجاته]

وليكون ذلك الرصيد رفعة وعلوا في درجات الاخرة وما فيها من نعيم وقرب من الله {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ}{دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}

[وشارف خلاصه ونجاته].

وبعدا عن جهنم ولظاها فما اسعد الانسان ان ينجو من عذاب جهنم في الاخرة {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}

 

 

الحلقة السادسة                                                                          اعلى الصفحة

عن امير المؤمنين (ع) قال في صفات المؤمن:

[المؤمن اذا وُعِظَ ازدُجِر]

اي ان المؤمن تؤثر فيه الموعظة فتزيده هدى وثباتا واستقامة على الطريق وتمنعه من فعل السيئات والمعاصي والتعرض لسخط الله بخلاف المنافق واهل الكبائر والاثام الذين غلبت على قلوبهم قسوة القلب او كما قال الله عنهم {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً، وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ، وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ، وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}

[واذا حُذِّرَ حَذَر]

واذا نبّه الى شيء قد يكون فيه الاذى والضرر عليه فانه ينتبه ويأخذ حذره مما حُذّر منه لان العقل والوعي واليقضة من سمات المؤمن الاساسية فهو بعيد عن الغفلة في اعماله واقواله ودينه ودنياه واخرته واعيا لقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ }  .

[واذا عُبِّرَ اعتَبَر]

اي اذا ذكرت له العبرة والموعظة من الايات والروايات او الحكم والمواعظ والامثال والقصص فانه يعتبر ويستفيد مما قيل له فايام الحياة تعيد نفسها بشكل او باخر {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}

[واذا ذُكِرَ ذَكَر]

فاذا ذكر بالله وباليوم الاخر فانه يتذكر ويخشع قلبه {إِنَّمَا الْمُؤْمنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّه وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}

[واذا ظُلِمَ غَفَر]

واذا تعرض للظلم والاذى فانه يغفر لمن ظلمه ويدعو له بالهداية والانابة طلبا لرحمة الله وفضله تخلقا باخلاق الله والتماسا لفضله وعفوه { وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللّهُ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }{قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}

 

 

الحلقة السابعة                                                                               اعلى الصفحة

عن رسول اللهﷺقال :

[المؤمن هين لين حتى تخاله من اللين احمق]

اي ان المؤمن متسامح سهل الطبيعة في التعامل مع الامور حتى ليبدوا للناظر لاول وهلة انه احمق لا يفهم بينما هو مدرك للحقائق ولكنه لطيبة نفسه فانه يمتنع عن الاختلاف والمعارضة للمقابل ومسايرته فيما لا حرمة فيه.

وعن امير المؤمنين (ع)انه قال:

[المؤمن امين على نفسه، مغالب لهواه وحسه]

وهو غاية الفهم والايمان ان ينظر المؤمن الى نفسه انها امانة من ربه بين يديه ينبغي ان يحافظ عليها ويصونها

من الاصابة بالامراض المادية والمعنوية وهو ما يتطلب ابعادها عن الهوى والمغريات والغرور والكبر وكل ما يؤدي بها الى العذاب في جهنم.

عن الامام زين العابدين (ع) قال:

[المؤمن يصمت ليسلم]

اي ان المؤمن بصمته يسلم من السيئات وما يتبعها من العقاب الدنيوي والاخروي اضافة الى ان الصمت احيانا يكون ابلغ من الكلام واسلم في العاقبة .

[وينطق ليغنم]

اي يتكلم لينال الحسنات ويزيد رصيده الاخروي منها، فالكلام الذي ليس فيه قصد لله هو كلام فارغ لا ثمرة مرجوة منه لا في الدنيا ولا في الاخرة، فقد تكون نتائجه سيئة على الانسان في زيادة سيئاته في الاخرة، وفي ضعف مكانته وقيمته عند الناس بسبب احاديثه وارائه الضعيفة او المتطرفة او المستهلكة للوقت من دون نتيجة مثمرة.

