الكلام المفيد   2

 

في تتمة الحديث عن ضرورة اهتمام اهل الايمان باحاديثهم كما قال الله في كتابه [إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا]. فقد وردت روايات عدة تنبه الى اهمية الكلام وتبعاته ومن ذلك:

عن امير المؤمنين ع قال:

[إذا تم العقل نقص الكلام].

اي ان قلة الكلام او ترك الحديث بما لا ينفع والذي قد يؤاخذ عليه الانسان في الاخرة اضافة للدنيا، انما هو دلالة على كمال عقل الانسان ورشده وحسن تصرفه في الامور.

عن الإمام الباقر ع قال:

[إني لأكره أن يكون مقدار لسان الرجل فاضلا على مقدار علمه، كما أكره أن يكون مقدار علمه فاضلا على مقدار عقله].

فلا ينبغي للانسان الرشيد ان يتكلم بما يزيد عن علمه سواء أكان الحديث في المواضيع الدينية او في المواضيع الحياتية فان التزام الموضوعية والدقة في الحديث هو كاشف عن عقلية الانسان واتزانه ومعرفته حدوده وامكانياته، كما لا ينبغي للانسان ان يتعلم اكثر مما يستوعبه عقله خشية عليه من الانحراف والزيغ في الفكر او الاتباع  لهوى النفس ورغباتها المضلّة.

عن امير المؤمنين ع قال:

[احفظ لسانك، فإن الكلمة أسيرة في وثاق الرجل، فإن أطلقها صار أسيرا في وثاقها].

اي ان الكلام مادام حبيسا في نفس الانسان فلن يحاسبه عليه احد ولكنه بعد ان يتكلم يكون مسئولا عن كلامه وما يترتب عليه من تبعات بعد ذلك.

عن امير المؤمنين ع قال:

[الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به، فإذا تكلمت به صرت في وثاقه، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك، فرب كلمة سلبت نعمة].

وهو تاكيد للحديث السابق في ان للكلام تبعات عندما يتحدث به الانسان، ولذا ينبغي اي يكون الحديث في محله وبمقداره، فكما يحافظ الانسان على ثروته وماله من الضياع والتلف كذلك ينبغي عليه ان يحفظ لسانه ونفسه من الاذى فان ورائه حساب الاخرة اضافة الى حساب الدنيا.

عن امير المؤمنين ع قال:

[إذا تكلمت بالكلمة ملكتك، وإذا أمسكتها ملكتها]

اي ان الكلام مادام في قلب الانسان ولم ينطق به فهو قادر على التحكم به نوعا وكما فهو ملكه، ولكنه اذا تكلم به فان الكلام يخرج عن ملكه ليدخل في ملك الاخرين، فلهم الدخالة فيه والحساب على محتواه ومضمونه.

وللحديث تتمة

 

محرم الحرام 1432 هجرية - 2010 
huda-n.com