 

الحلقة الثامنة                                                                           اعلى الصفحة

 عن رسول اللهﷺقال:

[المؤمن يبدا بالسلام، والمنافق يقول : حتى يبدا بي]

اي ينتظر من المقابل ان يبدا بالسلام عليه ليرد عليه السلام ناسيا او غافلا عن ان معظم الثواب هو للبادئ.

عن رسول اللهﷺقال:

[المؤمن كالغريب في الدنيا لا يانس في عزها ولا يجزع من ذلها]

اي لا يبالي بما يحدث له في الدنيا ما دام ثابتا على الايمان والصلاح لانه ينتظر الجزاء في الاخرة.

عن رسول اللهﷺقال:

[المؤمن مرآة المؤمن]

اي انه يعكس له حقيقته كما هو من دون كذب او رياء ولا إساءة ادب معه.

عن رسول اللهﷺقال :

[المؤمن مرآة لاخيه المؤمن، ينصحه اذا غاب عنه].

اي اذا علم شيئا عنه يؤدي الى ضرره او أذاه فانه يوصل له النصيحة مخلصا.

[ويميط عنه ما يكره اذا شهد]

اي يزيل عنه الاذى اذا كان حاضرا وتعرض احد من الناس لاخيه بسوء فيدفع عنه الباطل والاذى 

[ويوسع له في المجلس]

اي يراعي الاداب والاعراف فيقدمه امامه وفي مجلسه.

عن امير المؤمنين ع قال:

[المؤمن من وقى دينه بدنياه]

اي يقدم سلامة الدين على سلامة الدنيا فلا يبالي بما يصيبه من ضرر بدنياه اذا تمسّك بدينه فهو يقدّم اخرته على دنياه ورضا ربه على رضا الناس .

[والفاجر من وقى دنياه بدينه]

اي يضحى بدينه من اجل دنياه فلا يبال بالحرام ولا بفعل الذنوب والمعاصي فهو يفعل ما يريد من اجل تحقيق مآربه الدنيوية.

 

 

الحلقة التاسعة                                                                                اعلى الصفحة

عن رسول اللهﷺقال

[المؤمن منفعة]

اي ان المؤمن في جميع اموره من الاقوال والافعال والسلوك والعمل والسيرة في الامور الفردية والاجتماعية هو نفع وفائدة للاخرين.

[ان ماشيته نفعك]

اي ان سرت معه انتفعت بحديثه وعمله وسلوكه وتعامله مع الاخرين.

[وان شاورته نفعك]

اي اعطاك النصيحة السليمة فيما يصلح لك ودلك على العمل الصالح مخلصا لله لا يغشك ولا يخدعك ولا يرجو من ذلك شيئا سوى مرضاة الله.

[وان شاركته نفعك]

اي ان دخلت معه في شراكة في امر مادي او معنوي حرص على ان ينفعك ويفيدك في شراكتك معه فائدة للدنيا والاخرة.

[وكل شي ء من امره منفعة]

فهو حريص على نفع الاخرين وتقديم الخير لهم في كل المجالات التي يستطيعها او يقدر على الوصول اليها.

عن امير المؤمنين ع قال:

[المؤمن اذا سئل اسعف]

اي ان سؤاله يكون في محله وقابلا للجواب من دون اضاعة للوقت او فيه احراج للاخرين

[واذا سأل خفف]

اي لا يكون شديد الوطأة او ثقيلا في سؤاله على الاخرين اذ ينبغي عليه ان يلاحظ  مكان ووقت المسئول وحالته الشخصية وظروفه الخاصة.

 

الحلقة العاشرة                                                                            اعلى الصفحة

 عن رسول اللهﷺقال:

[المؤمن من آمنه الناس على دمائهم واموالهم]

اي ان المؤمن يحرص على عدم المساس بدماء الناس او تعريضهم للخطر بقول او عمل يصدر عنه وتكون له عاقبة سيئة فيما بعد على الاخرين، كما انه يحرص على حفض اموالهم حينما تودع لديه كأمانة لأيصالها الى اهلها او لاجل المتاجرة بها كما يحرص على ماله ونفسه  فلا يخوض بها المخاطر والمجازفات والاعمال غير المحسوبة ولا يستعملها الا باجازة اهلها ورضاهم.

وعن امير المؤمنين (ع) قال:

[المؤمن دائم الذكر]

اي لا يترك فرصة يكون قادرا فيها على ذكر ربه وتمجيده وتسبيحه وتهليله الا بادر اليها فهي افضل زاد الاخرة وافضل وسائل القرب من الله سبحانه ونزول لطفه وفضله.

[كثيرالفكر]

اي ان من طبيعة المؤمن ان يكون ذا عقل فطن يقظ لامور الدنيا والاخرة يحسب لاشياء حسابها ويعد لها مستلزماتها ومتطلباتها مستعينا بالله فلا يكون من الغافلين ولا من الجاهلين الذين يتركون امورهم للمقادير والتوقعات الخيالية.

[على النعماء شاكر]

اي لا يترك شيئا مما افاض الله عليه من نعمه الا كان ذاكرا لله بقلبه شاكرا بلسانه وعمله على نعمائه والالائه فلولا عافيته وفضله لعجز عن تدبير ابسط اموره.

[وفي البلاء صابر]

لان الامور بيد الله وهو على كل شيء قدير والامور لا تدوم على حال واحد فالامتحان هو جزء من وجود الانسان في الدنيا ليترتب على نتائجها موقعه ومكانته في الاخرة .

 

 

الحلقة الحادية عشر                                                                        اعلى الصفحة

 عن رسول اللهﷺقال:

[المؤمن للمؤمن كالبنيان،يشد بعضه بعضا]

فكما يسهم الاجر واللبنة وبقية مواد البناء في احكامه ومتانته وشده لبعضه، كذلك ينبغي ان تكون العلاقة بين المؤمنين تسهم في زيادة ايمانهم ودفع الاذى عنهم فالمؤمن مسارع للخيرات بعيد عن السيئات مساند في الصالحات معين في دفع الشدائد والمشكلات .

عن رسول اللهﷺقال:

[المؤمن يألف ويؤلف]

اي يسهل اندماجه مع الاخرين لحسن اخلاقه وصفاته وطبعه وسهولة مماشاته مع الاخرين فيما لا حرمة فيه.

[ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف]

فمن كانت نفسه معقدة او مشتملة على الكبر والصفات الذميمة  او تغلب عليه النفعية والمصلحية في تعامله مع الاخرين فلا يبالي الا بنفسه وتحقيق رغباته فقط فهو مما لا خير في مصاحبته او مؤاخاته.

[وخير الناس انفعهم للناس]

اي ان افضل الناس من يتحرر من سيطرة هواه ونفسه ويتخلص من الانا وحب الذات فيسعى في خدمة الناس وفائدتهم وتقديم المساعدة لهم قربة لوجه الله.

عن الامام الصادق ع قال:

[المؤمن من طاب مكسبه]

اي كان كسبه من الحلال الطيب فقط بعيدا عن الحرام او الشبهة.

[وحسنت خليقته]

اي حسنت صفاته وطباعه وسلوكه مع الاخرين.

[وصحت سريرته]

اي لا ينوي في قلبه سوء لاحد ولا يضمر في نفسه الخديعة والمكر بالاخرين ولا احداث الاذى والمشاكل لمن بختلف معه ولا يفكر في اضرار احد على الاطلاق.

[وانفق الفضل من ماله]

اي ينفق ما زاد عن حاجته في سبيل الله ولا يبخل، فالرزق بيد الله والله تعهد بارزاق عباده والزيادة فيها للمحسنين

[وامسك الفضل من كلامه]

(اي منع نفسه من الحديث والكلام فيما لا يعنيه والذي قد يعود عليه بالاثار السيئة في دنياه واخرته )  .

 

 

الحلقة الثانية عشر                                                                      اعلى الصفحة

عن امير المؤمنين ع في صفة المؤمن ممجدا لاحد اخوانه الذين رحلوا عنه الى دار الاخرة قال:

[كَانَ لَا يَلُومُ أَحَداً عَلَى مَا يَجِدُ العُذرَ فِي مِثلهِ حَتَّى يَسْمَعَ اعتِذَارَهُ]

اي ينبغي للمؤمن ان لا يسارع في لوم الاخر او نقده او اتهامه بالتقصير او عدم القيام بالواجب حتى يتبين السبب فيما ظهر له من فعله، فقد يكون الاخر محقا ومعذورا في فعله ويكون النقد اساءة له او عتابا في غير محله.

[وَكَانَ لَا يَشْكُو وَجَعاً إِلَّا عِنْدَ بُرْئِهِ]

فمن اخلاق المؤمن ان يخفي ما يصيبه من الالام والمشاكل ولا يحمّلها الاخرين، فلكل من الناس ابتلاءاته الخاصة به من الامراض والاوجاع والالام والمشاكل والاحزان ولذا تعددت الروايات التي تبين ثواب المؤمن عند مرضه وعدم الشكوى منه.

[وَكَانَ يَقُولُ مَا يَفعَلُ، وَلَا يَقُولُ مَا لَا يَفعَلُ]

اذ ان قيمة الاقوال هي عندما تقترن مع الافعال فعندها يكون لها التأثير الكبير في قلوب الاخرين، وهو ما تجسد في اعمال المعصومين ولذا كانوا القدوة العملية للناس جميعا ليقتدوا بهم في حياتهم ويسيروا على منهاجهم{لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الاخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا}.

[وَكَانَ إِذَا غُلِبَ عَلَى الكَلَامِ لَمْ يُغلَبْ عَلَى السُّكُوتِ]

بمعنى ان السكوت هو باختيار الانسان وارادته وهي دعوة الى التزام الصمت للسلامة من الاثام والاقتصار على الكلام الذي فيه اجر ومثوبة ليكون غنيمة للحياة الاخرة.

[وَكَانَ عَلَى مَا يَسْمَعُ أَحْرَصَ مِنْهُ عَلَى أَنْ يَتَكَلَّمَ]

وهو تأكيد على الاستفادة من مقاصد الكلام وعدم تضيع الوقت في الاحاديث الفارغة التي تضيع الوقت والعمر وقد تكسب الاثام.

[وَكَانَ إِذَا بَدَهَهُ أَمْرَانِ يَنْظُرُ أَيُّهُمَا أَقرَبُ إِلَى الهَوَى فَيُخَالِفُهُ]

اي ان الميزان في الاختيار للاعمال والمواقف للمؤمن هو ليس الاتباع للهوى والرغبات وانما هو مقدار القرب او البعد من الله وما يترتب على ذلك من المثوبة او العقوبة الاخروية.

[فَعَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الخَلَائِقِ فَالزَمُوهَا، وَتَنَافَسُوا فِيهَا]،

فالتنافس ليس بزيادة الاموال والقدرة والسلطان وانما بزيادة المكارم الاخلاقية التي تكون بها رفعة الانسان الحقيقية في دنياه وفوزه في اخرته.

[فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوهَا فَاعلَمُوا أَنَّ أَخْذَ القَلِيلِ خَيْرٌ مِنْ تَركِ الكَثِيرِ] .

🌿مع اطيب التحيات من🌿 

         نبيل شعبان                                                                              اعلى الصفحة

 

 

 

 

 

محرم الحرام 1432 هجرية - 2010 
huda-n.com